الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

في ذكرى قصف المفاعل النووي العراقي.. هل تعيد "إسرائيل" الكرّة مع إيران؟

حجم الخط
في ذكرى قصف المفاعل النووي العراقي.. هل تعيد إسرائيل الكرّة مع إيران؟.jpg
أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

في حادثة هي الأولى من نوعها، انطلقت بتاريخ السابع مع حزيران/ يونيو عام 1981، عامعامعام علتاننتىا555ااققثماني طائرات إسرائيلية من إحدى القواعد العسكرية في شبه جزيرة سيناء المصرية، حلّقت خَلسة فوق السعودية والأردن، ثم أفرغت حمولتها من القنابل فوق مفاعل تموز العراقي النووي.

أسفر القصف الإسرائيلي الخاطف والسريع، عن تدمير قلب المفاعل الذي يبعد 17 كيلومتراً عن العاصمة بغداد، ومقتل 10 عراقيين وتقني فرنسي كان يعمل في المفاعل، تبين فيما بعد أنه كان عميلاً للمخابرات الإسرائيلية وساهم في وضع أجهزة تحديد الموقع، دون أن يُعرف سبب عدم مغادرته المفاعل قبل قصفه.

تدمير المفاعل النووي العراقي عام 1981، سبقه جملة الاستهدافات الإسرائيلية بدأت مع توقيع فرنسا اتفاقية مع العراق لتزويد الأخير بمفاعلين نوويين لأغراض سلمية في نوفمبر/ تشرين الثاني 1975، والتي كانت من ضمنها اغتيال العالم المصري يحيى المشد عام 1980 أحد الداعمين للمشروع النووي العراقي.

فشل في رصد الطائرات المعادية..

رغم أن العراق كان يخوض يومها حرباً شرسة مع إيران، ورغم امتلاكه دفاعات جوية وطائرات حربية وجهاز مخابرات قوي، غير أنه أخفق في توقع الضربة وتفاديها والدفاع عن مفاعله النووي.

وبحسب مختصين في الشأن العسكري فإن الطائرات الإسرائيلية قطعت مسافة 2500 كيلومتراً وعبرت أجواء الأردن والسعودية، وهي على ارتفاع لا يزيد على 100 قدم من الأرض دون أن تكشفها الرادارات العربية.

وإضافة إلى ذلك، فإن الطائرات الإسرائيلية استخدمت تكنولوجيا متطورة للغاية، فضلاً عن أن الطيارين الإسرائيليين كانوا يتحدثون اللغة العربية بعد وخلال الضربة، وكانوا قد تدربوا جيداً لفترة طويلة على استهداف المفاعل العراقي.

إدانة دولية..

في ذلك الحين، لاقى الهجوم الإسرائيلي على العراق انتقاداً دولياً حاداً، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، كما استنكر مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وفي قرارين منفصلين القصف الإسرائيلي.

بينما وصفت "إسرائيل" هذه العملية التي جاءت قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات الكنيست، بأنها دفاع عن النفس، قائلةً إن المفاعل امتلك أقل من شهر قبل أن يصبح خطراً.

وهذا العام تحل الذكرى الـ42 لتدمير "إسرائيل" مفاعل "تموز" العراقي على وقع تهديدات متبادلة بين إسرائيل وإيران الطامحة بالدخول لنادي الدول النووية، الأمر الذي ترى فيه الدولة العبرية تهديداً وجودياً لأمنها وتفوقها العسكري في المنطقة.

"إسرائيل" من ناحيتها، صعّدت في الآونة الأخيرة على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وقادتها العسكريين وحتى من زعماء المعارضة، من حجم وحدة التهديدات الموجهة ضد إيران، كما أجرى جيشها تدريبات ومناورات عسكرية تحاكي هجوماً محتملاً ضد طهران.

في المقابل، لم تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية مكتوفة الأيدي أمام هذه الحالة الإسرائيلية، فأعلنت قبل عدة أيام عن دخول صاروخ جديد (فتح) للخدمة، والذي يبلغ مداه 1400 كم ويتخطى كل منظومات دفاع الجوي الإسرائيلي وتتجاوز سرعته سرعة الصوت.

هذا فضلاً عن المناورات البرية التي أجراها حزب الله اللبناني الذي يعتبر أحد الأذرع الإيرانية، نهاية مايو/ أيار المنصرم، على الحدود مع فلسطين المحتلة والتصريحات التي أطلقها زعيمه حسن نصر الله.

