الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

تحذيرات من مخطط إسرائيلي للسيطرة على آثار سبسطية شمال نابلس

حجم الخط
سبسطية
نابلس - وكالة سند للأنباء

حذّر مختصون ومسؤولون فلسطينيون من خطورة المخططات الإسرائيلية الهادفة للسيطرة على المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، وذلك بعد الكشف عن مشروع تهويدي للموقع الأثري في البلدة.

وصادقت الحكومة الإسرائيلية، على تخصيص 32 مليون شيكل لترميم موقع حديقة سبسطية الأثري في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، خلال جلستها الأسبوعية التي عقدت يوم الأحد الماضي.

ووفقا لصحيفة "هآرتس"، فقد تم تقديم الاقتراح من وزير حماية البيئة عيديت سيلمان ووزير السياحة عميخاي إيلياهو، بزعم "أن السلطة الفلسطينية تحاول الاستيلاء على الموقع الأثري -حديقة سبسطية- بشكل غير قانوني".

ووفقاً للمقترح ستقوم سلطة الطبيعة والحدائق ببلورة خطة إعمار وترميم للمكان خلال 60 يوم بما في ذلك إقامة مركز سياحي يهودي في المكان.

ويقع جزء من المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية الأثرية في المنطقة المصنفة (ج) وفقًا لاتفاقيات "أوسلو"، وبالتالي فهي تخضع للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية الكاملة.

وأعربت مصادر إسرائيلية، وفقًا لصحيفة "هآرتس"، عن رفضها لقيام السلطة الفلسطينية بالإعلان عن الموقع كموقع تراث فلسطيني.

وفي آذار/ مارس الماضي، اقتحم الوزيران "سيلمان" و"إلياهو" ورئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة "يوسي دغان" المنطقة الأثرية في سبسطية، وزعموا بأن السلطة الفلسطينية "تعمل بشكل منهجي على تدمير البقايا الأثرية التي تؤكد على ارتباط شعب إسرائيل ببلدهم"، وأعلنوا العمل على "ترميم الموقع الأثري الذي تقع فيه عاصمة مملكة إسرائيل، وفتحه أمام السياح الإسرائيليين"، وفق زعمهم.

وادعوا أن السلطة الفلسطينية فتحت طريقا دائريا أضر بالآثار، مشددين على ضرورة وضع قوة عسكرية ثابتة والسيطرة على الموقع، ورصد ستة ملايين شيكل لتسييجه والمراقبة الالكترونية، وشق طريق يتيح الوصول إلى الموقع دون دخول بلدة سبسطية.

منع الاستثمار السياحي..

من ناحيته، يقول الخبير ومدير إدارة المواقع الأثرية بوزارة السياحة والآثار الفلسطينية ضرغام الفارس، "إن هذه المخططات هي انعكاس لسياسة قديمة متجددة تهدف للاستيلاء على الأرض والتضييق على الفلسطينيين".

ويضيف الفارس في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال يتبع سياسة وخطة في سبسطية تمنع المستثمرين الفلسطينيين في قطاع السياحة من تحقيق أية أرباح، وكل هذا بمزاعم تاريخية ودينية."

ويفنّد "الفارس" المزاعم الإسرائيلية حول ما قامت به بلدية سبسطية مؤخرا بشق طريق خارج حدود المدينة الأثرية منذ العصر الحديدي حتى الفترة الرومانية، ويقول: "شق مثل هذه الطرق مسموح علميا ومهنيا مع المراقبة لاحتمال ظهور آثار وخاصة المقابر، وهذا الإجراء مسموح ومُتَّبَع، وخبراء الآثار الإسرائيليين يعرفون ذلك ويمارسونه".

وخلال العمل ظهرت بالفعل مقابر رومانية، وعندما بدأت دائرة الآثار الفلسطينية بأعمال تنقيب إنقاذي، توجه جيش الاحتلال للموقع وأوقف العمل رغم أن التنقيب الإنقاذي كان في منطقة مصنفة (ب) بحسب اتفاق أوسلو، وفق "الفارس".

ويكمل "ضيف سند": "نحن أحرص الناس على حماية الآثار في سبسطية وفي كل المواقع داخل فلسطين التاريخية وضمن كل العصور التاريخية، لأننا السكان الأصليين منذ العصور الحجرية إلى اليوم، ولأننا أصحاب الأرض والتاريخ".

سبسطية.png
 

تهويد المنطقة..

بدوره، يحذّر رئيس بلدية سبسطية محمد عازم من خطورة إقرار وتنفيذ هذا المشروع الذي يهدف لتهويد المنطقة والسيطرة عليها وسينهي الحياة الاقتصادية والسياحية بشكل كامل في البلدة.

