الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

المناطيد.. وسيلة مراقبة إسرائيلية لأغراض تجسسية في الضفة

حجم الخط
مناطيد التجسس
غزة – إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

إلى جانب المسيّرات وأساليب المراقبة الإسرائيلية، تطلق قوات الاحتلال المناطيد التجسس في سماء الضفة الغربية وفي جنين تحديدًا، حيث تعد هذه المناطيد من بين المعدات الأكثر تطورًا في منظومة الرصد والتجسس لدى الاستخبارات الإسرائيلية، وهي مزودة بنظام مراقبة متكامل يحتوي على كاميرات عالية الدقة تلتقط صورًا على مدار اليوم.

وفي 30 حزيران/ يونيو المنصرم، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، منطادًا للتجسس في المنطقة الحدودية المُطلة على مدينة جنين شمال الضفة الغربية.

وكانت المرة الأولى التي استخدمت فيها الاحتلال المناطيد في سماء جنين، في 7 أيلول/ سبتمبر 2022 عندما أطلق الاحتلال منطاد تجسس في محيط حاجز الجلمة، شمال شرق مدينة جنين، لرصد تحركات المقاومين في مدينة جنين.

وتتعدد مهام هذه المناطيد فهي تستخدم للمراقبة المعقدة، وتصوير الأهداف بشكل دقيق جدًّا يفوق قدرة الأقمار الصناعية في هذا المجال، بالإضافة إلى إمكانية التجسس على الاتصالات في المنطقة المستهدفة، وللاطلاع أكثر عن الهدف من انتشارها، تحدثت "وكالة سند للأنباء"، مع خبراء بالشؤون السياسية والأمنية.

"إرباك المنظومة الأمنية الإسرائيلية"..

المختص في الشأن الأمني رامي الشقرة يقول، "إن ادخال المناطيد على خط المواجهة في الضفة هي خطوة من الاحتلال لفقدان السيطرة على الأرض والميدان أمام ضربات المقاتلين والمناضلين الفلسطينيين في أماكن عدة بشمال الضفة الغربية".

ويرى "الشقرة" في حديثه لنا، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يحاول من خلال مناطيد التجسس، أن يُعوّض فيهاحجم النقص الميداني؛ لأنه يفقد السيطرة على الميدان والأرض ويحاول أن يعوض ذلك ليرصد خطوات المقاتلين الذين يضربون الاحتلال".

ويشير إلى أنه كلما زادت وتيرة الانتفاضة والعمل الفدائي على الأرض، كلما احتاج الاحتلال إلى جهد أمني مضاعف لملاحقة الفلسطينيين لا سيما المقاومين.

ويُوضح ضيفنا أن الاحتلال الإسرائيلي يُسخّر الوسائل التكنولوجية كافة؛ لمحاولة زيادة الملاحقة الأمنية بذريعة تنامي فعل المقاومة وإمكانات الفدائيين الفلسطينيين، لافتًا إلى أن ذلك يُربك المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

359492280_1207840499911058_8370656823794049819_n.jpg
 

وعن طبيعة مناطيد التجسس؟، يُجيبنا: "هي ثابتة في السماء وترصد كل التحركات على الحدود والأرض والميدان، تحمل كاميرات تصوير بجودة عالية جدًا.

ويُبيّن "الشقرة"، أن الجرأة العالية التي يمتلكها الفلسطيني تضع الجندي الإسرائيلي في اختبار حقيقي أنه على الأرض والميدان لا يستطيع أن يجابه الكادر الفلسطيني الموجود، مُستطردًا: "إسرائيل هي امتداد للمشروع الغربي وتحاول أن تُحافظ على كيانها لأنها تعلم مدى قدرات المقاومين بالضفة".

ويُردف أنّ المناطيد تنتشر في كل الأماكن التي يفقد فيها السيطرة الاحتلال على الفلسطينيين، ويحاول أن يعوض ذلك بانتشار المناطيد.

