لم يجلس الشاب الفلسطيني أحمد أبو شرار من الخليل جنوب الضفة الغربية، مكتوف الأيدي بانتظار الحصول على فرصة عمل، يوفر من خلالها مصدر رزق لعائلته، إذ لجأ للعمل في إعادة تدوير المواد البلاستيكية، وتحويلها لأدوات يستفاد منها مجددًا.
بدأ "شرار" مشروعه قبل عشر سنوات بالعمل في الأماكن العامة، يجمع المخلفات البلاستيكية ويعمل على إعادة تدويرها، حتى بات اليوم يعمل في معمله الخاص ويوفر فرص عمل لعشرات العمال، الذين يعملون معه.
يحدثنا "شرار" عن مشروعه: "بدأت العمل في الأماكن العامة، وحرصًا على عدم التسبب في إزعاج أو ضرر الآخرين خصصت مكانًا للعمل بالاستعانة بصديقي علاء أبو شرار، واستطعنا تأسيس مكان لإعادة التدوير المخلفات والاستفادة منها مجدداً، بعد البحث العميق في إمكانية تطبيق الفكرة.
ويشير صاحب المشروع إلى الخطر الذي يلحق بالبيئة نتيجة التخلص من المخلفات البلاستيكية بالحرق، وهو ما دفعه للعمل على مشروعه بإعادة تدويرها.
ويضيف أنّ "المشروع صديق للبيئة، فكميات مخلفات البلاستيك التي يعاد تدويرها شهرياً كبيرة جداً، إلى جانب أن هذا العمل وفر مصدر رزق لعشرات العائلات، ووفر المواد الخام للمصانع، فبعد أن كان الأشخاص يتخلصون من المخلفات البلاستيكية من خلال رميها في القمامة، أصبحوا يقدموها للمعمل لإعادة تدويرها مقابل ثمن مادي".
منافسة للمستورد..
وينتج معمل "أبو شرار" الكراسي والطاولات البلاستيكية، وعلاقات الملابس، وصواني الحلويات، ويأمل أن يستطيع توسيع دائرة الانتاج لتشمل أدوات بلاستيكية أخرى، منوهًا إلى أن المخرجات النهائية سبقها العديد من التجارب وصولاً للجودة المطلوبة، من خلال إضافة المحسنات اللازمة، والمواد الخام، لتنافس المنتجات المستوردة.
ويكمل: "بدل أن يتم استيراد البلاستيك بمبالغ مالية كبيرة، يتم توفير المال من خلال إعادة التدوير وتخليص البيئة من النفايات".
ويلفت ضيفنا، إلى تواضع الأسعار لتناسب الجمهور المحلي وتحفزه على الشراء، لتوفير مصدر رزق لعشرات العائلات وتشغيل الأيدي العاملة، وتخليص البيئة من المخلفات البلاستيكية.
تحديات..
ولا يخلو أي مشروع من التحديات التي تواجه القائمين عليه، لا سيما إن كان تحت نظر الاحتلال الإسرائيلي، وعن ذلك يتحدث "أبو شرار": "واجهتنا تحديات متعددة، وأهمها الاحتلال الإسرائيلي الذي أجبرنا على مغادرة مكان عملنا عشرات المرات".
وفي ذات السياق، يقول صاحب صديقه وصاحب المصنع علاء أبو شرار، إن من أهم المشاكل التي واجهتهم في مشروع إعادة التدوير يتمثل بتمحور أغلب الأفكار بأن هذه المنتجات صُنعت من المخلفات، وبالتالي لا يمكن استخدامها مجدداً.
ويضيف: "الأشخاص كانوا ينظرون في بداية المشروع إلى المنتجات على أنها مضرة للبيئة والصحة، وبعد ذلك انتشر المنتج، وأصبح الإقبال كبيرًا"، مشيرًا إلى حرص الأشخاص والمؤسسات على التعامل معهم لتشجيع المنتج المحلي، وتخليص البيئة من المخلفات البلاستيكية.
ويناشد أصحاب المشروع، الجهات المختصة بخفض قيمة الضريبة التي باتت ترهق أصحاب المنشآت، والتي تزيد عن 16%، ولا يمكن تجاوز نسبة بسيطة منها مهما كانت الظروف القائمة.
ويختم: "يجب أن تخصص الضرائب على الربح فقط، وليس على المبالغ التي يتم شراء مخلفات البلاستيك بها من الأشخاص العاملين على جمعها".