الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

التهديدات الإسرائيلية للبنان.. زوبعة في فنجان أم طريقٌ للحرب؟

حجم الخط
تقرير لبنان
رام الله/ بيروت – وكالة سند للأنباء

ازدادت في الآونة الأخيرة حدة التوتر في جنوب لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة، خصوصًا في ظل استمرار ما تصفه "إسرائيل" باستفزازات عناصر حزب الله اللبناني لمنظوماتها الأمنية والسياسية.

بدأت هذه "الاستفزازات" في آذار/ مارس الماضي، حين تسلل شخص من لبنان إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وزرع عبوة ناسفة على طريق "شارع 65" وفجّرها ما أدى لإصابة مستوطن بجروح خطيرة، وحينها اتهم مستشار "الأمن الوطني" الإسرائيلي تساحي هنغبي، حزب الله بالوقوف خلف العملية.

وفي مطلع يونيو/ حزيران الماضي شهدت منطقة كفر شوبا على الحدود اللبنانية الفلسطينية، توتر بين شبان لبنانيين والجيش الإسرائيلي، حين أزال الشبان أسلاكاً شائكة وضعها الاحتلال، وردموا نفقًا في المنطقة، وهاجمهم الأخير بقنابل الغاز السام والرصاص المعدني.

وليس انتهاءً بإقامة عناصر الحزب خيمتين في مزارع شبعا المحتلة في 21 يونيو الماضي.

قوبلت هذه الأعمال بتهديدات من المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي، أبرزها حين أجرى وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يواف غالانت، جولة على الحدود الشمالية مع لبنان، وهدد خلالها بإعادة لبنان إلى "العصر الحجري"، حال جرت مواجهة مع تنظيم حزب الله اللبناني، في الثامن من أغسطس / آب الجاري.

بين استفزازات حزب الله وتهديدات الاحتلال، تبقى تساؤلات مطروحة حول تداعيات هذه التصرفات وأسبابها، ومدى جدية التهديدات الإسرائيلية، وما الذي يمكن أن تؤول إليه الأمور في الأيام القادمة؟

توزان الرعب

في ضوء ذلك، يوضح المختص في الشأن الإسرائيلي محمد علان دراغمة، في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن "غالانت" ليس أول مسؤول عسكري أو سياسي إسرائيلي يطلق تهديدات لحزب الله ولبنان، فهذا الأسلوب استخدمته "إسرائيل" عدة مرات بعد حرب لبنان 2006.

ويرى "دراغمة" أن التهديدات الإسرائيلية مقابل عدم تنفيذ أي فعل ضد حزب الله، خاصة بعد إقامة خيمه في مزارع شبعا، وسلسلة استفزازات عناصره على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، فيه مؤشر على أن الحزب استطاع خلق نوع من توزان الرعب مع الاحتلال.

ويُبيّن أن الاحتلال أقرّ بامتلاك حزب الله كم هائل جدًا من الصواريخ الدقيقة، فقد سرّبت جهات عسكرية إسرائيلية معلومات، بأنه في الأيام الأولى من أي حرب مع حزب الله، سيتم إطلاق حوالي 6000 صاروخ على "إسرائيل"، ثم سينخفض العدد إلى ما بين 2000-1500 صاروخ في اليوم.

ويلفت إلى أن التوقعات تشير لوجود مئات القتلى الإسرائيليين بفعل هذه الصواريخ، ناهيك عن خشية تضرر البنية التحتية الإسرائيلية، خاصة قطاعي الاتصالات والكهرباء، الذي يعد الأخطر لأنه سيعكس نفسه على القطاعات الأخرى التي تعتمد في تشغيلها على الكهرباء.

ثمن كبير!

ويقول "دراغمة"، إن الاحتلال يعترف بطريقة غير مباشرة بأن حزب الله استطاع تحقيق نوع من توزان الرعب، ولكن هذا لا ينفي أنه لن يطبق نظريته بإعادة لبنان للعصر الحجري، لأنه يمتلك قوة تدميرية هائلة".

ويردف أنّ الاحتلال يقصد ما يقوله في تهديداته، فهو يعتمد على القوة التدميرية التي يمتلكها سلاح الجو الإسرائيلي، وقد يدمر البنية التحتية والجسور ومعالم لبنان، إلا أن ذلك لن يكون هذه المرة بدون ثمن كبير.

