الساعة 00:00 م
الخميس 18 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تقرير مهن موسمية بغزة تتحدى شبح البطالة والحصار

حجم الخط
صورة أرشيفية
غزة - سند

يحاول مجموعة من الشباب الغزيين، تحدي واقع البطالة والحصار الإسرائيلي على غزة، المتواصل منذ 13 عاماً، بمهن موسمية صغيرة لسد احتياجاتهم اليومية في ظل شح فرص العمل.

ومع صباح كل يوم، يتوجه الشاب الثلاثيني عبد العزيز المقادمة، إلى شاطئ البحر حاملاً بيده المكافحتين بضاعته، استعداداً لبيعها، وتوفير قوت عائلته اليومي.

ويضيف المقادمة وهو أب لطفلين، في حديثه لمراسل وكالة "سند للأنباء" أحاول البحث عن عمل باستمرار، وأحياناً أعمل في فرص مؤقتة لست شهور وتنتهي، والتجأت إلى نظام البيع على الشاطئ، كونها مصدر رزقي الوحيد في هذه الأيام.

ويحث الشاب الثلاثيني الشباب الغزيين لعدم الاستسلام للبطالة، ومحاولة البحث عن أي مهنة، أو مشروع صغير ويقول: "فصل الصيف من أفضل فصول العام، فهو مصدر رزق وفير لمن أراد أن يسترزق ويسد حاجته".

وعلى امتداد ساحل القطاع، هناك آلاف البسطات الثابتة تنتشر على طول بحر القطاع، بالإضافة لآلاف الباعة المتجولين يبيعون الساندوتشات والمسليات والعصائر والبراد والأسكيمو والبسكويت والأطباق الطائرة والألعاب، فضلا عن ركوب الجمال والخيل.

ومع عصر كل يوم، يتجول الشاب محمد جمال، مصطحباً حصانه على شاطئ البحر، والذي يقوم بالترفيه عن الأطفال والمواطنين، والقيام بجولات قصيرة مع حصانه مقابل شيكل فقط للفرد الواحد.

ويقول في حديثه لـ"سند للأنباء"، أنتظر بفارغ الصبر فصل الصيف لأمارس هذه المهنة، فتوافد المواطنين بشكل كبير إلى البحر يفتح لنا أبواب الرزق، ويؤمن لنا بعض الدخل لسد احتياجاتنا.

ويضيف "الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع وانتشار البطالة والفقر، دفعني للبحث عن مصدر رزق، من خلال الخيل، ومحاولة إسعاد الأطفال".

ويمضي الشاب جمال في عمله حتى الساعة 12 ليلاً طمعاً في توفير 30 شيقلاً لأبنائه وحاجات أسرته، معرباً عن سعادته بهذا العمل بدلاً من يلتجأ إلى الناس.

بطالة مرتفعة

وأظهرت بيانات للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، استمرار معدلات البطالة في الارتفاع بشكلٍ كبير في قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً للعام الثاني عشر على التوالي، مقارنة بذات المعدلات في الضفة الغربية المحتلة خلال عام 2018.

وأوضحت البيانات أن نسبة البطالة في القطاع بلغت خلال العام الماضي 52% مقابل 44% في العام السابق عليه، بينما بلغت في الضفة الغربية 18% مقارنة بنحو 19% في 2017.

ففي قطاع غزة هناك 300 ألف فلسطيني بدون عمل، وترتفع نسبة البطالة إلى 52% وتزيد في صفوف الخريجين الشباب لتتجاوز 55%.

ويتوقع أن تواصل معدلات البطالة الارتفاع، في ظل غياب الحراك الدولي والرسمي لحل أزمة القطاع، الأمر الذي سينعكس سلباً على الأمن الغذائي لآلاف الأسر الغزية، وسيعزز من ارتفاع معدلات الفقر.

محاولات جيدة

من جانبه، رأى أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الأزهر معين رجب، أن ارتفاع معدلات البطالة بصورة مرتفعة هو ما دفع الشباب الغزي التوجه لمثل هذا المهن من جهة، ومن جهة أخرى رغبة بعض الشباب خاصة فئة الطلاب للاستفادة من فترة الإجازة الصيفية.

وتابع في حديثه لـ"سند للأنباء" أن "فترة الصيف تعد فترة ذهبية للباعة المتجولين، حيث يشتد الطلب في هذا الموسم على خدمات الترفيه للتخفيف من معاناة درجة الحرارة العالية وخاصة شواطئ البحر، وهو ما يعطي فرصة جيدة للمهن الصغيرة".

وطالب رجب بأن يكون هناك سياسات واضحة لتشجيع الاستثمار من أجل إقامة مشاريع جديدة، "مشيداً بالجهود في الآونة الأخيرة التي تبذل من أجل تخصيص جزء من المنحة القطرية لإقامة مشاريع دائمة".