الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

شهادات حيّة..

بالصور هجومُ المستوطنين في ترمسعيا.. أربعُ ساعاتٍ أقرب للموت

حجم الخط
هجوم ترمسعيا
رام الله - فرح البرغوثي - وكالة سند للأنباء

لحظاتٌ مروّعة وأقرب للموت عاشها أهالي بلدة ترمسعيا شمال رام الله في اليومين الماضيين، إثر هجمات عنيفة متتالية لم يسبق لها مثيل، شنّها مئات المستوطنين المتطرفين بالتعاون وحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان أعنفها يوم الأربعاء.

وعلى مدار أربع ساعاتٍ مُتواصلة يوم الأربعاء، كانت البلدة مسرحًا لهجومٍ واسع ومُفاجئ شنّه المستوطنون، الذين امتدت أياديهم بالحرق والتدمير للمنازل والمركبات المتواجدة في الجهة الشمالية من البلدة، الأقرب لمستوطنة "شيلو"، وسط إطلاق الرصاص الحيّ والغاز المُسيّل للدموع.

ونتيجة ذلك، استشهد المواطن عمر هشام جبارة "قطين" (27 عامًا)، وأُصيب 4 آخرون بالرصاص الحيّ، فيما أُصيب 100 مواطن بالاختناق نتيجة الغاز المُسيّل للدموع، أو دخان المنازل المُشتعلة، وفق ما أورده رئيس بلدية ترمسعيا، لافي شلبي لـ "وكالة سند للأنباء".

ويصفُ "شلبي" ما حدث من هجومٍ بالبلدة، بـ "جريمة حربٍ حقيقة"، لافتًا إلى أن أكثر من 500 مستوطن اقتحموا البلدة بالزيّ المدني، في "مشهدٍ خبيثٍ ليس له مثيل".

ويُوضح أن المستوطنين أضرموا النيران بـ15 منزل، وأكثر من 60 مركبة، فيما دمروا 20 منزلًا، وألحقوا الضرر أيضًا بالمحاصيل الزراعية.

هجوم المستوطنين.jpg
 

ويضيف: "الخسائر الناتجة عن اعتداءات المستوطنين باهظة ولا تُقدّر بثمن، ولن نقبل بالتعويض مقابل صرخة طفل أو صرخة امرأة داخل منزلها".

وطالب "شلبي" في حديثه، المجتمع الدولي بتوفير حمايةٍ دولية لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، ووقف اعتداءات وهجمات المستوطنين المتزايدة يومًا تِلوَ الآخر.

"هجومٌ كالوحوش"..

المواطن فرِح حزمة يقطنُ في بلدة ترمسعيا، ولم يكن يعلم أن هناك مستوطنين يهاجمون البلدة، وعندما خرج مُسرعًا على أصوات الجيران وصراخهم، تفاجأ بمشهدٍ مُخيف.

ويروي "حزمة" لـ "وكالة سند للأنباء" ما حدث قائلًا: "لم يمرّ على الأهالي مثل هذا الهجوم من قبل، أربع ساعات متتالية ونحنُ في رعبٍ وتوتر (..) هاجمونا من أقرب نقطة لمستوطنة "شيلو"، دون أن يحسبوا أيّ حسابٍ لأحد".

ويتابع: "لولا مقاومة أهالي البلدة وإسناد البلدات المجاورة لتمّ إحراق كافة منازلنا؛ فقد كان المستوطنون مُسلحين، يضربون الحجارة، ويُطلقون الرصاص الحيّ في أيّ اتجاهٍ كان، كما يمتلكون موادًا سريعة الاشتعال وقنابل مولوتوف تُشعل الممتلكات في ظرف ثوانٍ".

ويُكمل سرد وقائع الجريمة التي تعرّضوا لها: "بمجرد خروجي من المنزل، شاهدتُ أعدادًا كبيرةً من المستوطنين لم أُشاهدها بحياتي (..) بدأتُ أركض مُسرعًا لأُساعد الدفاع المدني والشبّان في إطفاء المركبات وإنقاذ الجيران من قلب النيران المشتعلة".

ورأى "حزمة" _وفق ما جاء في حديثه_ المستوطنين وهم "يهاجمون مركبات جيرانه المركونة أمام المنازل، من ثمّ انطلقوا كالوحوش، وبسرعة البرق، لمهاجمة المنازل، وإضرام النيران بها وتدميرها، دون أيّ خوف".

355204029_6516687418390838_4082594120113077925_n.jpg
 

"نجاةٌ من الموت"..

وفي لحظاتٍ أقرب للموتَ، بين زخاتِ الرصاص والحجارة، أنقذَ "ضيف سند" وأهالي البلدة، عشرات النساء والأطفال من بين النيران، وقد لمسَوا في قلوبهم مدى الخوف والرُعب الذي عاشوه.

ويسرد لنا: "أنقذنا العشرات من بين النيران المُلتهبة، وكان من بينهم 17 امرأة يتحضّرن للذهاب إلى احتفال في الطابق العلوي من منزلهنّ ولم يشعرنّ بالحريق (..) لولا ستر الله أخرجناهُنّ بالقوّة، رغم استمرار المستوطنين بإطلاق الرصاص والحجارة، بحمايةٍ من جيش الاحتلال".

