الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

تهديدات "إسرائيل" للمقاومة.. خدعة الجغرافيا وغموض الهدف

حجم الخط
346138475_3592335417654950_5818208113957585157_n.jpg
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

ماذا يُريد الاحتلال الإسرائيلي من التهديدات الأخيرة؟ وهل هي جدية؟! وما أهدافها.. تساؤلات تطرح نفسها تزامنًا مع ما صرّح به وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت بشأن قطاع غزة وقوى المقاومة في المنطقة.

وقال "غالانت" خلال زيارته لقاعدة سلاح الجو في النقب، إن الهدف المركزي الذي يستعد له الجيش صعب وأخطر بكثير من المعركة الأخيرة، على حد تعبيره.

وذكرت صحيفة "معاريف"، أن غالانت زار قاعدة "ختسور" الجوية في النقب، بالإضافة لمقر فرقة غزة في منطقة "أشكول" في الغلاف.

قوى المقاومة الفلسطينية وضعت تلك التهديدات، "المرفوضة" من قبلها، في إطار القلق والخوف الذي بات يعيشه الاحتلال مؤخرًا من تطور قدراتها.

مختصون بالشأن الإسرائيلي، حاورهم مراسل "وكالة سند للأنباء" اليوم الأربعاء، استبعدوا شن عدوان على غزة في المرحلة الحالية. مرجحين استهداف المنشآت الإيرانية بعد التطورات الأخيرة بالملف النووي الإيراني.

وقال المختصون إن التهديدات تأتي في إطار المساعي الإسرائيلية لمنع تدخل قوى المقاومة بغزة. مؤكدين أن يمارس الاحتلال الخديعة بالتركيز على جغرافيا معينة واستهداف أخرى.

حماس: الاحتلال يعيش حالة قلق..

واعتبر المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، أن تهديدات قادة الاحتلال بالعدوان على دول المنطقة "يؤكد من جديد أن العدو الإسرائيلي هو عامل تهديد لكل المنطقة، ويشكل خطراً حقيقياً على أمتنا".

واستطرد قاسم في تصريح صحفي مكتوب: "بقدر ما تشكل هذه التهديدات المتتالية وفي كل الاتجاهات سلوكًا إرهابياً، فإنها تعبر عن حالة الخوف والقلق الذي يعيشه الكيان بسبب تطور قدرات قوى المقاومة في المنطقة".

الجهاد: الاحتلال اعتاد التهديد..

من جانبها، أكدت حركة "الجهاد الإسلامي"، على لسان عضو مكتبها السياسي، أحمد المدلل، أن قادة الاحتلال اعتادوا إطلاق تهديدات مستمرة ضد المقاومة وقياداتها.

وشدد "المدلل" في تصريح مكتوب، على أن تهديدات نتنياهو الأخيرة "محاولة يائسة لترميم قوة الردع التي استطاعت سرايا القدس أن تضربها في عمقها الاستراتيجي".

ضغط الحالة الفلسطينية..

ويرى مدير الدراسات الإسرائيلية في مركز القدس والمختص بالشأن الاسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "إسرائيل" تشعر مؤخرًا أن قوة الردع لديها بدأت تتحسن، "وهذا يتطلب منها مزيدًا من التصريح والتلميح لضغط الحالة الفلسطينية، ورفع الحالة المعنوية في تل أبيب".

وأردف "عواد" في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء": "هذا الشعور يفسر التصريحات الأخيرة لقادة الاحتلال اتجاه قوى المقاومة".

واستدرك: "تصريحات قادة جيش الاحتلال لا تؤكد أو تنفي شيئًا، لكن المعركة مع الاحتلال مستمرة، وكل الاحتمالات واردة، وستدفع إسرائيل باتجاه (التصعيد) إذا وجدت هدفًا كبيرًا يستحق المغامرة".

ونبه إلى أن "إسرائيل تُريد استكمال صورة الردع؛ تل أبيب ستذهب إلى التصعيد سواء اغتيال شخصية كبيرة أو استهداف مقرات وذخيرة وسلاح. كل الاحتمالات مفتوحة".

