الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

19 أردنيًا يعتقلهم الاحتلال في سجونه..

عائلات الأسرى الأردنيين في العيد.. محاولة لصناعة الفرح أملًا باقتراب الفرج

حجم الخط
الأسرى الأردنيون.
عمّان/ نابلس- نواف العامر - وكالة سند للأنباء

تعيش عائلات الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، غصّة فراق أبنائها والحرمان من رؤيتهم منذ سنوات، لتأتي الأعياد فتقلّب أوجاعهم، وتجدّد أحزانهم، فكيف لحلوى العيد أن تجد طريقها لمنازلهم؟ وكيف للفرحة أن تتسلل لقلوبهم؟ ففي العيد لا يكتمل الفرح إلا بوجود الأحبّة، وعناق طويل يطفئ عذابات السجن وقهر السجّان.

لكن، ورغم الألم الذي يجتاح القلوب، وفي محاولة لزرع الأمل باقتراب لحظة اللقاء والفرج، قررّت والدة الأسير الأردني -من أصول فلسطينية- لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي هاني خمايسة، كسر القواعد التي اعتادت عليها منذ سنوات طويلة، بعدم تقديم الحلوى في العيد، لتصر هذا العيد على تقديمها أملًا بأن تكون "بشرى بتحقيق الحرية".

"الأمل معقود بالله، وثقتنا بالشرفاء بتحقيق حرية الأسرى وزال همومنا لا تتزعزع"، بهذه الكلمات يصف والد الأسير خمايسة مشاعر عائلته التي تعيش لوعة فراقه منذ 21 عامًا، ويقضي حكمًا بالاعتقال مدى الحياة.

ويقول "خمايسة" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن زوجته "كسرت قواعد العيد لهذا العام، وقدّمت الحلوى من باب الأمل والتفاؤل، لعلها تكون بشريات بتحقيق الحرية، فالامل معقود بعد الله على الشرفاء بتحقيق حرية الأسرى وزوال همومنا جميعا، وثقتنا بذلك لا تتزعزع".

ومنذ اعتقال الأسير "خمايسة" عام 2003، لم تقدّم عائلته الحلويات في العيد، "تضامنًا معه"، وعن ذلك يحدثنا والده: "نحن كمثلنا من عائلات الأسرى نسير على سكك الوفاء لهم ولذكرياتهم، فلا نطهوا الطعام الذي يحبونه، نحن بشر وكتلة من المشاعر التي قوة تمنحنا الصمود والصبر" .

ويقضي خمايسة الشاب حكمه مدى الحياة منذ 21 عاما في سجون الاحتلال ويقبع حاليا في سجن نفحة من بين 19 أسيرًا أردينًا في سجون الاحتلال.

والأسير "خمايسة" (47 عامًا)، وهو من مواليد الجزائر وعاد لأرض الوطن عام 1998، حيث تعود أصوله لقرية اليامون قرب جنين، وعند عودته للوطن، التحق بجهاز الاستخبارات العسكرية، حتى اعتقل في 24 مارس/ آذار 2003.

وتعيش عائلة الأسير "خمايسة" في الأردن، وتصنفه سلطات الاحتلال ضمن قائمة الأسرى الأردنيين.

الحاضر الغائب..

لا تختلف أجواء العيد كثيرًا في منزل الأسير الأردني ثائر جمال خلف اللوزي، المعتقل في سجون الاحتلال منذ خمس سنوات، حيث اعتقل في مدينة أم الرشراش "إيلات"، بتهمة طعن إسرائيليين عقب وصوله بيوم.

وبنبرة تملؤها مشاعر الشوق، تقول والدة الأسير "اللوزي" لـ "وكالة سند للأنباء": "حُكم على ثائر بـ 19 عاما، تاركًا خلفه والديه وزوجته وطفلين"، مشيرة إلى أن والده وزوجته وأطفاله، تمكنوا من زيارته للمرة الأولى العام الماضي".

وتعبيرًا عن مدى حزنها وألمها لفراقه، تحكي والدة الأسير: "حرمت نفسي من الوجبات التي كان يحب ثائر تناولها".

وتعود أصول عائلة الأسير "اللوزي" لبلدة "خربة اللوز" في محافظة القدس.

ويقضي الاسرى الاردنيين الـ19 ومنهم أصوله فلسطينية، أحكاما متفاوتة في سجون الاحتلال، بينهم تسعة يقضون الحكم بالمؤبد الواحد فما فوق، فيما يقضي الباقون فترات متفاوتة بين الحكم الاداري و36 عامًا.

ومن أبرز الأسرى الأردنيين وأعلاهم حكمًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عبد الله البرغوثي المحكوم بـ67 مؤبدًا، بينما يعتبر الأسير ناصر نافذ دراغمة الأقدم بينهم، حيث يعتقل منذ العام 2000، وفق إحصائية أعدها مقرر لجنة الأسرى الأردنيين والأسير المحرر فادي فرح.

انتزاع الفرح..

ويروي "فرح" بعضًا من فصول الحياة التي عاشها في سجون الاحتلال، خلال اعتقاله الذي استمر خمس سنوات، قائلًا: "كنا نحيي الفرحة بالتكبيرات، نعلي أصواتنا بتكبيرات العيد، نحاول أو نصنع الفرح، ونتعالى به على محنة الأسر والغربة والقهر، وحلول العيد بعيدا عن العائلة" .

ويضيف لـ "وكالة سند للأنباء": "بعد تحرري من السجن وعودتي للأردن، أقوم مع آخرين بتنظيم زيارات لعائلات الأسرى والشهداء والمفقودين، وتقديم هدايا رمزية لهم، علّها تخفف من وجع الغياب، ونشعرهم بأننا أبناءهم أيضًا، وأن هناك من لا ينساهم، تعويضا للفقد" .

وبامتنان يُتابع: "بعض عائلات الأسرى باتت تقدم حلوى العيد من أجلنا، بعد أن كانت تمتنع عن تقديمها بالعيد، لتتحدى بذلك الوساوس والهواجس، والغربة المتجذرة من لحظة اعتقال أبنائهم".