الأطفال في غزة فقدوا الكثير من بساطة فرحة العيد التي يعرفها العالم، فرحة ترتسم على الوجوه وتملأ القلوب دفئًا وسعادة.
هنا، في ظل الحصار والدمار، انحرموا من الألعاب والحلويات، ومن أجواء العيد التي يفترض أن تكون ملاذًا للبراءة والفرح، ومع ذلك، يخرجون إلى الخيام والأزقة حاملين دلاء الماء، يبحثون عن لقمة أو رشفة ماء لعائلاتهم، يحاولون رغم التعب أن يرسموا ابتسامة على وجوههم الصغيرة، ويصنعوا فرحة بسيطة بأبسط الأشياء.
أطفال غزة، لا يعرفون الاستسلام، ولا يتخلون عن الأمل، فرحة العيد بالنسبة لهم أصبحت مقاومة الحياة نفسها، وصمودًا يعانق وجعهم بصبر لا ينتهي.
وقالت إحدى المواطنات النازحات في خيام غزة: "القلب يعتصر ألمًا وحزنًا، ولكن النساء هنا والآباء، رغم كل الظروف القاسية والآهات، يحاولون أن يفرحوا أبناءهم رغم المأساة والشهداء."
وأضافت في مقابلةٍ مصوّرة لـ "وكالة سند للأنباء"، "لا يوجد مال ولا مواد غذائية ولا طعام ولا شراب، وكل شيء محروم منه أطفال غزة."
وأوضحت: "حتى في العيد، يذهب الأطفال ليجلبوا الماء لأهلهم بدلاً من أن يستمتعوا بالعيد كأي طفل آخر".
وهذا هو العيد الثاني للأضحى الذي يمر على أطفال غزة بلا فرحة حقيقية، بلا ألعاب ولا ألوان تملأ أجواءهم، بل وسط صمت الحصار ووجع الفقدان.
ورغم ذلك، يظل هؤلاء الأطفال يحملون في قلوبهم بصيص أمل صغير، يحاولون أن يصنعوا من أبسط الأشياء لحظات فرح تقيهم مرارة الواقع، عيد الأضحى الذي غاب عنه الفرح، لم يغِب عنه صمودهم وإصرارهم على الحياة رغم كل الألم.
"الشهداء الأطفال"..
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 ألفًا و503 طفلًا فلسطينيًّا، في إحصائية صادمة تعكس حجم الاستهداف المباشر والممنهج لأضعف فئات المجتمع، وفق إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية.
وتوزعت الفئات العمرية بين 916 رضيعا (أقل من عام)، و4 آلاف و365 طفلاً بين 1-5 أعوام، و6 آلاف و101 طفل بين 6-12 عامًا، و5 آلاف و124 فتيًا بين 13-17 عاماً، في مؤشرات مأساوية تبرز حجم الكارثة الإنسانية التي تواجهها غزة.