الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

قراءة سياسية عسكرية لمضامين خطاب "السنوار"

حجم الخط
رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار
غزة- وكالة سند للأنباء

فجرّ رئيس حركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، مجموعة من العناوين السياسية في خطابه الأخير، ليفتح الباب أمام مصراعيه تجاه مراحل مستجدة في عمل الحركة منذ نشأتها، بحسب مراقبين ومحللين.

"السنوار" الذي هددّ بفتح ممر مائي "شاء من شاء وأبى من أبى"، لوَّح بفتح ساحة البحر شرقا وغربا وما بينهما من اتفاقات ومناورات دولية تجاه الغاز، كما وضع آلاف الكنس اليهودية حول العالم، أمام استراتيجية المواجهة المفتوحة، واضعا مفجر الصاعق بيد حكومة "بينيت" للتنفيذ، وفقا لمراقبين.

ويجمع مراقبون في أحاديثهم الخاصة بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ خطاب "السنوار" دشنّ لمرحلة رفع فيها سقف المقاومة عاليا، ولمح فيها لقدرات جديدة للمقاومة ومحورها في الساحات المختلفة، تؤسس لمعركة بحرية وبرية مشتركة إذا ما تعذرت الاستجابة الإسرائيلية.

"استراتيجية البحر"

أستاذ الإعلام بجامعة بير زيت، نشأت الأقطش، يركزّ في حديثه لـ "سند" بشكل أساسي على المحور المرتبط برفع الحصار، وما صاحبها من لغة حاسمة لـ "السنوار" تجاه فتح البحر المائي، مستندا لمعلومات دقيقة وصلت إليه حول رغبة إسرائيلية فعلية للتوصل لهدنة مع حركة "حماس"، بالتزامن مع تحركات إسرائيلية وإقليمية لتوقيع اتفاقات مرتبطة بالغاز المكتشف شرق المتوسط.

"معادلة الغاز تفرض على إسرائيل تحديا حقيقيا تجاه ما يمكن فعله من محور القدس كما وصفه "السنوار"، وهو يعني إشراك أكثر من جبهة قتالية ستؤثر في نهاية المطاف على المتوسط شرقا تجاه ما يحتويه من كنز وتهديد يتجاوز في بقعته المساحة الإقليمية كذلك"، بحسب "الأقطش".

ويعدّ "الاقطش" هذا الخطاب متغيرا استراتيجيا في خارطة "حماس" السياسية والعسكرية، التي تنذر بمرحلة انتقالية جديدة، يضاف لها تهديد الكنس الذي يعبر عن مرحلة جديدة "مكلفة وصعبة على كلا الطرفين".

المؤشر الـأهم في الخطاب بالنسبة لـ "لأقطش"، يتمثل في تجهيز "السنوار" لـ "حماس" كزعيم مقبل للقضية الفلسطينية، مستشهدا بربطه لجغرافيا فلسطين بالتهديد السياسي، ورغبته في قيادة الداخل والخارج من جهة ثانية، عبر التأكيد على فتح ساحات المواجهة المختلفة.

كما أنه يضع بوارج الغاز الأوروبية والاتفاقات الإسرائيلية والمنطقة برمتها باتت في مرمى "السنوار" وبين إشارة من يديه، وهذا يعني انتقالا محوريا في معادلة الصراع، يضع فيها الرجل الجميع أمام مسؤولياتهم بقوة الواقع، كما يشير "الأقطش".

ويستكمل "ضيف سند" أنه في ضوء ما سبق، فإن المرحلة القادمة تتسم بـ "الحسم" كأحد أهم عناوينها، "فإما نذهب لحرب مفتوحة لا ندرك نتائجها، أو الإذعان لشروط المقاومة كاملة".

رفع السقف

أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، رائد نعيرات، يقرأ في الخطاب رفعا كبيرا لسقف المقاومة، "في مؤشر يعبر عن متغير استراتيجي كبير في خطاب وعمل المقاومة".

ويقول نعيرات لـ "سند" إن التهديد بفتح ساحات خارجية يمثل متغيرا في الاستراتيجية من جهة، ومتغيرا في مسار الأحداث ونتائجها الممكنة من ناحية ثانية.

ويستطرد بأنّ خطاب "السنوار" يمهد لأبعاد خطيرة ومهمة، أبرزها فلسفة المواجهة متعددة الجبهات.

