نظّمت المؤسسات والأطر الصحفية في مدينة غزة اليوم الأحد، مؤتمرا للصحفيين، أكدوا فيه تأكيدًا على ضرورة إصلاح نقابة الصحفيين وعدم تسييسها.
وشارك في المؤتمر الذي عقد بقاعة رشاد الشوا في مدينة غزة مئات الصحفيين من أأطر صحفية مختلفة، مؤكدين على ضرورة وجود نقابة قوية موحدة وجامعة، وغير خاضعة للتسييس والمحاصصة، وفق تعبيرهم.
تجمع الصحفيين المستقلين: انتخابات النقابة أعادت التفرد
بدوره، قال تجمع الصحفيين المستقلين، إن نقابة الصحفيين تنكرت لحقوق آلاف الصحفيين الفلسطينيين.
وقال نبيل سنونو في كلمة باسم التجمع، "إن القائمين على النقابة أغلقوا الأبواب أمام كل الأصوات الحرة، التي دعتهم ليصوبوا مسار النقابة".
وأكد سنونو، على أن كل ما أفرزه ما سمي بـ"المؤتمر العام" و"المؤتمر الاستثنائي" للنقابة هو باطل، مشيرًا إلى أن عدم المشاركة الواسعة من الصحفيين المهنيين وكبار الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء في الضفة والقدس وغزة يؤكد أن الجهة التي تسيطر على النقابة لا تمثل إلا نفسها.
والد الشهيد أبو حسين يدعو لتوحيد نقابة الصحفيين
بدوره، طالب والد الشهيد الصحفي يوسف أبو حسين في كلمة أهالي الشهداء الصحفيين الفلسطينيين، بضرورة أن يتوحد الصحفيون في نقابة تضم الكل الفلسطيني.
وأضاف أبو حسين، "ما زلتُ أنتظر اليوم الذي يطرق فيه الصحفيون بابي ويقولون لي نحن نمثل الجميع، وأتينا لنطرق بابكم لكي نكرم يوسف الشاهد والشهيد ونخبره أن للصحفيين بيتًا جامعًا يجمعهم، كان يحلم به هو ورفاقه عندما كان حيّا".
وتابع، "إنه بعد سنواتٍ من ارتقاء أبنائنا شهداء، لم نجد أيَّ تحرك رسمي منهم أو من الجهات التي يمثلونها في سياق محاسبة قتلة الشهداء الصحفيين".
وأكد أبو حسين، أنهم كعوائل الشهداء ليسوا في موضع تفرقة بين الصحفيين، بل يدعون للعمل جميعًا لتوحيد صفهم في نقابة صحفيين تجمعهم وتقوي من عزائمهم وتوفر الحماية لهم، وفي أقل تقدير أن تعمل من أجل محاسبة الاحتلال على جرائمه بحقهم.
كتلة الصحفي: النضال النقابي مسُتمر لتوحيد الجسم الصحفي
وأكدت كتلة الصحفي الفلسطيني، على مواصلة النضال النقابي والاحتجاجات لتصويب مسار نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وتوحيد الجسم الصحفي، والوصول لنقابة مهنية جامعة لكافة الصحفي.
وطالب رئيس الكتلة عماد زقوت خلال المؤتمر الوطني للصحفيين، بوجود نقابة قوية وحاضنة لكافة الصحفيين في غزة والضفة والقدس، توفر لهم وللمؤسسات الصحفية الحماية من جرائم الاحتلال، وتنقل الصورة للمجتمع الدولي.
ودعا، إلى اعتماد حق الصحفيين في الانتساب والانتخاب وإعادة هيكلة العضويات، وإلغاء كل المنتسبين من غير أصحاب المهنة، والالتزام بكل القوانين النقابية المنصوص عليها في القانون.
النقابات المهنية: يجب عدم تسييس عمل النقابات
من جهته، أكد نقيب المحاسبين الفلسطينيين محمود المصري ضرورة عدم تسييس عمل النقابات، وألا تكون المحاصصة الحزبية التي تتم داخل بعض النقابات، بعيدا عن أي عمل مهني ونقابي.
وأشار المصري، إلى أن نقابة الصحفيين أغلقت الأبواب أمام كل المبادرات والدعوات التي كانت تنادي بتوحيد الجسم الصحفي منذ ما قبل الانقسام السياسي الفلسطيني، ولا تزال.
ولفت، إلى أن جميع النقابات المهنية الفلسطينية تقف إلى جانب مئات الصحفيين الفلسطينيين، وتدعم مطالبهم المشروعة للوصول لنقابة صحفية مهنية قوية.
ودعا المصري إلى اجتماع عاجل بين الأطر النقابية لتدارس الأزمة على قاعدة التوافق على نظام داخلي عصري وجديد، وتعريف الصحفي وشروط العضوية، وعدم وجود أي جهات غير صحفية في النقابة، ودونما اعتراف أو اعتبار للاجتماعات التي عقدتها الجهة المسيطرة على النقابة منذ مطلع العام الجاري.
مطالبات بتعديل النظام الداخلي
من جانبها، طالبت الصحفية نعوم السقا بتدخل جادٍ لتعديل مواد النظام الداخلي للنقابة لتحديد وتعريف مَن هو الصحفي.
