الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

مع استمرار العدوان العسكري..

بالفيديو قنابل الاحتلال تحيل سكون ليل أطفال غزة إلى وحش مرعب

حجم الخط
نساء وأطفال غزة.jpg
رفح - خاص وكالة سند للأنباء

تتحول ساعات الليل إلى عدو لأطفال غزة، مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي واستمرار الطيران الحرب الإسرائيلي بشن غارات مكثفة على القطاع لليوم الـ 58 للعدوان.

وعادت "ليالي الرعب" من جديد حيث يتوالى دوي الانفجارات الضخمة، وتتعالى ألسنة اللهب وسحب الدخان في الأحياء السكنية وحول مراكز الإيواء التي يتحصن داخلها السكان.

أكبر المآسي الإنسانية

ويتعرض أطفال غزة لواحدة من أكبر المآسي الإنسانية في العصر الحديث، إذ استشهد أكثر من 6 آلاف طفل، بينما يفزع من تبقى على قيد الحياة من فراشهم خلال ساعات الليل على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة.

ويتعرض قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال، للعدوان الإسرائيلي غير المسبوق منذ 58 يوميا.

وعقب أسبوع من الهدنة الإنسانية المؤقتة في القطاع، بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، استأنف الطيران الحربي غاراته في مختلف أنحاء القطاع بشكل وحشي وفق ما يقول سكان غزة.

ودأبت مدرسة اللغة الدينية انتصار العربيد على جمع أطفالها الخمسة داخل فصل دراسي، مع حلول الليل، وسرد القصص لهم حتى يغطوا في النوم.

لكن جهود العربيد (48 عاما) تذهب سدى مع كل غارة قريبه تتسبب في استيقاظ أطفالها في حالة هلع وخوف شديد.

تقول المدرسة الفلسطينية لوكالة سند للأنباء "عشنا أسبوعا من غير قصف وقتل، وأطفالي كانوا في حالة جيدة، لكن مع عودة القصف وطائرات الرنانة (الاستطلاع) خلال اليومين الماضيين جميعهم يرتعدون خوفا كلما جاءت ساعات الليل".

وتضيف "أطفال في نص الليل يفزعون ويعانون من الصدمة وارتفاع في درجات الحرارة والمرض جراء قصف الاحتلال الوحشي".

وتقيم العربيد في مدرسة إيواء في رفح، بعد أن نزحت جراء الأحزمة النارية التي شنتها طائرات الاحتلال في بداية العدوان قرب منزلها في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.

قصف لا يتوقف

وقصف الطيران الإسرائيلي 19 منزلا في وسط مدينة رفح على الأقل مما أسفر عن استشهاد 32 فلسطينيا خلال الساعات الأولى من استئناف العدوان صباح الجمعة الماضية، وفق مدير مستشفى النجار في المدينة دكتور مروان الهمص.

وقال سيدة عرفت نفسها باسم أم جمال ونزحت من شمال غزة إلى رفح قبل أسبوعين: "نحن وأطفالنا لا نذوق النوم منذ تجدد القصف هنا. هربنا من اليهود في الشمال واليوم يقصفون حولنا هنا".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ 400 غارة جوية في مختلف أنحاء القطاع خلال يوم واحد عقب انتهاء اتفاق التهدئة المؤقتة التي رعتها قطر ومصر والولايات المتحدة وشهدت عمليات تبادل أسرى بشكل يومي وعلى مدار أسبوع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.

وحزم إياد زكريا أمتعة عائلته النازحة من غزة إلى خان يونس وتوجه إلى مدينة رفح بحثا عن مكان أمن لأطفاله الستة، لكن آخريين تمسكوا بالبقاء حيث يسكنون في تحد لأوامر التهجير القسر التي يتبعها جيش الاحتلال ضد سكان غزة.

ويقول زكريا الذي يقيم الآن في مطعم توقف عن العمل منذ بداية الحرب: "نزحنا من غزة لخان يونس في بداية العدوان، واليوم نزحنا إلى رفح لكن القصف الإسرائيلي كأنه يلاحقنا".

ويضيف "بيتي في غزة دمر بفعل القصف، والمنزل الذي كنت أعيش فيه بخان يونس يقع في منطقة زراعية وتعرض لقصف شديد عقب انتهاء التهدئة".

وقالت الأمم المتحدة اليوم الأحد إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذر في اليومين الماضيين مناطق جديدة تشمل حوالي 25 % من قطاع غزة بالإخلاء القسري.
وتشمل إحدى المناطق المخصصة للإخلاء بلدات في شرق خان يونس جنوب قطاع غزة هي (القرارة وخزاعة وعبسان وبني سهيلة) والتي صدرت الأوامر لسكانها بالتحرك جنوبا إلى رفح.

وتمثل المناطق المذكورة المهددة بالإخلاء 19 % من مساحة قطاع غزة (69 كيلو مترا مربعا) وكانت موطنا لحوالي 352 ألف شخص قبل بدء الحرب الإسرائيلية وفق ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا).

رفض النزوح

لكن كثيرا من الأسر الفلسطينية في خان يونس يرفضون فكرة النزوح عن منازلهم، وبعضهم يؤكد أن الرضوخ لأوامر الاحتلال يعني أننا مقبلون على نكبة جديدة.

وقبل العدوان الإسرائيلي كان يعيش في مدينتي رفح وخان يونس حوالي 600 ألف نسمة وفق بيانات مركز الإحصاء الفلسطيني، غير أن العدد ارتفع لأكثر من مليون بسبب التهجير القسري من الشمال وغزة.

وخلال الليلة الفائتة شن جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية التي استهدفت أحياء مختلفة، ومنازل، وأبنية سكنية، وحقول زراعية في محافظات غزة الخمس، وكانت مدينة خان يونس وهي ثاني أكبر مدن القطاع أكثر الأماكن التي طالها القصف الإسرائيلي.

وتعرض الطريق الذي يصل بين رفح وخان يونس إلى التدمير بعدما تعرض لثلاث ضربات جوية إسرائيلي أمس السبت.

ولا يوجد موطأ قدم لسكان جدد في رفح التي فتح على أرضها 53 مركزا للإيواء منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وحتى المطاعم وبعض المحال التجارية التي نفذت بضائعها أصبح مساكن جديدة للأسرة النازحة أو التي دمرت منازلها وظل عدد من أفرادها على قيد الحياة.

وتقول وسام عبد الحميد وتقطن في منطقة معن شرق خان يونس "لم يكن مجرد قصف بل تدمير ممنهج وترويع لا يحتمل، الطائرات تطلق القنابل من السماء والدبابات تقصف من الشرق والبوارج تقصف من البحر".

وعاشت السيدة الفلسطينية ليلة مرعبة جديدة مع أطفاله لكنها تؤكد أن فكرة النزوح مرفوضة وأنها ستواجه مع عائلتها قدرها في منزلها حتى النهاية ".

وأضافت عبد الحميد (41 عاما) لوكالة سند للأنباء" صحيح أطفال يفزعون مع كل غارة خلال الليل لكن أحاول أن اخفف عنهم وأقرأ القرآن على مسامعهم حتى يناموا من جديد ".