الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"إطلاق نار وعملية طعن"..

قراءة سياسية.. النقب واستراتيجية جديدة في مواجهة الاحتلال

حجم الخط
عملية الطعن في النقب.
النقب - وكالة سند للأنباء

"إطلاق نار ثم عملية طعن"، أسبوع واحد يفصل بين حادثين شكلا ضربةً قوية لـ "أمن إسرائيل" في مناطق النقب المحتل، التي تعيش على صفيحٍ ساخن منذ شهر يناير/ كانون ثاني نتيجة تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.

وفي حدث وصفته الأوساط الإسرائيلية الإعلامية والسياسية بـ "المرعب"، استشهد أمس الثلاثاء الشاب محمد غالب أبو القيعان من حورة بالنقب، بعد تنفيذه عملية طعن في موقعين بمدينة بئر السبع، ما أسفر عن مقتل 4 إسرائيليين، وإصابة آخرين بحالة متوسطة إلى خطيرة.

ووفقًا لخبراء، فإن "الرعب" الذي تُخلّفه هذه الأحداث يمكن في "الخاصرة الرخوة التي تعصرها، إلى جانب الخوف من الوصول لجيل جديد ينتزع فكرة التعايش التي استطاعت إسرائيل تمريرها طوال السنوات الماضية في مناطق النقب".

إضافةً إلى تحوّل أدوات الاحتجاج الشعبي في النقب لأعمال فدائية يُنفذها فلسطينيون رفضًا لاعتداءات الاحتلال وضغوطه، كما تتخوف إسرائيل من بروز مفهوم "الثأر" لمن قتلوا برصاصها في أوقاتٍ سابقة، وهو لوقت قريب كان بين الفلسطينيين أنفسهم.

تداعيات الطعن..

عقب عملية الطعن اعتقلت شرطة الاحتلال، أشقاء الشهيد "أبو القيعان"، ترافق ذلك مع حملة ضغوط شديدة على القوى السياسة وعشيرة المنفذ للتنديد بعمليته، إلى جانب احتجاجات للمستوطنين طالبوا فيها الحكومة الإسرائيلية بـ "توفير الحماية لهم".

يقول الصحفي الفلسطيني من النقب عطوة أبو خرم لـ "وكالة سند للأنباء" إن إسرائيل تحاول احتواء تداعيات الحادث باقتصارها على عائلة المنفذ فحسب، وعدم تصعيد الموقف مع الحي، في فهم لخطورة المرحلة التي ستعقبها هذه العملية".

نوع جديد..

الخبير في الشؤون الإسرائيلية سعيد زيداني، وصف في حديث مع "وكالة سند للأنباء" ما حدث أمس بـ"النوع الجديد" من المفاجآت للمؤسسة "الأمنية والعسكرية" الإسرائيلية، التي تعيش في حالة قلقٍ دائم من احتمالية تفجر الأوضاع بالأراضي الفلسطينية في أي لحظة.

ويُردف "زيداني": "يضاف هذا النوع لتحديات أمنية تؤرق المؤسسة الإسرائيلية بشتى ألوانها، وتتمثل في مخاوف من تأزم الأمور الأمنية في الضفة الغربية ومدينة القدس خلال شهر رمضان المبارك الذي يتزامن مع أحد الأعياد اليهودية".

ويُشير إلى أن "المؤسسة الإسرائيلية تستعد فعلا لهذا النوع من التحدي، إلى جانب أنها أضحت أمام فعل مربك ومفاجئ في مناطق النقب المحتل".

ويُسهب: "المخاوف الإسرائيلية متنامية إزاء تصاعد المواجهات في النقب، خاصة مع احتقان الوضع العام نتيجة السلوك الإسرائيلي بحق السكان من تهجير واقتلاع ومحاولة لمحو وجودهم في المنطقة".

وفي قراءة لحادثة الطعن، يقول: "الدفاع عن الأراضي بقرية أبو الحيران نتج عنه استشهاد أحد أفراد عائلة أبو القيعان عام 2017، وهذا بالطبع شكل دافعًا وتحفيزا لسلوك مقابل تمثل في فعل منفذ العملية أمس".

ويزيد "ضيف سند": "الاعتداءات المستمرة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، ولدّت أيضًا قناعات لدى قبائل وجماعات في النقب بضرورة المواجهة، بعد سنوات طويلة من الانخراط في فكرة التعايش مع المؤسسة الإسرائيلية".

نهج ممتدّ..

الخبير في الشأن العسكري واصف عريقات، يذهب إلى "التأكيد بأن السلوك الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني بشتى مواقع تواجده يقوم على قاعدة رفض التعايش بالمطلق، ما تسبب في دائم الأحيان لحدوث التصادم".

ويؤكد "عريقات" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "العمليات العسكرية لم تتوقف يوما، وهي نهج متبع وممتد، يلجأ إليه الفلسطينيون حيثما أمكنوا وكلما اقتضت حاجتهم، وتتصاعد بحسب الظروف".

ويُنبه إلى  أن سلطات الاحتلال لم "تضع خيارا آخر لسكان النقب في ظل رفض التعايش ومنح حقوقهم".

قراءة إسرائيلية خاطئة..

يضيف إليه الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، أسباب أخرى تولدت عن السلوك الإسرائيلي ودفعت بالحالة نحو الانفجار، تحديدا ما "يتمثل في التقدير الإسرائيلي الخاطئ لسلوكه في مناطق النقب والنتائج الممكنة والمتوقعة عنه".

ويعتقد "الشرقاوي" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أن سلوك إسرائيل من التهويد والاضطهاد أشعل فتيل الغضب وزاد من روح التحدي لدى شباب يأس من واقعه، ولم يكترث الاحتلال لتطلعاته الوطنية والإنسانية، فكانت النتيجة بعملية أبو القيعان، ومن قبله الشهيد سند الهربد برهط".

خطورة هذه النتائج بحسب "الشرقاوي"، تتمثل في إخفاق إسرائيل بمختلف مستوياتها "الأمنية والسياسية والعسكرية" من تقدير صائب للأحداث، وهذا يشير لعجز متوقع في قدرتها على فهم وتبنأ مآلات ما سيجري في النقب مستقبلا.

كما أنّ القراءة الخاطئة تشير أيضًا إلى فقد ضابط الإيقاع في فهم العلاقة بين هذه المؤسسة ومكونات النقب، التي بدأت تفقد تدريجيا سيطرتها على  الجيل الجديد، أي "لا قدرة على التدجين بعد اليوم".

من جهته، يقول رئيس التجمع الديمقراطي الفلسطيني بالداخل المحتل جمال زحالقة، إنّ السياسات الإسرائيلية قائمة على توجهات دولة وليست حكومة، وتتمثل بـ "محاصرة الوجود الفلسطيني، تحديدا في النقب والقدس وصولًا لتهويد الأرض".

ويُبيّن "زحالقة" لـ "وكالة سند للأنباء" أن كل الآمال التي عقدت على حكومة نفتالي بينيت بأن "تكون أرحم من سابقاتها تبددت"، وكل الرهان لا أساس له من الصحة، مؤكدًا أنها تفعل ما فعلته الحكومات السابقة.