الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالفيديو والصور دوائر الفرح تُنسي أطفال غزة شيئاً من مرارة الحرب

حجم الخط
426280311_917019506582394_4019645940040296935_n.png
رفح- تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

في إطارِ جلساتِ الدعمِ النفسيّ التي تُنظّمُها منظماتُ إنسانيةُ محلية في جنوب قطاع غزة، عاشَ أطفالٌ هجرتهم الحربُ عن منازلهم قسرًا، لحظاتٍ قليلةً من الفرحِ والسرورِ.

وما بين الأنشطة الترفيهية، والألعاب، والمراجعة التعليمية، استعاد هؤلاء الأطفال جزءاً من عافيتهم لفترة وجيزة، قرب الخيام التي يعيشون فيها مع عائلاتهم في مدينة رفح.

وردد الأطفال وهم محظوظون من بين أقرانهم الذين يعانون من الجوع والعطش خصوصًا في محافظتي غزة والشمال، خلال الجلسات أسماء المدن الفلسطينية التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية، كما استمتعوا باللعب بكرة القدم والألعاب الأخرى في إطار أنشطة الدعم النفسي التي دأب مركز إبداع المعلم الفلسطيني على تنظيمها في المدينة الحدودية.

تقول الطفلة منال الشريف، وهي نازحة مع أسرتها من حي الشيخ رضوان في غزة، "اليوم لعبنا وراجعنا الحروف العربية والإنجليزية وأخذنا هدايا وانبسطت (فرحت) كثير".

وتضيف الشريف (12 عاما) لـ "وكالة سند للأنباء"، "تعبنا من الحياة في الخيمة هنا برفح، بدنا اليهود يوقفوا القصف وتنتهي الحرب ونرجع إلى بيوتنا ومدارسنا وأصدقائنا وترجع الحياة مثل ما كانت في الأول".

والتعب الذي تعيشه الطفلة منال وأمنياتها بوقف القصف وانتهاء الحرب والعودة إلى منزلها، هي مطالب يرددها الأطفال والكبار باستمرار في ظل الحرب الإسرائيلية المروعة التي اندلعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويطالب الأطفال بوقفِ الحربِ وحصولِهم على حقّهم في التعليمِ والحياةِ الكريمةِ.

وقالت المعلمة كفاح السلوت إن الاستجابة لدى الأطفال كانت جيدة ولافتة، ومن شأنها أن تفتح نافذة أمل نحو استعادة عافيتهم الذهنية والعقلية والتخلص من الآثار المباشرة وغير المباشر للحرب الإسرائيلي المروعة.

وأضافت السلوت لـ "وكالة سند للأنباء" أن الأنشطة جمعت بين الترفيه واللعب والتعليم حيث راجعت مع عشرات الأطفال حروف اللغة العربية والإنجليزية، ووجدت تفاعلًا كبيرًا من الأطفال.

وتُشكلُ هذهِ الجلساتُ فسحةً للأطفالِ للتعبيرِ عن مشاعرِهم ونسيانِ مرارةِ الحربِ، ولو لفترةٍ قصيرةٍ لا سيما وأن هناك أكثر من 11 ألف طفل من بين 30 ألف مواطن استشهدوا جراء المحرقة الإسرائيلية المتواصلة على غزة للشهر الخامس على التوالي وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

كما يُشكلُ الأطفالُ 60% من التعدادِ السكانيّ في قطاع غزة المكتظ بالسكانِ، ممّا يجعلُهم أكثرَ الفئاتِ تضرّرًا من الحربِ، والأكثر احتياجا إلى مساعدة تتعلق بالصحة النفسية.

وتضمّنُت الجلساتُ أنشطةً ترفيهيةً وألعابًا وبرامج تعليميةً تُساعدُ الأطفالَ على التغلّبِ على الصدماتِ النفسيةِ التي تعرّضوا لها، حيث يتم تنظيمها في المدارس التي تحولت إلى مراكزَ إيواءِ النازحينَ ولم تتضرّر من الحربِ أو بين الخيام المنتشرة في مدينة رفح المتاخمة للحدود مع مصر.

ويؤكد الدكتور نعيم العبادلة، أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة الأقصى، أنّ هذهِ الجلساتِ تُساعدُ الأطفالَ على التعبيرِ عن مشاعرِهم والتغلّبِ على الصدماتِ النفسيةِ التي تعرّضوا لها.

لكن العبادلة أوضح لـ"وكالة سند للأنباء" بأن هناك صعوبة كبيرة في احتمالية تعافي الأطفال المصابين بالضغوط النفسية وحالات الهلع المتكررة من جراء الحروب الإسرائيلية المتكررة وخصوصًا الحرب الحالية على القطاع.

ويقول أستاذ علم النفس الإكلينيكي إن "تكرار الحروب والهجمات العسكرية الإسرائيلية يعمق من الضغوط الواقعة على الأطفال والتي كان أشدها المحرقة الإسرائيلية المتواصلة ضد غزة".

ويضيف أن جهودا كبيرة تبذل من قبل الجهات ذات الاختصاص في غزة لاحتواء الآثار النفسية السيئة الواقعة على الأطفال والراسخة في أذهانهم من جراء الحرب الإسرائيلية.

ومنذ العام 2008 تعرض قطاع غزة لحوالي 7 حروب إسرائيلية عدا عن التصعيدات المحدودة، لكن الحرب الحالية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأقسى في القرن الواحد والعشرين.

ويرى الدكتور محمود البراغيتي، استشاري الصحة النفسية في مركز إبداع المعلم، أن اثار الحرب الإسرائيلية تحمل مؤشرات كارثية على صحة الأطفال العقلية والذهنية، واضطرابات ما بعد الصدمة التي أحدثتها الحرب في نفوس الأطفال.

وعدد البراغيتي أبرز الأعراض التي يعاني منها الأطفال جراء الحرب، مثل قلة النوم والقلق والتبول اللاإرادي، فضلا عن الميل إلى ملازمة أولياء أمورهم وتحاشي الخروج في الأماكن المفتوحة، والخوف عند سماع أصوات الطائرات التي تحلق في سماء غزة.

وقال استشاري الصحة النفسية إن الأنشطة والفعاليات الترفيهية والتعليمية التي تنفذ حاليًا هي بمثابة إسعافات أولية للأطفال، وبحاجة إلى برامج مساندة من قبل المؤسسات الدولية من أجل التخفيف من حدة اثار هذه الحرب المروعة.

وأضاف البراغيتي لـ"وكالة سند للأنباء"، "انظر إلى الأطفال كيف يلعبون ويضحكون وهم يحملون الألعاب. هذه الابتساماتُ تمثل شعاعَ أملٍ وسطَ ظلامِ الحربِ، وتُؤكّدُ على أنّ أطفالَ غزة يستحقّونَ حياةً أفضلَ".