ويضيف في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء": "المشروع المقترح تعدى مرحلة الخطورة، وهو على وشك البدء بتنفيذه بعد إقراره، وبلدية سبسطية على اطلاع مستمر على تطوراته".

وبحسب ما اطلعت عليه البلدية، فإن المشروع يقع في مناطق (ج) لكنه على حدود مناطق (ب) ولا يمكن الوصول للمنطقة (ج) بدون المرور عبر بمنطقة (ب) والتي تضم ساحة البيدر التي أعادت البلدية تأهيلها، وأصبحت منتجعا سياحيا كبيرا ومتنفسا لكل أهالي الضفة الغربية.

مراحل المشروع..

ويتضمن المشروع عدة مراحل، ويشمل شق شارع التفافي داخل المنطقة الأثرية ليخدم الحركة الاستيطانية فقط، ووضع شبك وسياج وكاميرات حماية وبرج عسكري داخل المنطقة الأثرية، بالإضافة للتنقيب عن قبور "أجدادهم" وفق زعمهم.

ويبيّن "عازم" أنه يجري الحديث عن إزالة المباني القائمة في المنطقة (ج)، مستطردًا: "ليس هناك معلومات إن كان ذلك يقتصر على المباني الحديثة أم يشمل المباني القديمة".

ويردف: "الاحتلال يقوم بخطوات عملية على الأرض لتنفيذ المشروع من خلال عمليات المسح التي تقوم بها طائرات الاستطلاع بشكل يومي، وكذلك الاقتحامات المتكررة لضباط الإدارة المدنية للمنطقة واستعراض الخرائط".

اقتحام سبسطية.jpeg
 

وفي حال تنفيذ المشروع، فإنه سيقضي على قطاع السياحة في البلدة، وستقتصر على السياحة الاستيطانية، كما سيؤثر على الوضع الاقتصادي لأن هناك عشرات العائلات في سبسطية تعيش على السياحة، وفق رئيس البلدية.

ويزيد: "هذا الأمر يمكن أن يؤثر على الوضع الأمني والاستقرار في البلدة، وأن تسود حالة التوتر بشكل دائم"، موضحًا أن المستوطنين ينفذون حاليا اقتحامات شبه يومية للمنطقة الأثرية في سبسطية، بعد أن كانت تقتصر على فترة الأعياد اليهودية.

وجاء في حديث عازم: "حذرنا مرارا من هذا المشروع التهويدي، وأطلقنا نداءات استغاثة لكل الجهات ذات العلاقة، وخاطبنا أكثر من جهة وجميعهم أكدوا ضرورة التحرك، لكن دون تحديد آلية وشكل هذا التحرك".

ويطالب ضيفنا بوقفة جادة ومسؤولة من الوزارات ذات الاختصاص، ومنها وزارة السياحة، التي عليها دعوة الممثليات الدبلوماسية الأوروبية والعربية إلى سبسطية لإطلاعها على خطورة المشروع، كما طالب منظمة "يونيسكو" بأن تقوم بمسؤولياتها لمنع تنفيذ المشروع.

ويوجه "عازم" دعوته لأهالي سبسطية لتحمل مسؤولياتهم بالدفاع عن أراضيهم عبر المقاومة الشعبية، وعدم التسليم بالأمر الواقع؛ لأن المشروع سيسيطر على مئات الدونمات من الملكيات الخاصة التي فيها وثائق "طابو" منذ الحكم الاردني.

ونفذت بلدية سبسطية خلال السنوات الأخيرة، مشروع إعادة إحياء المركز التاريخي "ساحة البيدر"، بشق سياحي لتشجيع السياحة خاصة الداخلية، وشق للتنمية الاقتصادية، من خلال الأكشاك والمرافق الخدماتية، وفقًا لضيفنا.

ولقي المشروع الذي نفذ بتمويل من الحكومة البلجيكية، نجاحا كبيرا وساهم بخلق حركة سياحية محلية ويشهد إقبالا كبيرا من المواطنين من مختلف المحافظات.

ويقع في المنطقة المصنفة "ب" في سبسطية، عدة مواقع الأثرية أهمها المقبرة الرومانية، وضريح النبي يحيى ومسجده، وكاتدرائية يوحنا المعمدان، وقصر الكايد.

وفي القسم المصنف "ج"، تقع أهم المواقع الأثرية وهي" ساحة البازيليكا، والقصر الملكي، والبرج الهيلينستي، ومعبد أغسطس، والمسرح، وشارع الأعمدة، والملعب"، ويشبه مسرح سبسطية إلى حد كبير مسرح مدينة جرش الأردنية.

ويعود تاريخ الموقع الأثري بحسب وزارة السياحة الفلسطينية، إلى العصر البرونزي (3200 قبل الميلاد).