الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

برعاية منظمة "ريغافيم" الاستيطانية..

"خط المحراث".. خطة استيطانية لبسط الهيمنة على أراضي "ج" بالضفة

حجم الخط
خط المحراب.
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

تسابق منظمة "ريغافيم" الاستيطانية الأيام؛ لتنفيذ خطتها المسماة "خط المحراث"، الهادفة لبسط هيمنتها على المناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية، ومنع التمدد الفلسطيني فيها، وفق أحدث تحقيقات الإعلام الإسرائيلي.

ففي تحقيقٍ نشرته صحيفة هآرتس مؤخرًا كشفت عن خطة "خط المحراث" التي تسعى منظمة "ريغافيم" الاستيطانية لتنفيذها، عقب وصول قادتها لسدة الحكم وتحولها إلى "أحد قادة السياسات الحكومية الإسرائيلية في الضفة الغربية" بحسب وصف التحقيق.

على سبيل المثال، يشغل المدير التنفيذي للمنظمة الاستيطانية "يخيم زيك"، منصب رئيس مكتب وزير النقب والجليل "اسحق فيسرلاوف"، وفي المقابل يشغل عضو مجلس المنظمة "ساريا ديمسكي" منصب رئيس مكتب الوزير "بتسلئيل سموتريتش".

وجاء في تحقيق "هآرتس" أن هناك وثيقة وُزعت على السياسيين قبل الانتخابات الأخيرة (نوفمبر/ تشرين ثاني 2022) توضّح منظمة "ريغافيم" من خلالها ملامح الخطة التي ستعمل على تنفيذها في الضفة، وتتضمن رفع توصيات للحكومة الحالية؛ لتنفيذها.

وأُدخلت هذه التوصيات _وفق هآرتس_ في اتفاق الائتلاف الحكومي بين حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش، وحزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، لتشكل أرضية حكومة اليمين المتطرف.

ونقلت "هآرتس" عن مصدر بما تُسمى بـ "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال قوله إن "ريغافيم" تُبلغهم بشكلٍ متسارع ودوري عن أي بناء فلسطيني بهدف إحباطه في مهده، وصفًا تأثيرها بـ "المتعاظم".

وتؤكد مصادر في "الإدارة المدنية" لـ "هآرتس" أن تأثير "ريغافيم" ارتفع، مقابل انخفاض تأثير منظمات اليسار مثل حركة السلام الآن أو حركة "يوجد حكم".

ويتمثل هذا التأثير في مصادرة المعدات الفلسطينية العاملة في مناطق "ج"، وإصدار أوامر هم للمباني.

دعم رسمي..

مدير شؤون الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس يلفت إلى أن التفاصيل التي كشف عنها التحقيق الإعلامي الإسرائيلي، تظهر مدى الدعم المالي الرسمي واسع النطاق لجمعيات الاستيطان ومؤسساته، ويقول: "ما يخطر ببالهم ينفذوه بحكم سيطرة زعمائهم على مواقع حساسة في حكومة اليمين المتطرف مثل سموترتيش".

ويضيف دغلس في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "ما يريده نشطاء الاستيطان و"ريغافيم" أصحاب السيارات البيضاء يبلّغ به فورا الجيش و"الإدارة المدنية" الإسرائيلية، التي باتت أداة بأيديهم، حيث تتم عمليات الاستهداف وقرارات منع البناء أو متابعة الهدم بشكل وثيق".

ويسرد ضيفنا بعض الشواهد على ذلك: "أحداث طازجة ميدانية وشواهد حية تدعم ما نتحدث عنه، وهو ما جرى خلال الأيام الماضية من استهداف للأرض والإنسان والمنشآت في دير الحطب وبرقة والمسعودية وسبسطية في محافظة نابلس، بل ومصادرة المركبات والآليات التي تعمل رغم أنها موجودة بموافقة الارتباط الإسرائيلي وتصاريحه".

وتحدث التحقيق عن ملكية "ريغافيم" لطائرات مسيرة تهدف لمتابعة البناء الفلسطيني المتواصل في الأماكن التي قال عنها إنه يصعب الوصول إليها، بينما تعمد المنظمة لشراء صور جوية يتم تحليل محتوياتها على أيدي مختصين بالخرائط المصورة.

