الساعة 00:00 م
الأربعاء 03 يوليو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.78 جنيه إسترليني
5.32 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.05 يورو
3.77 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

غزة.. حرب "إسرائيل" العدوانية تطال الأجنة في بطون أمهاتهم

أنيسُ الحرب..

خاص بالصور والفيديو بقلوبٍ مُضمَّدة.. 72 حافظة لكتاب الله يسردنه على جلسة واحدة

حجم الخط
السرد القرآني في دير البلح
غزة - فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

في يوم مُلئ بالبهجة والمباهاة، يوم الجمعة الثامن من شهر ذي الحجة وهو ما يُعرف بيوم "التروية" الذي يسبق يوم الحج الأكبر "عرفة"، امتثلت 72 حافظة لكتاب الله الكريم من مخيمات النزوح في منطقة دير البلح، لسرد القرآن الكريم كاملاً على جلسة واحدة، أو أجزاء منه، في مشهد عظيم مَن الله على صاحباته بأن تخللت جنبات القلوب فيها آيات تُتلى وخلقٌ تجلى.

وفي هذا اليوم، التقت مراسلة "وكالة سند للأنباء"، بعشرات الحافظات اللاتي أبدَين فرحةً استوطنت قلوبهنَّ رغم ما سكنها من ألم الحرب ومرارة الفقد والنزوح.

السرد القرآني في دير البلح  (2).jpeg

"كالغريق الذي وجد قارب النجاة"..

أسيل ماهر عريف، ساردة للقرآن الكريم على جلسة واحدة في 4 ساعات للمرة الخامسة، أبت إلا أن تحضر مجلس السرد رغم ما تعرضت له من حروق شديدة في الوجه واليدين وباقي أعضاء الجسم، جراء استهداف الاحتلال لمنزلها في شارع اليرموك بمدينة غزة مطلع الحرب على القطاع.

تصف "عريف" لمراسلتنا حالها بـ"المطمَئن، كالغريق الذي وجد قارب النجاة"، فرغم النزوح المتكرر من مستشفى الشفاء إلى دير البلح، ثم إلى خانيونس ورفح والآن في الزوايدة، إلى أنها سارعت للالتحاق بركب الساردات لمرتها الخامسة.

وتُرجِع ضيفتنا، حرصها في الإقبال على هذا اليوم المهم هو معلمتها الشهيدة شيماء الزميلي، والشهيدة صبحية أهل التي استمعت لسردها القرآن على جلسة في يوم "صفوة الحفاظ ١"؛ لتوهب حروف القرآن عن أرواحهم.

وبدمعات بدأت تنساب من عينيها تقلو: "هذا السرد مختلف عن كل عام، مليء بالفقد ومليء بالدموع، أصدقاء القرآن الذين فقدناهم في هذه الحرب وكنا نعرف أنهم لو كانوا هنا سيكونون معنا يبحثون عن مجالس القرآن للالتحاق بها".

تلاوة تحت الأنقاض..

وعن بركة القرآن وإتقانها له تحدثنا "عريف" عن لحظة انتشالها من تحت الأنقاض بعد استهداف منزلهم في شارع اليرموك، حيث شرعت بسرد القرآن من سورة الفاتحة حتى سورة النساء – الجزء الخامس حتى تضميد جروحها في مجمع الشفاء الطبي.

وتتابع: " نحن نعيش مع القرآن في جميع لحظاتنا، فقد نضطر للخروج دون إحضار مصاحفنا معنا، أفلا يكون القرآن في صدورنا نردده كل حين"؟

السرد القرآني في دير البلح  (1).jpeg
 

"أنيسنا في الحرب"..

أما عن الساردة صاحبة الخُلُق الرفيع، والصوت المُبكي، أنوار الجمَّال لم تترك للحرب مجالاً أن تتمكن منها ومن عائلتها، سواءُ ما تمثل بنزوح من البيت أو حزن عليه بعد قصفه، أو حتى مرارة الخيمة التي تلاحق كل أهل غزة.

تقول "الجمَّال" لمراسلة "وكالة سند للأنباء" :"نحن نعيش هذه الحرب وإن غدونا نُحدِّث فلا نقول إلا أننا والله راضون بقضاء الله، ثمة رضا قذفه الله في قلوبنا".

وتتابع "نزحنا من البيت في الشجاعية، لكن الأنيس في هذا الطريق هو القرآن، أخال يقيناً بأنني كنت سأفقد عقلي أو الدخول في حالة نفسية واكتئاب لو لم أكن مع القرآن، لذلك أدعو الله أن يغفر لي كل ذنب يمكن أن يسلبني هذه النعمة".

أما عن حروف القرآن، فتُتمعنا "أنوار" بحديثها "تأتي الآيات ونحن في أوج الضر، كالبلسم تهدئ من روعك هنا وتجيب سؤالاً هنا، والأصل أن يكون هدايةً، شفاءً، رواءً أياً كانت المحطة في الحياة، وذلك لمن اتخذه صاحباً".

"بركة الوالدين الصالحين"..

وتُرجع ضيفتنا بركة الشروع في هذا الطريق إلى " نعمة الوالدين الصالحين" اللَّذين كانا يأخذان بأيديها وإخوتها إلى المساجد وإلى حفظ كتاب الله.

هذه ليست المرة الأولى لـ"أنوار" التي تسرد كتاب الله فيها، إنما المرة الخامسة في ثلاثة سنوات، بدأتها مع نفسها فردياً في يوم ميلادها، وتلا ذلك مشاركتها في مشروع "صفوة الحفاظ" بسنواته جميعاً، وكما أكرمت نفسها بحفظ القرآن، فقد أكرمها الله برحلة للعمرة كونها إحدى الساردات المتقنات.

واستكمالاً لما سبق، تُحدثنا "أنوار" عن أعظم رحلة كانت في حيتها وهي رحلة العمرة، التي لم تسعها الفرحة حينها بأن سردت كتاب الله الكريم كاملاً في مكة المكرمة، ومرة أخرى في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما عن الصحبة الصالحة فهي سبب رئيس وراء استمرار "أنوار" في طريقها مع القرآن وتصفها لنا بأنها كـ"البلسم الشافي الذي يأخذ بأيدينا إلى الجنة".

وفي خيمة النزوح ورغم الانشغال أحيت أنوار مشروع حفظ القرآن الكريم مع أفراد من عائلتها، وحافظات من الخيام المجاورة، للعيش مع القرآن والأُنس به في جميع الظروف وأحلكها.

السرد القرآني في دير البلح  (4).jpeg