الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

خاص انفوجرافيك سباق الاستيطان بشمال الضفة.. تنافس محموم وأبعاد أمنية واستراتيجية

حجم الخط
استيطان في الضفة
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

لم تهدأ معاول الاستيطان يوما في الضفة الغربية، ولم تتوقف آليات الاحتلال عن نهش الأرض وسرقتها لصالح التمدد الاستيطاني، إلا أنّ نهم القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين يزداد أكثر فأكثر، لا سيما بعد الضربات الموجعة التي ألحقتها عمليات المقاومين في شمال الضفة مؤخرًا.

تنافس محموم بين كبرى المستوطنات في الضفة الغربية، يدفع ثمنه صاحب الأرض، في ظل نهب المزيد منها في سباق التوسع الاستيطاني في تلك المستوطنات، التي تسعى لتتصدر الوجود الاستعماري على الأرض.

وقبل أيام، توعّد وزير المالية الإسرائيلي بـتسلئيل سموتريتش، بأنّه "سيعمل على تسريع خطط بناء 1100 وحدة استيطانية قريبة من موقع الهجوم الذي نفذه الشهيد أحمد ياسين غيظان في مستوطنة "كدوميم" شرق قلقيلية، وأسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر بجراح حرجة.

تلك العملية، لم تكن وحدها من آلمت الاحتلال، فقد سبقها عمليات أخرى أوقعت قتلى وإصابات في صفوف المستوطنين مؤخرًا، أبرزها عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "عيلي" التي نفذها الشهيدان مهند شحادة وخالد صباح، وأسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين.  

ويجمع خبراء ومختصون في الاستيطان في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن تصاعد سعار البناء الاستيطاني شمال الضفة الغربية مرده لوجود استيطاني أقل من مثيلاته في الوسط والجنوب، إضافة لأبعاد أمنية واستراتيجية مرتبطة بالمقاومة ونشاطها .

الاستيطان في الضفة.jpg
 

فصل الضفة..

مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، يرى أن هدف التوسع الاستيطاني المتزايد جنوب مدينة نابلس، هو تحقيق الأطماع بتجميع "الأصبع الاستيطاني" الذي يضم مستوطنات "عيليه ومعاليه لبونة وشيلو وهيوفال وعميحاي وعدي عاد وييش كوديش حتى مجدوليم".

ويشير "دغلس" إلى أن ذلك يشكل فصلًا حقيقيًا في المنطقة بين شمال الضفة ووسطها، استعانة بحاجز زعترة وما يمثله مع مستوطنة "أريئيل" ممتدة حتى بلدات دوما جنوب نابلس والمغير وترمسعيا قرب رام الله، لافتًا إلى أن مستوطنتي "أرئييل" و"قدوميم" تتنافسان على أن تكون عاصمة الاستيطان وقيادته في الضفة.

ويضيف "دغلس" أن "المخططات الإسرائيلية جاهزة دوما، وتقفز لحيّز التنفيذ مع التبريرات الأمنية والسياسية الإسرائيلية، والهادفة للفصل بين المدن وقطع التواصل الجغرافي".

ومنذ مطلع العام الجاري أعلنت حكومة الاحتلال عن 13000 وحدة سكنية بمستوطنات الضفة وبؤرها منها 5200 صودق عليها، و6900 وحدة تم ايداعها للتنفيذ، وفق "دغلس".

ويشير ضيفنا، إلى أن المستوطنات شكلت 6% من مساحة الضفة حتى العام 2000، وقفزت لتصل حاليا إلى 11% من إجمال مساحتها العامة .

زيادة المستوطنات..

من جانبه، يقول المحلل السياسي فتحي الحايك إن استهداف شمال الضفة عائد لنسبة مستوطنات أقل من مثيلاتها في الوسط والجنوب، مشيرًا إلى أنه من السهل تمييز ذلك في محافظة جنين، وهي  المحافظة الأقل انتشارا للاستيطان فيها .

ويتابع الحايك لـ "وكالة سند للأنباء" :"لذلك، نرى جنون الاستيطان بدأ بالعودة نشيطا في حومش وافيتار ودوتان وبؤر في دير استيا واللبن الشرقية وقريوت، من إجمالي بناء سبعة بؤر استيطانية عقب عملية عيليه التي نفذها شحادة وصباح من عوريف مؤخرًا".

وتطرق ضيفنا للبناء والمشاريع الاستيطانية بالقرب من زعترة جنوب نابلس، ويشرف عليها رئيس مستوطنات الشمال يوسي داغان، والتي ستكون انطلاق لـ36 محطة نقل، تخدم ثلاثة أرباع مليون مستوطن بالضفة، ومتوقع أن تخدم نصف مليون مستوطن بشمال الضفة وفق مخطط "داغان".

أبعاد أمنية..

في حين، يشير الخبير في الشأن الاستيطاني صلاح خواجا إلى أن الاحتلال يعتقد أن وجود المستوطنات في منطقة ما، يجعل الفعل المقاوم والرافض للاحتلال أقل نشاطا وحضورا، بينما حركة "حومش" التي تأسست عقب إخلاء مستوطنة حومش في شمال الضفة، باتت تحظى بحضور وتأثير واسع بمستوطنات الضفة، وتُمثل جزءًا حيويًا من 60 مجموعة تؤمن بإنهاء المقاومة وكسر معنوبات الفلسطيني بزيادة الاستيطان .

ويردف "خواجا" :"هناك اهتمام إسرائيلي تاريخي وديني بالضفة الغربية، وترى فيها مناطق متنازع عليها وليست محتلة، ما يدفعهم بتصعيد الاستيطان في شمالها ونشر المزيد من بؤرها، واستخدام البؤر الرعوية كسياج فاصل بين القرى ذاتها، ويمكن ملاحظة شرق قرى سالم وبيت دجن وعقربا جنوب نابلس ومستوطنة "افيتار".

وتمتد الأهداف الإسرائيلية، بتعزيز الاصبع الاستيطاني الطولي الممتد من بتاح تكفا بالداخل المحتل نحو مستوطنة "أريئيل" والأغوار من جهة، وامتداد أفقي آخر عازل يمتد من السفوح الشرقية من جنوب الخليل حتى طوباس مشكلا 28% من مساحة الضفة فيها 11000 فلسطيني، وفق "خواجا".

ويختم بالقول: "المخطط هو تطبيق عملي لمخطط أيالون من منتصف السبعنيات وتطويره مع ما يرافقه من ضغوطات".

وصادق "المجلس الأعلى  للتخطيط والبناء" التابع للإدارة المدنية في جيش الاحتلال، الأسبوع الماضي على بناء 5,623 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وفق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية.

 ويشمل ذلك، إيداع مخططات لبناء 4,291 وحدة استيطانية جديدة، في مرحلة متقدمة من مراحل التخطيط والبناء لدى سلطات الاحتلال، تسبق طرح مناقصات لتنفيذ مشاريع البناء.

 كما يشمل قرار المجلس المذكور تقديم مخططات لبناء 1,332 للمصادقة عليها بعد عقد جلسة للاستماع إلى الاعتراضات، قبل المصادقة النهائية عليها وإعداد المناقصات، وهذا إلى جانب المصادقة على ألف وحدة استيطانية جديدة أكثر مما كانت الحكومة قد صادقت عليه في وقتٍ سابق، في مستوطنة "عيلي" على أراضي قرى الساوية واللبن الشرقية وقريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس، وفق المكتب الوطني.