الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

راشد ربابعة.. أول مذيع كفيف بفضائية عربية ينتصر لحلمه

حجم الخط
الإعلامي الكفيف راشد ربابعة
غزة/ عمان – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء

لم يكن فقدان البصر للشاب الأردني العشريني راشد ربابعة، سببًا أو "حجّة" للتقاعس والانطواء بعيدًا عن الأنظار، بل كان دافعًا للتحدي ومواجهة الواقع بحدة الإرادة لا بحدة البصر.

بإصرار، عاند "ربابعة" ظروفه التي صاحبته بسبب فقدان بصره، لكنه كبر محتميًا بـ "سوره الحامي" كما يصف والدته، فألقى العتمة التي تغطي عينيه جانبًا، وأطلق العنان لطموحه وشغفه بعالم الإعلام والتقديم الإذاعي، حتى بات أول مذيع كفيف بالوطن العربي، بعد حصوله على فرصة تقديم الموجز الإخباري على شاشة قناة رؤيا الفضائية.

ضيفنا، الحاصل على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام وتكنولوجيا الاتصال من إحدى الجامعات الأردنية، عمل سابقًا في إحدى المؤسسات الإعلامية عبر الإنترنت لعامٍ ونصف، لكنه رُفِض في العديد من المؤسسات بسبب "إعاقته.

أحب "ربابعة" الإعلام حبًّا جمّا، وتحدث عنه بطريقة مدهشة وكأنه رأى القنوات الفضائية بملء روحه؛ مارس التعليق الصوتي، وتفنن في إلقاء النشرات الإخبارية، حتى وجد نفسه بعد رحلةٍ طويلة، مذيعًا يطل على شاشات قناة رؤيا الأردنية.

حاول "ربعابعة" (26 عامًا)، أن يخلق صورة جديدة عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقرر أن ينتزع حقه دون تردد في التوظيف؛ ليثبت أن التجربة خير برهان وأن النجاح ليس صعبًا.

من مدينة غزة، إلى العاصمة الأردنية عمان مكان إقامته نقل هاتف "وكالة سند للأنباء" تجربة الإعلامي الكفيف "ربعابعة" في حديثٍ شيّق وماتع.

إعلامي 5.jpg

 

"الإعاقةُ لا تعيق"..

يستهل "ربعابعة" حديثه قائلًا: "أنا سعيد جدًّا بانضمامي لقناة رؤيا الفضائية، وهي حلم كل صحفي وإعلامي أن يكون من هذه الأسرة الإعلامية العريقة".

ويُتابع بصوتٍ ممُتن، "قناة رؤيا سخّرت جميع كوادرها الإدارية والبشرية والمالية للعمل على تلبية كل احتياجاتي، وتقديم الدعم المعنوي واللوجستي، وبذلت جهدًا عظيمًا لأكون مرتاحًا في بيئتها".

ويُعبّر "ربعابعة" بلهفةٍ عن شعوره وهو يجلس على مقعد المذيع: "شعور لا يُوصف، وفخر كبير، وعندما بدأت قراءة الأخبار عن طريقة لغة بريل للمكفوفين، حينها شعرت أني قادر".

ويقول: "الإعاقة لا تُعيق، ومن حق ذوي الاحتياجات الخاصة أن يمارسوا حقهم الطبيعي في العمل كما فعلت قناة رؤيا وسخرت لي إمكاناتها، وأصبحت أول مذيع أخبار كفيف على مستوى الوطن العربي".

وفي سؤالنا، "عن اختيار قناة رؤيا له"، يُجيب بصوتٍ تملأه السعادة: "هذه فرصة نادرة جدًّا بعد رفض الكثير من المؤسسات لي بسبب إعاقتي البصرية، فقد حاولت الانضمام لها لكن قوبلت بالرفض، لكن العوض جاءني من قناة رؤيا، عندما قدمت لها طلبًا ووثقت بقدراتي وآمنت بي".

ويُكمل:"عندما تم إبلاغي بالقبول،  شعرت أنني انتصرت خاصة بعد رفضي من كثير أماكن، والموافقة جاءتني من أهم مكان في الأردن بل في الوطن العربي، هذه وحدها نجاح باهر جدًّا".

وتمنى "ربعابعة" أن يكون علامة فارقة في قناة "رؤيا" الفضائية"، وأن يرتبط اسمه فيها ارتباطًا وثيقًا؛ لأنها خلقت واقعًا جديدًا في الإعلام، بحسب تعبيره.

وسيقدم ضيفنا الموجز الإخباري في قناة رؤيا بعد أن يحوله إلى طريقة بريل عبر شاشة قناة المجموعة وسائر منصاتها وتطبيقاتها الرقمية.

إعلامي 3.jpg


وحول سر علاقته بالصوت، يقول: "منذ نعومة أظفاري وأنا أميل إلى عالم الصوت والإعلام، وأجلس طويلًا للاستماع إلى التلفاز والمذياع، وأعشق الميكروفون وكل التفاصيل الصوتية التي تقودني إلى شغفي".

ويُوضح "ضيف سند"، أن لديه الكثير من الأعمال الصوتية، والمتوفرة عبر شبكات الإنترنت التي تتمحور حول الإعلانات التجارية، مُردفًا: "كانت تجربة ثريّة لكنني احتجت للكثير من الدعم".

"أمي. السور الحامي"..

ماذا عن دعم العائلة، يصف بمشاعر حانية، "عائلتي شجعتني ودعمتني، أما عن والدتي كانت مثل السور الحامي لي، علاقتي بها فريدة واستثنائية، وهي أقرب شخص لي، آمنت بي، ودائمًا ما تقول لي: إياك أن تستسلم، وفعلًا أنا بها كنت القوي القادر الناجح في عينيها وعيون الجميع".

وعن أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهها في طريقه، يُحدثنا: "مشواري لم يكن سهل أبدًا ومليء بالعقبات، أبرزها عدم تقبل المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة لعدم وجود تقنيات طريقة "برايل" وإن وجدت فهي غالية الثمن، ولكن مع التحدي والإصرار والمثابرة والعزيمة يُصبح كل شيء ممكنا".

ويطمح "ضيف سند" لأن يصبح مُعلّقًا صوتيًّا في المستقبل، إضافةً إلى إكمال المسيرة التعليمية وصولًا إلى الدكتوراه.

ويدعو "ربعابعة" إلى ضرورة تطوير ودعم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، من قبل مؤسسات الإعلام وكافة المؤسسات المجتمعية؛ لتغيير الصور النمطية السائدة عن هذه الفئة وربطهم بقضايا مجتمعهم.

إعلامي 1.jpg
 

إعلامي 2.jpg