باقات ورد، وزهرة عبّاد الشمس، وعرائس، وقلوب ملونة، وشخصياتٍ كرتونية، وغيرها من الأشكال الفنية، بألوانٍ زاهية، تجذب انتباه العابرين، رسمها الفنان الشاب أسامة اشتيوي، لكن وسيلته لم تكن بالورقة والقلم، وليس عبر الرسم الإلكتروني، إنما بحلوى السكاكر "الجلي".
الشاب "اشتيوي" (26 عامًا) من قطاع غزة، تخرج من من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية، ولم يجد فرصة عمل، يتمكن من خلالها بناء مستقبله، فقرر أن يتجه نحو موهبته، ويُسخرها لأجل توفير قوت يومه.
بداية مشروعه صندوقًا كرتونيًا، فيه أنواع مختلفة من المكسرات، يتجول به على شاطئ بحر غزة بين الناس والزائرين، يعرض بضاعته دونما كلل ولا ملل.
يقول أسامة لـ "وكالة سند للأنباء": "مع الوقت، ولانعدام الفرص أمامي، قررت الانتقال بمشروعي البسيط، وتطويره فأضفت بعض المسليات كالجلي والمارشملو والحلويات".
ولم يكن يقتصر عمل ضيفنا، على شاطئ البحر فحسب، بل كان يتجول في أكثر من مكان، حيث يبحث عن التواجد الكثيف للزبائن، كالجامعات، ويذهب إليها.
وتطوّر الصندوق الكرتوني، الذي يملكه ليُصبح عربة مُزينة بباقات الورد والعرائس، والشخصيات الكرتونية المصنوعة من حلوى السكاكر "الجلي"، يجوب صاحبها بها يوميًا الشوارع من العاشرة صباحًا حتى الثالثة مساءً.
ما هو الأسلوب القائم في فكرة المشروع؟ يُجيب أسامة: "الجلي والمارشملو، من أكثر أنواع حلوى السكاكر انتشارًا في القطاع، وعليها إقبال كبير من المواطنين، ففكرت بطريقة لأحوّل هذه الحلوى لأشياء مُلفتة، بعيدًا عن شكلها الطبيعي".
وفعلًا سخّر "اشتيوي" هوايته في الرسم، من خلال تحويل حلوى السكاكر والمارشملو إلى أشكالٍ تخذ رواجًا أكثر، وتُناسب الحفلات والهدايا، يُكمل حديثه: "بدأت بتشكيل الحلوى على شكل باقات ورد، وعرائس، وأشكالٍ فنية مختلفة حسب طلب الزبائن".
واستعان ضيفنا لتنفيذ الفكرة ببعض المواقع الغربية على الإنترنت"، لتعلم من خلالها فنون الرسم بالحلويات، ومع الوقت أتقن تطبيق الفكرة التي تعتمد على أعواد الخشب".
وفي تفاصيل صنع باقات الورد، والعرائس والأشكال، يشرح لنا: "يتم تحديد الفكرة المطلوبة، وفقاً للمناسبة أو الهدية، وبعد ذلك يتم تجهيز الأعواد الخشبية الكبيرة لتشكيلها، والأعواد الصغيرة لتشبيك القطع بعضها ببعض".
ومن ثم يتم تشكيل القطع حسب الحجم واللون لإنجاز الرسمة، وتزيينها بالأكياس الملونة، أو بأغلفة باقات الورد، لتكون في النهاية أشبه بباقة ورد طبيعية، باختلاف أنها تؤكل.
وأشار إلى أن تلك القطع يتم طلبها لمناسبات الزواج وأعياد الميلاد والتخرج والهدايا اليومية وغيرها.
واستثمر أسامة اشتيوي، مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمشروعه والتسويق له، حيث أنشأ حسابات على انستغرام وفيس بوك، بوك باسم cute candies"، لعرض صور منتجاته عليها.
كما قام بتصميم كروت دعائية يوزعها على المشترين ليتابعوا أعماله ولاستقبال طلبياتهم.
ورغم إعجاب الكثيرين لفكرة مشروعه، وإقبال الناس عليها، سيما في الفترة الأولى من بدء المشروع، إلا أن أسامة توّقع الإقبال بشكلٍ أكبر على مشروعه، كونها فكرة جديدة ومتبكرة.