ويلفت ضيفنا إلى أنّ ساحة الضفة مليئة بالجبال وتضاريسه الوعرة وهو يحاول أن ينشر بأكبر عدد من المناطيد ليستعيض عن واقع الضعف في جمع المعلومات التي لديه، مؤكدًا أنّ جميع المناطيد المنتشرة والإجراءات الأمنية المشددة، لا تستطيع ردع الشعب الفلسطيني وإرجاعهم إلى الخلف فهم يمتلكون إرادة صلبة وقوية في الدفاع عن النفس.

"تطوير أدوات المراقبة"..

بدوره، يقول الخبير في الشؤون الأمنية والسياسية أيمن الرفاتي، إن الاحتلال يريد بدرجة أساسية السيطرة والمراقبة على مختلف المناطق بالضفة الغربية من خلال استخدام مناطيد التجسس.

ويتفق "الرفاتي" مع "شقرة" في أن المنطاد يهدف إلى المراقبة الجوية لكل ما يتحرك على الأرض وخاصة المناطق البينية بين المدن الفلسطينية والأماكن التي يعتقد الاحتلال أنه يمكن للمقاوم أن يتسلل من خلالها سواء بين المدن أو بين الأراضي المحتلة.

ويُنوّه "الرفاتي" إلى أن الاحتلال يُريد تعزيز مراقبته على الفلسطينيين، وأن يكون مطلعًا بشكل دائم على تصوير أي منطقة يكون فيها حدث أمني؛ مُبيّنًا أن ذلك يسهّل عليه بالمراقبة والمطاردة في المنطقة التي تحدث بها عمليات فدائية وينسحب المقاوم من المكان.

ويضيف أن الاحتلال يُدرك خطورة وضعه في الضفة الغربية، ولذلك يستخدم المزيد من الأسلحة والقوة والأجهزة التجسسية للتصوير ليحقق إحاطة وسيطرة على الواقع الميداني في الضفة.

الخشية من المواجهة الميدانية..

ويُرجّح ضيفنا أن تصاعد المقاومة الفلسطينية في الضفة، مثلّت تحديًا كبيرًا ومعضلة للاحتلال الإسرائيلي، والذي سيؤدي إلى الإضرار بالأمن القومي واستنزاف لجيش الاحتلال بشكل كبير.

ويُشدد أن تصاعد المقاومة في الضفة خلال الفترة الماضية والعمليات النوعية التي ينفذها المقاومون، جعلت الاحتلال يُفكر بمزيد من الأدوات التي يستطيع من خلالها أن يواجه العمليات سواء بشكل مسبق أو ما بعد تنفيذ هذه العمليات.

ويؤكد "الرفاتي" أنّ الاحتلال يسعى إلى ابتكار أدوات يستطيع من خلالها تجنب أي ضغط يُمكن أن يتعرض له أو أي ضربات يُمكن أن توجه له من فصائل المقاومة الفلسطينية.

357042301_642993144381202_1861992157107198838_n.jpg
 

وفي سؤالنا عن مزايا المناطيد، يُجيب "ضيف سند": "المناطيد هي نقاط مراقبة جوية دائمة على عكس الطائرات التي تقلع وتهبط، وتعد المناطيد أجهزة تجسس ومراقبة وكاميرات متطورة بمختلف أنواعها بما في ذلك كاميرات التصوير الليلي، وتستطيع أن تبقى في الجو لفترات طويلة جدا دون أن تحتاج إلى صيانة أو متابعة".

ويُرجّح "الرفاتي" أن يكون تأثير لهذه المناطيد على عمليات الاغتيال التي جرت في الفترة الأخيرة وخاصة عملية الاغتيال التي جرت بجنين في 21 حزيران الماضي، لثلاثة من المقاومين عبر طائرة مسيرة لأول مرة، مُعتقدًا أنّ وصول الاحتلال لهم تم إما عن طريق عنصر بشري أو المراقبة الجوية بما يشمل المنطاد.

ومن وجهة نظر ضيفنا، فإن جيش الاحتلال خلال الفترة الماضية وبعد العدوان الأخير على قطاع غزة، تأثر كثيرًا وبدرجةٍ كبيرة بتطور عمل المقاومة الفلسطينية، لافتًا إلى أن الجندي الإسرائيلي بات يخشى المواجهة المباشرة مع المقاوم الفلسطيني ولهذا طوّر الاحتلال خططه وقرر شراء معدات تصوير عسكرية عن بعد.