وأكدت السقا خلال كلمة باسم الصحفيات الفلسطينيات، على ضرورة ترتيب آلية العضوية وفقًا لمعيارٍ يُجمع عليه الكل الصحفي، ويؤسس لحقبةٍ من الشراكة الكاملة بين مختلف الكتل الصحفية، ويضمن العدالة للصحفيات الفلسطينيات اللاتي يشرُف بهنّ كل جسمٍ تمثيلي".
وأوضحت أن التمثيل العادل والتحيّز الإيجابي للمرأة الفلسطينية يعكس، وتحديدًا في نقابة الصحفيين، رُقي وتحضّر ومدنية الجسم النقابي.
غياب آليات الانتساب للنقابة
بدوره، أكد عضو التجمع الصحفي الشبابي محمد بكرون، أن غياب آليات الانتساب إلى نقابة الصحفيين الفلسطينيين أدى إلى التفرقة بين العاملين من مؤسسة إلى أخرى، مشددًا على ضرورة توحيد الجسم النقابي الفلسطيني؛ ليجمع كل الصحفيين تحت سقف واحد.
وقال بكرون خلال كلمة التجمع الصحفي الشبابي، إنه يجب السعي إلى توحيد نقابة الصحفيين؛ لتشمل الكل الصحفي سواءً في غزة، أو الضفة، أو القدس.
ودعا بكرون جميع المؤسسات الحقوقية والهيئات النقابية للعمل من أجل الوصول إلى جسم نقابي صحفي مؤثر وله بصمة قوية، على أن يتم الأخذ بعين الاعتبار في جميع المبادرات والأفكار المساهمة في توحيد الجسم الصحفي.
علوان: نرفض تسييس عمل النقابة
من جانبه، أكد عضو تجمع الصحفيين الديمقراطيين عاهد علوان، أن التجمع يرفض بشكل قاطع تسييس عمل النقابة والمحاصصة الحزبية التي تتم داخل النقابة بعيدًا عن أي عمل مهني ونقابي.
وقال علوان، إن تنظيم انتخابات لنقابة الصحفيين بعد أكثر من 10 سنوات من التعطيل المقصود هو إمعان في تغييب النقابة، وتحجيم لدورها، واقتصار خدماتها على فئة معينة من الصحفيين دون غيرهم".
وطالب تجمع الصحفيين الديمقراطي بالعمل لإعادة إصلاح نقابة الصحفيين، لتمثل الكل الصحفي بشكل ديمقراطي دون تحيز أو تمييز، مشددًا أن وجود نقابة مهنية قوية للصحفيين تكون حاضنة لكل الصحفيين في غزة والضفة والقدس المحتلة هو مطلب أساسي ومشروع لا يمكن لأي أحد إنكاره.
الناشط الحقوقي عبد العاطي: موقف نقابة الصحفيين كرّس الانقسام
من جانبه، أكدّ رئيس الهيئة الدولية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، الحقوقي صلاح عبد العاطي أنّ موقف نقابة الصحفيين، عززّ الانقسام في الساحة الفلسطينية.
وقال عبد العاطي في كلمته بالمؤتمر، إن مؤتمر نقابة الصحفيين عقد بمعارضة ومقاطعة وازنة لأطر صحفية وصحفيين مستقلين، ودونما اقتراع وعلى طريقة المحاصصة الدراجة في العرف السياسي والنقابي في تصميم وترتيب مسبق للنتائج.
المكتب الحركي: تعطيل النقابة أضرّ بالرواية الفلسطينية
وقال المكتب الحركي المركزي للصحفيين في ساحة غزة، إنّ "نقابة الصحفيين الفلسطينيين عانت من تبعات وتداعيات التجاوز غير المبرر للنظام الداخلي، الذي عطّل عمل نقابة الصحفيين بشكل مهني، فدفع الصحفيون الثمن غاليًا في غياب التوافق والموضوعية الجامعة.
وأوضح مسؤول المكتب الحركي بغزة شريف النيرب، أنّ هذا الضعف أوجد تضاربًا في الرواية الوطنية في وجه رواية الاحتلال، وبات التمثيل الصحفي مجتزأً، وغاب الناظم الوطني المنوط به الدفاع عن حرية الكلمة وضمان وصول الحقيقة للمواطنين والدفاع عن الصحفيين في وجه كل من يحاول التنكيل بهم أو استلاب حقوقهم أو الحيلولة بينهم وبين حقوقهم المهنية.
وأعرب عن أمله أن يقود المؤتمر لتصويب مسار نقابة الصحفيين الفلسطينيين، كي تؤدي دورها كوعاءٍ جامعٍ لكل من يناضلون من أجل حرية الرأي والتعبير، وكل من ينشدون الحقيقة، وكل من يناضلون في سبيل الحق المُطلق في المعرفة، وحتى تكون صوتًا يصدح على الدوام، وفي كل المحافل.
وبيّن النيرب، أنه كان من المفترض أن تتم معالجة مواد النظام الداخلي للنقابة وفق رؤيةٍ مهنيةٍ ووطنيةٍ جامعة، وبالذات المواد المتعلقة بالعضوية، وبإشراف لجنة من الخبراء والمختصين.
ورحّب المكتب الحركي المركزي للصحفيين في ساحة غزة بكل الجهود التي حاولت تحقيق التوافق، وبقرار الكتل الصحفية الكبرى مقاطعة الانتخابات.