ويتابع: "حزب الله قبل العام 2006 ليس كما بعدها، من حيث القوة العسكرية، بدليل أن استفزازات عناصره لم تلق أي رد إسرائيلي، وأكبر مثال على ذلك، "عملية مجدو" النوعية التي نفذها الحزب في قلب دولة الاحتلال، ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعملية نوعية داخل حزب الله".

حرب دموية

ويشير المختص في الشأن الإسرائيلي، إلى أن حجم الخسائر في أي مواجهة قادمة بين حزب الله والاحتلال سيكون كبيرًا للطرفين، لأن حزب الله يبني ترسانة صواريخ منذ العام 2006، بدعم إيراني غير محدود، وجيش الاحتلال يمتلك قوة تدميرية كبيرة، وبالتالي ستكون "حرب دموية".

ورغم وجود فارق كبير بين قوة الاحتلال الذي يمتلك سلاح الجو وبقية المقدرات العسكرية، وبين حزب الله، إلا أن الأخير لديه ما يكفي من أدوات كي يوجع "إسرائيل"، وفقًا لـ "دراغمة".

وينوّه إلى أن الميزة الجديدة التي أحدثتها المقاومة سواء في لبنان أو قطاع غزة، هي نقل المعركة إلى داخل دولة الاحتلال، التي باتت تحسب حساب لأي مواجهة قادمة حتى مع قطاع غزة الذي تعد قدراته محدودة جدًا قياسًا بقدرات جيش الاحتلال.

سيناريوهات الحرب

من جهته يقول الخبير العسكري اللبناني أمين حطيط، لـ "وكالة سند للأنباء"، إن "إسرائيل" تملك قوة عسكرية تمكنها من تنفيذ ثلاثة سيناريوهات، إما القصف التدميري الشامل بقصف المنازل والبنية التحتية واتباع استراتيجية ما تسمى "نظرية الضاحية" دون احتلال، أو تنفيذ عملية احتلال مع تدمير انتقائي، أو احتلال مسبوقًا بقصف تدميري.

ولكن يستدرك "حطيط": أنه هل بإمكان "إسرائيل" تنفيذ تهديداتها أو ما تخطط له، وتتجنب ردة الفعل من المقاومة اللبنانية؟".

ويرى أن "إسرائيل" تعلم جيدًا أن المقاومة في لبنان بإمكانها أن تنزل بها من الخسائر ما يشطبها عن خريطة الشرق الأوسط، في حال توقف الأمر عند المقاومة من لبنان، فكيف سيكون الحال إذا تحرك محور المقاومة بكل مكوناته؟

ويُكمل: "هنا ستكون المسألة وفق لما هدد به السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، واسعة النطاق والحرب التي ستغير وجه المنطقة، ووجه المنطق المتغير بعد حرب شاملة يعني خروج "إسرائيل" من خريطة المنطقة".

ويعتقد أن وضع التهديد الإسرائيلية موضع التنفيذ سيكون بموجب قرار انتحاري يقوده إلى تهديد وجود "إسرائيل" بذاته على المحك.

سقوف المواجهة

ويوضح الخبير العسكري اللبناني أن المواجهة القادمة ستكون تحت أسقف ثلاثة، الأول هو التحرك اللبناني المحض دون تدخل محور المقاومة مطلقًا، وهذا يشبه إلى حدٍ ما حرب تموز 2006، ولكن بشكل موسع.

وفي هذا التحرك سيشمل الاستهداف الإسرائيلي كل لبنان، بحيث تدخل البنية التحتية اللبنانية في إطارها والجيش اللبناني أيضًا، في المقابل، ستغطي المقاومة بصواريخها العادية والدقيقة كامل فلسطين المحتلة.

أما السقف الثاني، فهو اللبناني الفلسطيني، أو ما يطلق عليه "محاور الاتصال المباشر بفلسطين المحتلة"، وتشتعل بموجبه ثلاث جبهات، واحدة في الشمال مع جنوب لبنان، والثانية في الجنوب مع قطاع غزة، والثالثة وهي المهدد الأكثر الذي تخشاه "إسرائيل" جبهة الضفة الغربية، التي تتحرك في اتجاه فقد الاحتلال السيطرة عليه.

وأخيرًا، سقف الحرب الشاملة وهي حرب الوجود العام، وهنا ستتدخل كامل مكونات محور المقاومة من الشمال إلى الجنوب دون استثناء، فكل من يعتبر نفسه مكون من مكونات محور المقاومة سيشارك في الحرب، وبالطبع ستكون إيران في طليعة هذه الدول.

ويختم "حطيط" حديثه بالقول: "أعتقد إنها ستكون الحرب الأخير التي ستخوضها إسرائيل".