355804785_3546507518962394_7322511459573381603_n.jpg


ويشير "حزمة" إلى أنّ الشبّان كانوا يخلعون الأبواب والنوافذ بالقوّة، ويُنقذون الأهالي من بين النيران المُلتهبة، ويخرجوهم في حالةٍ يُرثى لها، قلوبهم مرعوبة، ووجوههم ليس لها أيّ لون، وأجسادهم تُصيبها الرجّفة.

وبنبرةٍ يشوبها القلق، يقول: "ليلتها لم يغمض لنا جُفن طوال الليل.. أصبحنا نخشى الخروج من منازلنا، ونتوقع مهاجمة المستوطنين لنا في أيّ لحظة مثلما حدث في حوارة قبل أشهر، لذا نُطالب بحمايتنا من كلّ جهة تستطيع ذلك".

"لحظاتٌ صعبة بعد الغُربة"..

أما أسامة عبد العزيز، فقد عاد قبل نحو 3 أسابيع من أمريكا برفقةِ زوجته وأطفاله الثلاثة، بعد غربةٍ استمرت 14 عامًا، بهدف قضاء إجازة صيفية مُريحة، والاستقرار في منزله لسنتين، حتى تفاجأ يوم أمس بهذا الهجوم.

يقول "عبد العزيز" إنه كان يعمل داخل مكتبه في المنزل، ويعقدُ اجتماعًا عبر الإنترنت، وبرفقته زوجته وطفلته الصغيرة التي لم تتجاوز الأربع سنوات، وأبناء عمته الذين تتراوح أعمارهم بين 15- 23 عامًا، وقد عادوا قبل أسبوعين من أمريكا.

ويتابع لـ "وكالة سند للأنباء": "أثناء الاجتماع، بدأتُ أسمع أصوات صراخ، فخرجت مُسرعًا لأرى ما يحدث، في حينها، شاهدتُ مستوطنين يلقون الحجارة على المنزل المجاور بمشهدٍ وحشي ومرعب".

ويضيف: "بعد قليل، بدأ صوت الرصاص الحيّ يتصاعد، فأغلقتُ أبواب المنزل في الطابق العلوي، وجمعتُ أفرادَ عائلتي، واختبأنا جميعًا في غرفةٍ وسط الطابق السفلي، حتى لا يصلنا الرصاص".

وتحت أصوات الرصاص والحجارة التي انهالت على منزلهم من كل ناحية، عاشت العائلة 30 دقيقة صعبة ومخيفة، خلالها شاهدوا ألسنة الدخان تتصاعد دون معرفة مصدره، وحينها زارهم الخوف من أن تكون نهايتهم "الموت حرقًا على يد المستوطنين المتطرفين".

ويُكمل "عبد العزيز": "بدأ الأطفال بالصراخ والبكاء، ودبّ الرُعب في قلوب الجميع، وحاولت الخروج من بابٍ خارجي، لكنه كان مُغلقًا والمفتاح بعيد، ثُمّ حاولت الخروج عبر نافذة، وعندما نجحت وتأكدت من عدم وجود مستوطنين، خرجنا جميعًا بسرعةٍ كبيرة".

في هذه اللحظات، رأى ضيفنا مركبته والنيران تلتهمها، أما نوافذ المنزل فقد حُطمت، لافتًا إلى أنّ المستوطنين أضرموا النيران في "كنبة" موجودة على مدخل المنزل، لكنّ أهالي البلدة أخرجوها  سريعًا، ما أنقذ المنزل (400 متر) من الاشتعال كاملًا.

وبيّن أنهم سلكوا طُرقًا وَعِرة وصعبة مُسرعين تجاه منزل أحد الأقارب، وقلوبهم تدقّ خوفًا من خطرِ الإصابة بالرصاص والحجارة والأدوات الحارقة.

33333.jpg
 

وبالرغمِ من الخوف الذي عاشته عائلة "عبد العزيز" إلا أن ذلك لم يزدهم سوى إصرارًا وقوّة، وعن ذلك يقول: "كنت أُفكر في الاستقرار في البلاد لسنتين لأنني أعمل عن بُعد، وعندما رأيت ما حدث، صمّمت على البقاء في منزلي وأرضي مهما كلفني الثمن".

وطالب في ختام حديثه، الولايات المتحدة الأمريكية، بوقفِ دعم الاحتلال وتزويد المستوطنين بالأسلحة، ووقف اعتداءاتهم المُستمرة بحق الأهالي.

وتُعتبر ترمسعيا واحدة من 10 قرى على الأقل استهدفتها الهجمات الإرهابية الإسرائيلية في الأيام الثلاثة الماضية، التي تخللها الاعتداء على مساجد، وإحراق منازل ومركبات، وإطلاق الرصاص والرشق بالحجارة، وإحراق محاصيل زراعية، وقطع الكهرباء.

355867732_1389666678267432_2120477213407720689_n.jpg

سيارات.jpg