الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

من ضيق الأسر والإبعاد إلى فسحة القرآن..

خاص بالفيديو أسيران محرران من الضفة يسردان القرآن على جلسة واحدة في غزة

حجم الخط
حافظون للقرآن الكريم
غزة - إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

بين أسوار القمع وظلم الاحتلال، أشرقت شمس الإيمان والأمل من داخل زنزانتهما، حفظا القرآن الكريم داخل المعتقلات الإسرائيلية، فالقيود لم تستطع قمع شوقهم للحرية، ولم تسلب منهما الروح الحرّة التي تجوب بين آيات الله.

كانت كلمة الله تأتي إليهم كرسالة من السماء، تحمل لهما قوة لا تضام وعزيمة لا تلين، بينما الاحتلال يسعى لكبح إرادتهما وكسرها، ازداد إصرارهما على تحقيق النجاح وترسيخ رابطتهم مع القرآن.

الأسيران المحرران في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، والمبعدان إلى قطاع غزة، أمين يوسف نعيم الطل من مدينة الخليل، وزيدان محمد سعيد زيدان ضمن الساردين لكتاب الله عز وجل على جلسة واحدة في مشروع "صفوة الحفاظ 2".

وبدأ فجر اليوم الثلاثاء، 1471 حافظًا وحافظةً في قطاع غزة سرد كتاب الله كاملًا على جلسة واحدة، ضمن مشروع صفوة الحفاظ "2" الذي أطلقته دار القرآن والسنة.

"أعيش مع القرآن"..

في وجه التحديات والقيود، برز الصمود كشعلة لا تنطفئ بحفظ القرآن داخل سجون الاحتلال التي أصبحت وسيلة لتحدي القهر وتوحيد الصفوف، حيث جسدت كلمات الله الرحمة والإرشاد في عالم القمع والعذابات.

يقول السارد لكتاب الله والأسير المحرر زيدان محمد سعيد زيدان لـ "وكالة سند للأنباء"، "أُبعدت إلى غزة التي شملتني بدفئها، وقوتها على تخريج أجيال حافظة لكتاب الله عز وجل".

"أنا كنت عايش مع القرآن مش القرآن عايش معي"، هذا القول ينبض بعمق التجربة ويحمل في طياته رسالة قوية عن قوة الإيمان والتصميم في مواجهة أصعب الظروف، يقول: "بدأت منذ نعومة أظافري وحتى أيام السجن بحفظ القرآن الذي أصبح هو جزءٌ من رحلتي، وهو النور الذي استمدت منه القوة والإرادة، وبرز حفظ القرآن كرفيق لا يتركني وسند يدعمني كما فعلت غزة وأهلها".

ويضيف، غزة تلك الأرض الشجاعة التي تعلمنا دروس الصمود والتضامن، كانت لنا ملاذًا لنمو حبك للقرآن وفهم أعمق لمعانيه. عندما تتأمل في تلك الرحلة، تشعر بقيمة الدعم المتبادل وقوة الروح المجتمعية التي تدفعنا للأمام في وجه أصعب التحديات.

ويوضح "زيدان"، أنه وسط تعاظم المشاهد البعيدة عن الاخلاق والدين حول العالم، تظل غزة تعكس معانيها الحقيقية من خلال قصتها وصمودها في تخريج أجيال حفظة لكتاب الله عز وجل.

ويأمل، أن تعم صورة سرد القرآن الكريم العالم بأسره ليست فقط في قطاع غزة، موضحًا أن القرآن هو كنز من الحكمة والرحمة، وصورة سردها تكون نافذة نحو عالم من الخير والتفاؤل.

ويُشير "زيدان" إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال حافظون لكتاب الله، ويحملون شهادات بالقراءات المختلفة، والسند المتصل، ومنهم من سرد سيرة رسول الله غيبًا كما سرد القرآن اليوم بغزة.

"أفضل ما قدمته بالسجن هو حفظ القرآن"..

السارد لكتاب الله والأسير المحرر أمين الطل من حارة المسكنة في بلدة الظاهرية جنوب الخليل، له سبعة أشقاء و5 شقيقات، واعتقل عام 1999 حيث حكم عليه بالسجن مدى الحياة، أمضى منها 12 سنة في الأسر، ثم أبعد على قطاع غزة في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.

يقول "الطل" لـ "وكالة سند للأنباء"، بدأت الرحلة القرآنية في طفولتي بمساجد بلدتي، ثم أكملت الحفظ عندما دخلت السجن وأتممته كاملًا، موضحًا أن السجن فيه وقت فراغ ومتسع كبير للمراجعة والتثبيت.

ويؤكد "الطل"، أن حفظ القرآن هو مشروع لنهاية العمر، فالإنسان عندما يحفظ الكتاب ليس مشروعًا مؤقتًا بل هو عبادة باقية وأجرها متجدد.

ويُشير إلى أن سرد القرآن على جلسة واحدة تجربة جديرة أن تنقل للعالم لأنه مشروع صفوة ومراجعة سرد القرآن على جلسة هو من وسائل تثبيت القرآن، ووسيلة للدعوة لحفظ كتاب الله وتطبيقه عمليًّا.

ويختم "الطل" بقوله إن أفضل ما قدمناه داخل السجن هو حفظ كتاب الله، داعيًا الأسرى في السجون إلى الاستمرار والمواظبة على حفظ القرآن وتعلمه وتثبيته.