وفي هذا الإطار يُشدد دغلس على أن وجود الطائرات المسيرة بين أيدي نشطاء "ريغافيم" وغيرها، باتت نوعًا من البذخ؛ بسبب الارتفاع الكبير في الضخ المالي لهم، بينما يتراجع دور منظمات اليسار التي تتم محاصرتها والضغط عليها، وهي التي تكشف وتفضح جرائمهم وجنونهم الاستيطاني الوحشي، تبعًا لقوله.

وفي إطار العمل على الخطة التي تستهدف أراضي (ج)، يقوم منسق الضفة الغربية في منظمة "ريغافيم" لمينش شموئيلي، بالتجول بسيارته في أرجاء الضفة ويتابع بنفسه التطورات في هذه المناطق، والتحقق من وجود أبنية فلسطينية جديدة فيها، ويقترب بسيارته منها لمراقبة وجود آثار لتمويل أجنبي في المكان".

كما تنظم "ريغافيم" شهريًا ما بين 10 – 20 جولة للمراسلين الصحفيين والسياسيين الإسرائيليين في مناطق (ج)، حيث أن البناء الفلسطيني ليس الأمر الوحيد الذي تراقبه، ففي الجولة التي شاركت بها صحيفة "هآرتس"، كانت هناك محطة في الزيارة إضافة للبناء الفلسطيني، تمثلت بمزرعة للطاقة الشمسية قرب قرية دير أبو مشعل قرب رام الله، مشيرين إلى أن المحطة جزء من جهود مبذولة لإقامة الدولة الفلسطينية.

استهداف أراضي "ب"

من جهته، يشير الناشط في مواجهة الاستيطان بشار معمر القريوتي إلى أن الدعم الرسمي الإسرائيلي بدأ بالتضاعف والكثافة مع دخول المتطرفين للحكومة الحالية وباتت لهم مواقع مؤثرة تهدف لتطبيق الخطة المعروفة بـ "خط المحراث"، لافتًا إلى أنها تستهدف أيضًا المناطق المصنفة (ب)، القريبة من الجدار والبؤر الاستيطانية المتقدمة والقريبة من البلدات والقرى الريفية الفلسطينية .

ويوضح القريوتي خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الخطة تهدف لطرد المزارعين وإحباط مساعي استصلاح الأراضي وزراعتها، وتدمير المواسم الزراعية، وتخريب الأرض بمنع حراثتها وقطع أشجارها، وعشرات الوسائل الأخرى الرامية لبسط الهيمنة على المناطق (ج) بشكل متواصل، وفق قوله.

ويتابع: "من أهداف خط المحراث، تحويل التواجد الفلسطيني في الريف لكانتونات محاصرة تعيش حياة الاختناق، بينما يتمتع الغرباء بحق التملك والبناء والتنزه في الأرض الفلسطينية".

وأظهر تحقيق "هآرتس"، أن المجالس الإقليمية للمستوطنات تحولت في السنوات الأخيرة لاقسام تتمثل مهمتها بالرقابة والإبلاغ عن أي أنشطة فلسطينية في مناطق "ج"، وتعمل بالتعاون مع منظمة "ريغافيم".

ونالت المنظمة الاستيطانية دعمًا قويًا فترة حكومة يائير لابيد، وصل لنحو 20 مليون شيكل، ومؤخرًا كشفت وزارة الاستيطان أنها ستخصص 40 مليون شيكل إضافية من أجل دعم هذه الأقسام، وفق "هآرتس".

انتهاكات ومصادرات..

من ناحيته، يكشف رئيس المجلس المحلي لبلدة قريوت نضال البوم عن تجليات "خط المحراث" في أراضي بلدته، حيث تمت مصادرة جرافة تعمل في المنطقة (ب)، واحتجازها مع أعضاء في المجلس وناشطين لساعات النهار، من قبل أمن بؤرة "هيوفال" في المنطقة الغربية للبلدة .

ويقول البوم لـ "وكالة سند للأنباء": "نحن نعمل في المناطق المصنفة "ب" وفق اتفاق أوسلو، ونشق طريقا خطط لها، تبدأ من منتزه القرية لتسهيل وصول المزارعين والمتنزهين للمنطقة، إلا أن ذلك لم يرق لمبتلعي الأرض ومنغصي الحياة" .

ويشير ضيفنا إلى أن حارس الأمن في المنطقة، ويدعى "كورين" يبقى صاحب القرار والحل والعقد، بينما يصمت الجنود ولا يملكون سوى مساندته، مضيفًا: "هذا ما يكشف المزيد من الخطط المبهمة والسرية، وربما خط المحراث أحدها التي تستهدف منطقة جنوب شرق نابلس بدعم مالي ولوجستي وأمني".