الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

موجات الحر تحول خيام النازحين لأفران مشتعلة 

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

"الحرية اليهودية" في المسجد الأقصى.. حربٌ دينية بمسمى مضلل

حجم الخط
الحرية الدينية.
القدس – وكالة سند للأنباء

لا تدّخر المنظمات الإسرائيلية المتطرفة جهدًا، في محاولات إثبات أي وجود ديني لها في المسجد الأقصى المبارك، زعمًا منها بوجود "الهيكل"؛ في تصعيد واضح وخطير للحرب الدينية على المدينة المقدسة.

ففي التاسع والعشرين من مايو/ أيار الماضي، أطلق ثلاثة من أعضاء الكنيست عن حزب الليكود وهم "نسيم فيتوري"، و"أرييل كيلنر"، و"دان إيلوز"، بالتعاون مع منظمة "بيدينو" المتطرفة، لوبي جديد من أجل تحقيق ما يُسمى "الحرية اليهودية" في المسجد الأقصى.

وأُسس اللوبي تحت عنوان "من أجل حرية اليهود في جبل الهيكل"، بهدف ربط المستوطنين "بجبل الهيكل" المزعوم.

ولإثبات أحقيتهم في "الأقصى"، اقتحم عضوا الكنيست "كيلنر" و"إيلوز"، المسجد الأقصى في 17 مايو الماضي، فيما يُسمى يوم "توحيد القدس"، وحينها قال "إيلوز": إن "جبل الهيكل هو أقدس مكان للشعب اليهودي، ومن حق كل يهودي الصعود إليه متى شاء".

أما "كيلنر" صرّح أن "من يحكم الجبل هو الذي يحكم القدس، ومن المهم بالنسبة لنا تعزيز جميع المنظمات التي تعمل من أجل هجرة اليهود إلى الهيكل".

مصطلح مسموم

الباحث في دراسات بيت المقدس من نابلس، أنس المصري، يشرح مقصد الاحتلال من مصطلح "الحرية الدينية" في المسجد الأقصى، قائلًا إن "المقصود به، حق اليهود وحريتهم بأداء الصلوات سواء فردية أو جماعة، وأداء الطقوس التوراتية في ساحات المسجد الأقصى".

ويوضح "المصري" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذا المصطلح "مضلل ومسموم، ومستخدم في غير موضعه، حيث أن مصطلح الحرية أمر محمود محبب للناس، فلك حرية العبادة في كنيسك أو بيتك أو مكانك الخاص فقط".

ويضيف: "لكن أن تأتي المسجد، وتطالب بالحرية وتمارس طقوسًا لجماعات اليهودية، فهذا اعتداء سافر، على المسجد الأقصى الذي هو حق خالص للمسلمين، بكامل أسواره وساحاته".

معركة سيادة

بدوره، يقول مستشار الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي، إن المعركة في القدس والأقصى معركة سيادة، فالاحتلال يستخدم مصطلحات وعناوين مختلفة؛ من أجل تكريس الضم.

ويوضح "الرويضي" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال بات يربط أي شيء في الأمور الدينية المتعلقة بالمسجد الأقصى، فتارة عقد اجتماع لحكومته أسفل حائط البراق، وأخرى اقتحام أعضاء كنيست باحات الأقصى، وغير ذلك.

ويضيف "هذه حالة من الحالات التي يحاول الاحتلال عبر إيصال رسالة مفادها، أن الأقصى ليس حق خالص للمسلمين، وأنه صاحب سيادة، ويتحكم بالأمور سواء التنفيذي بفرض سياسة الأمر الواقع، أو على المستوى التشريعي عبر قرار الكنيست".

تكريس التهويد..

وعن أهداف اللوبي الجديد يقول "المصري" إنه يهدف إلى تكريس الوجود اليهودي في القدس، إضافة إلى محاولته فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى خاصة في الفترات الصباحية، بحيث يصبح لهم زمان ومكان خاص داخل الأقصى.

ويتابع: "الهدف الثاني، هو استخدام مصطلح جميل محبب للنفوس، فبدل من وصفه تقسيم زماني ومكاني، أو أداء طقوس توراتية، يريد وصفه بالحرية الدينية، ليظهر أمام العالم بوجه جميل".

فيما يرى "الرويضي" أن اللوبي جزء من المعركة الكبيرة التي يشنها الاحتلال ضد المقدسات؛ بهدف إنهاء شيء اسمه المسجد الأقصى، وفرض مصطلحات جديدة، تحت مسميات مختلفة، مثل حرية الأديان الإبراهيمية، الهيكل المزعوم وغير ذلك.

ويسعى الاحتلال إلى إيجاد أي حق تاريخي له بالمسجد الأقصى، لأنه يدرك أن أي راوية يقدمها لا قيمة لها، فلا هو صاحب حق ديني ولا تاريخي ولا قانوني، إنما يريد فرض الأمر بقوة الأمن وترهيب المقدسيين، تبعًا لـ "الرويضي".

ويردف: "معركة الأقصى وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، سواء في الأنفاق والحفريات، والاقتحامات والاعتقالات، وتقليص دور الأوقاف الإسلامية، ومحاولة تقسيم المسجد الأقصى، لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال"، مشيرًا إلى أن المعركة بدأت عام 1967، وستستمر بصمود شعبنا وموقفنا الثابت في المسجد الأقصى، وهذا سيفشل مشروع الاحتلال ويزيله عن أرضنا".

المقدسيون.. خط الدفاع الأول

ويشدد "الرويضي"، أن جميع محاولات الاحتلال ستفشل أمام إرادة الشعب الفلسطيني، وذلك ثبت بالتجربة فكل الاقتحامات لم تكن لتتم لولا حماية قوات الاحتلال التي تفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة.

ويقول: "أهل القدس هم خط الدفاع الأول في صد اعتداءات الاحتلال على الأقصى، وخير دليل انتصارهم في معركة البوابات الالكترونية عام 2017، كونهم الأقرب على المكان، وجميع من يستطيع الوصول إلى الأقصى ليشاركهم الرباط".

ويبيّن أن المطلوب من الدول العربية دعم أهل القدس وتوفير احتياجاتهم؛ ليستطيعوا الحفاظ على المدينة ببعدها الواضح من هيئاتها العربية، وتعزيز صمودهم، إضافة إلى أهمية تطبيق القرارات العربية المتعلقة بالقدس.

ويرى "ضيف سند" أن مسؤولية دعم أهل القدس والوقوف لجانبهم، تقع على عاتق العرب والمسلمين، مؤكدًا على ضرورة احترام الوصاية الأردنية "صاحبة الدور الأكبر في حماية المقدسات الإسلامية في القدس".

فيما يعتقد "المصري"، أن أول سلاح يمكن من خلاله مواجهة مخططات الاحتلال هو الرباط والتواجد الدائم في المسجد الأقصى، فهو أكثر ما يحميه خصوصًا في الفترات الصباحية، وبذلك يتم تثبيت المعادلة العددية في رحاب المسجد.

ويؤكد ضيفنا، "على الدور المهم للأمة في مواجهة ذلك، فكل إنسان له واجب تجاه المسجد الأقصى، الإعلامي في التوعية والحشد والحث، والسياسي في محاولة فرض واقع إسلامي في المسجد الأقصى وتثبيته".

ويختم بالقول: "الحكومات العربية وعلى رأسها الأردن، دورها كبير في الحفاظ على المسجد الأقصى بكل الميادين العملية والدعوية والجهادية والتربوية والحقوقية، ويجب على كل إنسان البحث عن دوره المطلوب منه وتنفيذه على أكمل وجه".