بين شقين

الخبير في الشأن الإسرائيلي، اللواء واصف عريقات، يستبعد حرباً واسعة في المنظور القريب، لأسباب مختلفة في بنية صناعة القرار الإسرائيلي في شقيه الأمني والعسكري من جهة، وبيئة القدرة القتالية من جهة ثانية.

ويوضح عريقات لـ "سند" أنّ القيادة الإسرائيلية الحالية رغم "يمينيتها المتطرفة وميلها للعدوان العسكري أكثر من سلفها بينامين نتنياهو؛ لكنها غير منسجمة في تركيبتها، وليس سهلا عليها اتخاذ قرار عدوان موسع، لكنه يبقى احتمالا قائمة تجاه إمكانية دفعها لارتكاب حماقة تجاه التصعيد.

ويقول إن القدرة التدميرية لإسرائيل متحققة، غير أنها " لا تستطيع تحقيق إنجازات أو انتصارات كما كانت في السابق، فهي اختلفت في عقيدتها القتالية التي ترتكز على الحرب الخاطفة والعودة، والقتال في أراضي الغير وتحييد الجبهة الداخلية".

ويذكر "عريقات" أنّ القدرة العسكرية الإسرائيلية على تحقيق الإنجاز، لم تعد قائمة، "بل خلافا لذلك أصبحت تجلب الأزمات للمجتمع والدولة على حد سواء".

ويوضح أن تجربة الحرب الأخيرة على غزة، صوّرت مشهدا مرعبا لمفهوم الجبهات المتعددة، ترجم في ضآلة ومحدودية الرد الإسرائيلي على قصف "حزب الله"، في مؤشر واضح على التخوف الإسرائيلي من تحقق هذا السيناريو.

ويزيد "عريقات" بأن "تحقيق الإنجاز يحتاج لثمن باهظ، وهذا يحتاج لقرار قيادي استثنائي وجريء، ولا يملك مسؤول إسرائيلي يمكنه أن يتحمل ثمن اليوم الثاني من اتخاذ قرار الحرب الموسعة".

وأمام مجمل هذه الأسباب، يبقى هذا السيناريو يمثل حالة رعب مستقبلية لإسرائيل، دون أن يغلق احتمال إمكانية وروده في المدى المنظور، بحسب "عريقات".

ويستكمل "ضيف سند" بأن إسرائيل ستلجأ إلى حروب الجيل الرابع والخامس المعروفة بـ "الحروب الناعمة"، عبر تصدير الأزمات للعدو والعمل على تآكله من داخله، كأقصر الطرق وأقل الأثمان، بحسب قوله.

وقود التحرك

"إدراك القيادة الإسرائيلية لمخاطر السيناريو السابق، سبب رئيسي للتحرك الأمريكي عبر مسؤول المخابرات الامريكية الذي يزور المنطقة حاليا" وفقًا للخبير في الشأن الإسرائيلي والمحاضر بجامعة القدس المفتوحة، سعيد زيداني.

ويقول "زيداني" لـ "وكالة سند للأنباء"، إنّ المؤسسة الإسرائيلية تتوجس كثيرا من معركة تشارك فيها أطراف مختلفة تحديدا "حزب الله، وفصائل المقاومة بغزة، وقوى من سوريا بدعم إيراني".

ويوضح أن إسرائيل تحسب حسابا لمثل هكذا سيناريو، مع تعدد القواعد الإيرانية في سوريا، وتمدد القوى التابعة لها في ساحات مختلفة بالمنطقة، و"تتحرك مع الأمريكان مع هذا التهديد، خاصة مع تعرض مصالحها لهجمات صاروخية".

وعليه، فإن إسرائيل تبحث عن تحالف استراتيجي مدعوم من واشنطن، للتعامل مع هذا السيناريو، وعلى رأسه إيران التي تعدها رأس هذه الحالة، بحسب "زيداني".

"رغم ذلك، لن تعمل إسرائيل لفتح حرب شاملة من هذا النوع دون موافقة أمريكية مباشرة، وهذا ليس محتملا في المستقبل المنظور، نظرا لانشغالات البيئة الداخلية في مناطق التوتر سوريا ولبنان وغزة"، يقول "زيداني"

ويختم "ضيف سند" بأن استبعاد إسرائيل لهذا السيناريو، لا يعني أنه ليس هاجسا بالنسبة لها، وما يفسر ذلك هو تعزيز تحالفاتها الاستراتيجية مع واشنطن، وبعض الدول الغربية التي يمكن أن تستخدم قواعدها في الخليج.