هدوء يسبق العاصفة أم عاصفة تسبق الهدوء؟

وسط هذا الحشد والشد المتبادل بين الطرفين وحالة التهديد والوعيد التي تملئ الأجواء، قللّ متابعون ومختصون في الشأن الإسرائيلي من احتمالية دخول الطرفين في حالة اشتباك مباشرة، متوقعين أن تستمر المواجهة بشكلها ومستواها الحالي.

يقول المحاضر الأكاديمي في جامعة بيرزيت أشرف بدر: "بدون ضوء أخضر أميركي لا أظن أن إسرائيل ستشن حرباً ضد إيران، فدولة الاحتلال لا تمتلك قدرة لوجستية كافية للقيام بذلك، كما أنه من المستبعد إعطائها هذا الضوء ما لم تصل الأمور نحو الإقرار بفشل المفاوضات المتواصلة بين واشنطن وطهران".

ويوضح "بدر" لـ"وكالة سند للأنباء" أن التحركات الإسرائيلية على الأرض لها عدة أهداف أهمها: "محاولة تحسين مخرجات المفاوضات لتخدم مصالح إسرائيل، وابتزاز الإدارة الأميركية للحصول على المزيد من السلاح النوعي لضمان التفوق".

ويُضيف: "كما تهدف دولة الاحتلال من وراء لغة التصعيد هذه، استخدام إيران كفزاعة لدول الإقليم بهدف تعزيز التحالف معها، وتحشيد أفراد الكيان حول الخطر الوجودي المحتمل لتسكين الاحتجاجات الداخلية، على قاعدة: "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".

أمريكا لن تسمح..

من جانبه، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي: "من الصعب أن تسمح واشنطن لإسرائيل بشن ضربة ضد إيران لأن ذلك قد يجرها للمواجهة، وغالباً هناك أطراف أمنية في إسرائيل قد تبلغ واشنطن مسبقاً بأية خطط عملية بهدف التدخل لمنع تنفيذها".

في الوقت نفسه، يلفت "البرغوثي" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء"، إلى أن البت النهائي في احتمالية عدم اندلاع الحرب بين الطرفين قد تبدو عملية صعبة.

ويُردف أنّ "اتصالات الأبواب الخلفية خاصة على مستوى الأمن ومستوى متخذي القرار والمؤثرين فيه هي الأهم وهي التي تحدد اتجاه الأمور".

ويُتابع: "التحريض الأخير والتهديد المتصاعد بين الطرفين، يفهم منه أن هناك تطوراً في الخفاء لدي القدرات الإيرانية أو حزب الله، كما أن التحول في الإستراتيجية الإيرانية في التعامل مع إسرائيل ربما ناتج عن شعور لديها بأن إسرائيل منقسمة وضعيفة".

إسرائيل قصفت في الماضي وقد تقصف مستقبلاً

في المقابل، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد: "في الماضي قصفت إسرائيل المفاعل النووي العراقي والسوري واستهدفت قافلات تنقل عتاداً عسكرياً في فرنسا وفي مصر والسودان وقامت وتقوم بعمليات سرية في إيران كجزء من الحرب المعلنة وغير المعلنة، فما الذي يمنعها من شن هجوم واسع عليها؟".

ويستدرك "شديد" لـ"وكالة سند للأنباء": "لكن قوة إيران العسكرية تجعل إسرائيل تتروى قبل الذهاب باتجاه ضربة عسكرية واضحة قد تؤدي لمواجهة عسكرية، سواءً لعدم ضمان نجاح هذه الضربة بتدمير المواقع الإيرانية أو لعدم قدرة إسرائيل على تقدير الردود الإيرانية".

ويُكمل: "قبل أسبوعين ارتفعت نبرة التهديد والوعيد الإسرائيلي تجاه إيران والشمال، وعقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعاً بهذا الخصوص قاده نتنياهو في ملجأ وزارة الجيش تحت الأرض، وقبل ذلك أطلق وزير الجيش يوآف غالانت من مقر قيادة المنطقة الشمالية تهديدات أخرى لإيران".

ويتساءل مستنكراً: "هل من المعقول أن هذه الزيارات الميدانية والجولات والتصريحات للإعلام فقط، رغم ما لها من تداعيات على الاقتصاد والسياحة والجبهة الداخلية، أم فعلاً هي ترجمة لقرار إسرائيلي بالتصعيد؟".

ويختم قائلاً: "الأيام والأشهر القادمة ربما تدفع باتجاه تبني إحدى الفرضيتين، فرضية المواجهة العسكرية أو فرضية استمرار الهدوء الحذر".