ولا يعتقد "أبو عواد" أن المواجهة الأخيرة والاغتيالات التي نفذها الاحتلال في غزة فتحت شهية قادته لمواجهة أكبر مع القطاع، رغم أنها أعطته دفعة إلى الأمام".

واستدرك: "لكن إسرائيل ستحسب كثيرًا قبل التوجه لمواجهة مع حزب الله وإيران، رغم ارتفاع وتيرة التصريحات الأخيرة من قبل قادة الاحتلال وجيشه".

رسائل تحذير..

بدوره، اعتبر المختص بالشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد المقاومة في غزة، وخاصة على لسان غالانت، تندرج في إطار رسائل بعدم تدخلها في حال شن ضربة عسكرية للمنشآت الإيرانية وحزب الله.

وبيّن النعامي في تصريحات خاصة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن تل أبيب "غير معنية" بحرب مع المقاومة في قطاع غزة خاصة بعد الجولة الأخيرة، "التركيز الآن لهجمة إذا ما تمت ستكون ضد إيران بعد الكشف عن تطور في الملف النووي".

ونبه إلى أن ما صدر عن وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت "تحذير للمقاومة، دون وجود مصلحة إسرائيلية حاليًا لحرب على غزة، طالما تم المحافظة على الوضع القائم إذا ما ضُربت إيران".

وأوضح: "استخلاص العبر لدى الاحتلال من المواجهة الأخيرة يشير إلى أن عنصر الردع لم يتحقق عبر تنفيذ عمليات اغتيال (ليس ضد التنظيم الأكبر)، فلم تستطيع وقف سقوط الصواريخ على العمق الإسرائيلي".

وأفاد بأنه: "لا يمكن الحديث عن ردع في غضون 15 حملة عسكرية، ضمنها 4 حروب كبيرة، جرت على القطاع منذ 2006، دون تقليص عدد المواجهات أو المدة الزمنية بينها، أو قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ".

وأكد أن الاحتلال يستهدف مقدرات المقاومة العسكرية بين الحين والآخر بهدف منع تطورها الاستراتيجي دون أن يجر ذلك الأمور لحرب أو مواجهة موسعة.

وقال النعامي: "الحملة الإسرائيلية الأخيرة ضد غزة لم يكن الاحتلال يريد منها حرباً موسعة بقدر الرد على إطلاق صواريخ المقاومة عقب استشهاد خضر عدنان ولم يكن لدى تل أبيب خيار سوى الرد على القصف من لبنان وسوريا وغزة، دون حدوث تحول كبير في المعادلة".

الجغرافيا المستهدفة "خديعة"..

ويقول الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر: "من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي يذهب الى إحداث توتر في المنطقة، بغض النظر عن الجغرافيا المستهدفة".

ونوه "أبو عامر" في حديث لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن الاحتلال "يحاول مراكمة ما حصل في المواجهة الأخيرة في غزة عبر استهداف مواقع أخرى باتجاه ترميم ردعه المتآكل مؤخرًا، أو إحداث معادلات جديدة في المنطقة".

وذكر أن تركيز المؤسسة الأمنية والعسكرية مؤخرًا ينصب على إيران وحزب الله. مرجحًا أنه قد يقدم على تنفيذ عملية عسكرية كبيرة أو أمنية استخبارية دقيقة مركزة أو قد تكون عيونه على جبهة أخرى غير لبنان وإيران.

وأوضح: "قد يكون تركيز الاحتلال اتجاه جغرافيا معينة، لكن الهدف منطقة أخرى دون القدرة على توقع ذلك".

واستطرد: "أتوقع أن فصائل المقاومة الفلسطينية تدرك أن الاحتلال يلجأ لوسيلة الخديعة ويركز على جبهة وينفذ في أخرى، وكل الأطراف ذات العلاقة متنبهة للاحتلال وما قد يقوم به من عدوان".