الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

فسيفساء القدس.. عرضٌ مسرحيّ يأخذُ الحضور في رحلةٍ إلى أروقة البلدة القديمة

حجم الخط
فسيفساء القدس
القدس - فرح البرغوثي - وكالة سند للأنباء

في مدينة القدس، ينطقُ الحجر، وتُستنشقُ رائحة التاريخ، وتعودُ عجلةَ الزمن إلى الماضي، لتجدّ نفسكَ تعيشَ قصةَ نسيجٍ اجتماعي بأشخاصها وتقاليدها وموسيقاها، في مزيجٍ بين الفن المسرحيّ وتاريخ المعالم القديمة.

"فسيفساء القدس"، عرضٌ مسرحيٌّ مُبتكر، يجوبُ أروقة البلدة القديمة في المدينة، ويستمد إلهامه من تفاصيلها التاريخية والدينية، حيثُ عُرِضَ على مدار الأيام الماضية، فاسحًا للجمهور المجال بالتفاعل مع الشخصيات والأحداث في مواقعها الأصلية.

وتعود فكرة وإخراج هذا العرض المسرحيّ للمخرجة السينمائية جورجينا عصفور، ومن تأليف الفنان حسام أبو عيشة، وتمثيل كلّ من؛ حسام أبو عيشة وشادن سليم ونضال الجعبة وفاطمة أبو عالول ومحمد الباشا، وبمشاركة مُنسّقة الملابس روان أبو غوش، وفريق الموسيقى رائد سعيد ووائل أبو سلعوم ومؤمن أبو صبيح.

تخليدُ الروايةِ الفلسطينية..

يقول الفنان وكاتب المسرحية حسام أبو عيشة، إنّ هذه التجربةَ "فريدة وتفكير خارج الصندوق"؛ لأن الجمهور يُحاكي عرضًا مسرحيًا مُتنقّلًا، وبعيدًا عن خشبة المسرحِ.

ويُبيّن أنّ الفكرة جاءت بالتعاون مع مؤسسة "برو تراسنطا" والمسرح الوطني الفلسطيني، بهدف تأريخ المناطق السياحية في المدينة بطريقةٍ غير تقليدية، من خلال حدثٍ درامي يتَجوّل فيه الجمهور بهذه المناطق، يتعرّفون عليها ويُخلّدونها في ذاكرتهم.

ويسرد في حديثٍ ماتع مع "وكالة سند للأنباء": "من الصعب تمثيل هذا العمل على خشبة المسرح؛ لأننا بحاجة لتصوير هذه المناطق وإحضارها، وهدفنا الأساس أن يمرّ الجمهور عبر أزقة البلدة، يستنشقون رائحتها، ويشاهدون الشخصيات وهي تخرج من أماكنها في صيف وشتاء عام 1966، وربيع 1967".

ويضيف: "تهدف المسرحية لتثبيت الحقيقة الفلسطينية العربية مقابل الرواية الصهيونية، إذ يُشاهد المقدسيون يوميًا أفواجًا سياحية يتلقّون دروسًا عن التاريخ اليهودي فقط، كأنّ هذه المدينة يهودية! القدس مرّ عليها 21 حضارة، جميعها تركت أثارًا لا تزال موجودة حتى يومنا هذا، ومن الواجب معرفتها وتأريخها".

367697667_219503824408187_7143138896774128782_n.jpg
 

"رحلةٌ في الستينات"..

سبعون دقيقة تجوّل خلالها الحضور في عرضٍ دراميّ دارت أحداثه بـ 30 معلمًا من معالم القدس القديمة، ابتداءً من حارة السعدية قرب باب العامود، مرورًا بالزاوية الهندية، وبقالة أحمد السمّان، ومخبز عُودة، والكوى عبود الهندي، وجامع المئذنة الحمراء، وعقبة راهبات صهيون، وطريق الآلام، ومستشفى "الهوسبيس"، والمدرسة العُمرية، وكنيسة الجلب، وباب الملك فيصل، وباب حطة، وكنيسة الصلاحية، وانتهاءً بباب الأسباط.

ويُحدّثنا ضيفنا، أنّ أحداث المسرحية تدور حول قصة حُبٍّ في زمن الستينات، بين "صالح" الذي عادَ إلى وطنه بعد تخرجه من تخصّص المحاسبة في جامعة بيروت العربية، و"بسمة" التي تعمل مُمرضة في مستشفى "الهوسبيس".

ويقوم "صالح" بخطبة "بسمة" برفقةِ والده والمختار، في أحداثٍ وغناءٍ وموسيقى تعكسُ عادات وتقاليد الفلسطينيين عامةً، والمقدسيين خاصة.

367722170_817819963391253_2299139780704103377_n.jpg

 

367728586_664095005362148_4860368669075239689_n.jpg


وتنتهي القصّة عشية الخامس من حزيران/ يونيو عام 1967؛ فعندما يحينُ موعد الزفاف، وعلى وقعِ أغنية فريد الأطرش التي تقول: "واحنا الليلة دي كدنا الأعادي"، يبدأ الاحتلال الإسرائيلي بقصف حارة السعدية وباب حطة.

ويُكمل "أبو عيشة": "هنا يتوقف العرض، ولا يكتمل العرس؛ لأن الشعب الفلسطيني ما زال ينتظر حتى يومنا هذا اكتمال العرس الفلسطيني بالتحرير الكامل".

اندهاشٌ أمام الفسيفساء..

ويلفتُ ضيفنا إلى أن تسمية المسرحية جاءت لأن "مدينة القدس تُشبهُ لحدٍ بعيد لوحة الفسيفساء المُشكّلة من حجارةٍ بألوانٍ وأشكالٍ مُختَلفة؛ يعيشُ فيها مسلمون ومسيحيون وأقباط وأرمن ومغاربة وأفارقة وهنود وأوزبكيين ومن كلّ الجاليات الأخرى".

ويُكمل: "هذا التشكيل الجميل هو الذي يمنح المدينة المُقدّسة خصوصية، والعرض المسرحيّ يستعرّض فسيفساء اجتماعية ودينية وطبقية وسياسية في ذلك الزمن".

وبنبرةٍ مليئة بالسعادة والامتنان، يُشير "أبو عيشة" إلى أنّ "تفاعل الحضور مع العرض "كان مُدهشًا، ومليئًا بالتفاعل وإضافة الكلمات العفوية على نص المسرحية، وحتى عابريْ الطريق الذين لم يحجزوا للحضور أخذوا بالانضمام لنا".

وعُرضت مسرحية "فسيفساء القدس" خمس مراتٍ، استطاع خلالها الممثلون اجتياز التحديات والصِعاب كافة، مُخلّدين عبارة "للقدس نُغنّي، نَرقص، نُمثّل، نُؤرّخ، ونوثّق.. لها نحكي الحكاية"، وهم الآن يبحثون حول إمكانية عرضها في جولاتٍ أخرى خلال الفترة القادمة.

وعند سؤاله عن التحديات، يُجيب: "الاحتلال هو أول تحدٍ لنا، نحنُ نسير كمجموعة أشخاص يصل عددهم لمئة شخص بين ممثلين ومشاركين، فكان هناك صعوبة ودهشة لجنود الاحتلال رؤيتنا نتحرّك بهذا العدد في أماكن مٌختلفة.. لكن القدس لنا ونحنُ أصحابها".

367689363_660481366039653_5330155189332605534_n.jpg

367723911_997561104620164_1363200506745923485_n.jpg

 

367690516_283121164359926_5427732687858792986_n.jpg