ينتقل الإنسان في فترة النوم من مرحلة الوعي إلى اللاوعي، ويفقد فيها وعيه بما يدور حوله، لكنه لا ينقطع عن العالم الخارجي بصورة تامة.

استفاد العلماء في استغلال مرحلة نوم الإنسان واستطاعوا نقل بعض الأفكار إليه، والأمر نفسه مع الطفل، حيث يمكن أن يفيد الحديث معه منذ أن يكون في رحم الأم.

هل يسمع الطفل أثناء نومه؟

ذكرت أبحث عِدة أن الطفل يسمع أثناء نومه، لافتةً إلى أن حاسة السمع تتطور أثناء وجود الجنين في رحم الأم، إذ يستطيع تمييز صوتها أولاً، ثم صوت الأب.

ويتأثر الجنين بما يسمعه في الخارج، فعندما تبكي أمه يبكي مثلها، ويتأثر حين تفرح وتضحك ويشعر بالسعادة، ويعبر عن ذلك بزيادة حركته داخل رحمها بالركل بقدميه الصغيرتين.

ما المشاكل التي يساعد الهمس للطفل أثناء نومه في حلها؟

• يمكن علاج الطفل من مشكلة التبول الليلي، أي السلس البولي الذي تكون غالبية أسبابه نفسية.
• ويساعد الهمس الطفل في التخلص من مشكلة الخوف من الغرباء أو الخوف من الذهاب إلى المدرسة.
• ويمكن معالجة مشكلة التأتأة ومشاكل النطق التي غالباً ما يكون سببها نفسياً.
• كذلك يساعد ذلك في معالجة غيرة الطفل من المولود الجديد، عن طريق الحديث الهامس معه.
• يمكن حل بعض مشاكل التعلم لدى الطفل بقراءة آيات قرآنية، أو حفظ جدول الضرب على مسامع الطفل أثناء نومه، وتنبيه الطفل لحفظها مثل أن تردد الأم بعد قراءة جدول الضرب: أحمد تلميذ شاطر يحفظ جدول الضرب وهكذا.
• كذلك بإمكان الهمس مساعدتك في التخلص من التصرفات غير المقصودة التي تقومين بها، وتضعف شخصية طفلك.

كيف أبرمج طفلي إيجابية من خلال الهمس؟

يمكن للأم أن تتبع الخطوات الآتية بالتحديد، حيث إن الطفل أثناء نومه يكون العقل الواعي لديه يغط في نوم عميق، فيما يكون العقل اللاواعٍ أو العقل الباطن مستيقظاً وصاحياً، ويمكن استغلال هذه النقطة جيداً.

فبوابة العقل اللاواعي سوف تكون جاهزة، ومفتوحة تماما للاستقبال، ويمكن للأم برمجة الطفل بما تريد من أخلاق وسلوكيات، أو إدخال أي معلومة تريدها لتحسين مستوى الطفل الدراسي مثلاً.

فيمكن للأم أن تهمس في الأذن اليمنى للطفل بطريقة محاكاة العقل اللاواعي بأن تقول له: أحمد تلميذ ذكي، أحمد يحب الحليب، أحمد يساعد إخوته الصغار، أحمد يحب أخته المولودة حديثاً، وهكذا.

وتلاحظ الأم في الصباح الباكر أن الطفل قد استطاع أن ينفذ كل ما قالته له أثناء نومه، لأن الطفل بكل بساطة لا يملك نظام الفلترة، أي أنه يقبل بكل سهولة ما يتم طلبه منه خصوصاً في مرحلة اللاوعي.

ويجب أن تلاحظ الأم أن الطفل يستجيب للحديث الهامس معه أثناء نومه في حال قد نشأ في بيئة متحابة فهو لا يمكن أن يستجيب للأم وهي في عراك دائم ومشاكل مع الأب، حتى لو كانا في غرفتهما.

تكون حاسة السمع مرهفة جداً لدى الطفل، وقد يتخذ من النوم وسيلة للهروب وليس لسماع الأوامر، وبالتالي نجد أن الطفل الذي ينشأ في بيئة مفككة قليلاً ما يستجيب للحديث الهامس معه أثناء نومه.

وعلى الأم ألا تتخذ أسلوب النهي لكي تردده على مسامع الطفل أثناء الهمس له أثناء نومه، فيجب أن تقول مثلاً إن ليلى هادئة وذكية ولا تقول: ليلى لا تتعصب، ليلى لا تخاف، فالعقل اللاواعي لا يسمع النفي إطلاقاً.

ما مدة الحديث الهامس مع الطفل؟

• يجب أن تبدأ الأم الحديث الهامس مع الطفل وهو في الرحم وحتى سن 15 سنة.
• ويلاحظ أن أقوى وأسرع برمجه للعقل اللاواعي للطفل، تبدأ من الولادة حتى سن سبع سنوات.
• ويجب على الأم تكرر العبارات الإيجابية ثلاث دقائق كل مرة، ولمدة 14 يوماً متتالياً للحصول على نتائج رائعة.