الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

سبسطية.. اقتحامات تبدد سكون ليلها وتنشر الرعب في شوارعها

حجم الخط
سبسطية
نابلس - وكالة سند للأنباء

 لم تعد بلدة سبسطية الواقعة شمال غرب محافظة نابلس بالضفة الغربية، تلك البلدة الوادعة الهادئة والرابضة على كنز من الآثار، منذ أن وضعها الاحتلال الإسرائيلي في دائرة الاستهداف اليومي ومخططات التهويد والضم.

آخر حلقات الاستهداف الإسرائيلي لبلدة سبسطية، كانت باستشهاد الشاب فوزي هاني مخالفة (18 عاما)، الجمعة 21 تموز/ يوليو الجاري، عندما أعدمه جنود الاحتلال بدم بارد بينما كان يسير بمركبته ليلا في شوارع البلدة برفقة صديقه الذي اعتقل بعد إصابته.

هذه الجريمة، كانت بمثابة جرس إنذار للواقع الجديد الذي يعمل الاحتلال على فرضه في سبسطية، والذي لم يعتده أهالي البلدة منذ بداية الاحتلال، حيث ينفذ المستوطنون حاليا اقتحامات متكررة للمنطقة الأثرية فيها بحماية الجيش، بعد أن كانت تقتصر اقتحاماتهم على فترة الأعياد اليهودية.

سبسطية2.png
 

وازدادت وتيرة الاقتحامات بشكل متصاعد خلال الشهور الأخيرة حتى باتت شبه يومية، فلا يكاد يمر نهار أو ليل دون اقتحام البلدة ومنطقتها الأثرية التي تنتشر فيها المرافق السياحية.

وبحجة تأمين الحماية للمستوطنين، تقتحم قوات الاحتلال البلدة، لكن في كثير من المرات يكون الاقتحام بلا هدف واضح، سوى تنغيص الحياة اليومية وشلّ الحركة السياحية.

وإلى جانب الاقتحامات المعلنة، ينتشر جنود الاحتلال بشكل خفي في الشوارع المعتمة والأراضي القريبة من الشارع الرئيس الذي يربط بين نابلس وجنين، ما يشكّل خطرًا على المواطنين الذين يتفاجؤون بوجود الجنود وقد يكونوا هدفًا لنيرانهم بحجة الاشتباه بهم.

استهداف مقصود

وبجوها الهادئ وأجوائها اللطيفة في منطقة الآثار، تجذب سبسطية المتنزهين من المدن والبلدات المجاورة، خاصة في ليالي الصيف، في ظل انتشار الكثير من المنشآت والمرافق السياحية بالمنطقة.

صاحب إحدى الاستراحات التراثية في المنطقة الأثرية فاخر مخيمر، يقول إن اقتحامات الاحتلال تهدف بالأساس إلى ضرب سبسطية كوجهة سياحية ضمن خطة للسيطرة على المنطقة الأثرية.

ويضيف مخيمر في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "في الشهور الأخيرة أصبح اقتحام المنطقة يتم بشكل شبه يومي وبشكل غير مبرر، ويصاحبه استفزاز المواطنين وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز".

وتبدد تلك الاقتحامات الهدوء الذي تمتاز به البلدة، وتدفع بالمتنزهين للتفكير كثيرا قبل زيارتها، وفق "مخيمر"، مشيرًا إلى أنهم باتوا يضطرون لإلغاء الكثير من الحجوزات بسبب الاقتحامات، فمن سيغامر باصطحاب عائلته للتنزه في أجواء من الرعب وعلى رائحة الغاز وبين طلقات الرصاص؟

ويستذكر "مخيمر"، حادثة وقعت قبل عامين في البلدة، عندما فقد أحد الزوار عينه برصاص قوات الاحتلال اتي اقتحمت المنطقة بينما كان يجلس في أحد المقاهي.

فقدان الأمان

ويشتكي أهالي سبسطية من فقدان الأمان خاصة في ساعات المساء بفعل اقتحامات الاحتلال والكمائن التي ينصبها على مفترقات الطرق.

وعن ذلك يحدثنا المواطن حلمي عبد اللطيف أحد سكان سبسطية: "أصبح التجوال في شوارع البلدة مساءًا محفوفًا بالمخاطر، حيث كثف الاحتلال اقتحاماته الليلية في الآونة الأخيرة".

سبسطية 4.jpg
 

ويكمل لـ "وكالة سند للأنباء" : "قبل أيام قليلة اقتحمت قوة من الجنود المشاة البلدة، وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز، وتسببت بعشرات حالات الاختناق بين الأطفال والنساء".

ويردد: "هذه الاقتحامات ليس لها تفسير سوى أنها تندرج ضمن المخطط التهويدي الذي يحاول الاحتلال فرضه بالقوة على البلدة".

مخطط تهويدي

وصادقت الحكومة الإسرائيلية في مايو/ أيار الماضي على تخصيص مبلغ 32 مليون شيكل لتطوير موقع سبسطية الأثري وتحويله إلى مزار سياحي إسرائيلي.

ويبدي أهالي سبسطية مخاوف من أن يؤثر هذا المشروع الإسرائيلي على الوضع الأمني والاستقرار في البلدة.

من جانبه، يقول رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لـ "وكالة سند للأنباء" إن الاحتلال يرسل برسالة أنه ماض في تنفيذ مخططاته للسيطرة على آثار سبسطية وتهويدها، وأن كل من سيقف أمامه سيواجه مصير الشهيد مخالفة".

ويعتبر رئيس المجلس، أن إعدام الشاب "مخالفة"، كان رسالة بالدم لأهالي البلدة من الاحتلال في ظل تصاعد اعتداءاته ومخططاته المتسارعة لتهويد المنطقة الأثرية.

350238274_993293038336634_7812324452794242754_n.jpg
 

وتعد بلدة سبسطية التي تعرف بأنها "عاصمة الرومان في فلسطين، من أبرز المواقع التي تحاول إسرائيل السيطرة عليها، وتتميز بموقعها الجغرافي الذي يربط ثلاث محافظات في شمال الضفة الغربية ببعضها، وهي نابلس وطولكرم وجنين.

وعاصرت بلدة سبسطية عبر تاريخها أقواماً متعددة من الكنعانيين والآشوريين واليونانيين والرومان والبيزنطيين والعرب والصليبيين، وتحوي العديد من المواقع الأثرية والتاريخية.

إلا أن أكثر ما يميز سبسطية وجود سور يلف المنطقة الأثرية من الاتجاهات كافة، حيث يوجد مدرج روماني وبرج هيلانة ومعبد أغسطس الروماني، وفيها قبر النبي زكريا، ومقام الشيخ شعلة، وكنيسة القديس يوحنا، والعديد من الحضارات التي تركت بصماتها داخل البلدة.