الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

انتهاكات تتصاعد.. سكان التجمعات البدوية بالضفة الغربية على أعتاب نكبة جديدة

حجم الخط
عرب المليحات
رام الله - أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

في الطريق بين القدس وأريحا لن تفوتك رؤية التجمعات البدوية الفلسطينية وقد انسجمت مع المكان، فأصبحت جزءا من طبيعته، استقروا هناك بعد أن هجرهم الاحتلال الإسرائيلي من أراضيهم في صحراء النقب عام النكبة.

ويعيش سكان التجمعات ومن ضمنها تجمع عرب المليحات حياة بداوة بسيطة، يعكر صفوها ملاحقة الاحتلال لهم وسعيه لتهجيرهم، بذريعة وجودهم وعيشهم في مناطق عشوائية.

ويقع تجمع عرب المليحة على طريق المعرجات، غرب مدينة أريحا ويبلغ عدد سكانها 1200 شخص، وفق المشرف العام لمنظمة البيدر الدفاع عن البدو في فلسطين، حسن مليحات.

ويشير "مليحات" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى افتقار التجمع لأدنى الحقوق الأساسية من تعليم وصحة وخدمات وبنى تحتية ومجلس قروي، لافتًا لوجود مدرسة عرب الكعابنة الأساسية للصف التاسع ويدرس بها 100 طالب.

ولم تسلم مدرسة التجمع الوحيدة والمكونة من كرفانات، وتفتقر إلى المقومات البيئة التعليمية والصحية من اعتداءات الاحتلال وسياساته الاستيطانية، حيث أخطرت 27 مرة بالهدم، إلا أن القرار تأجل بعد رفع دعوى في المحاكم الإسرائيلية.

التجمعات البدوية.jpeg
 

اعتداءات ممنهجة

‏ذاق سكان عرب المليحات الهجرة مرتين في عام 1948، و1967، وهم على أعتاب الثالثة، إذا لم يتم دعم صمودهم، حيث يوضح "المليحات"، أنه منذ عام 2018 وأهالي التجمع يعانون من انتهاكات الاحتلال والمستوطنين اليومية.

ويستطرد: "يعتدي الاحتلال والمستوطنين بشكل يومي على أهالي التجمع أثناء رعيهم الأغنام، وهي المهنة الأساسية التي يعمل بها بدو المليحات".

وتمارس سلطة الاحتلال سياسة التطهير العرقي بحق أهالي التجمع، فيما ‏يكمل مستوطنو البؤر الرعوية دور الاحتلال في مضايقة السكان واستفزازهم بشكل يومي؛ لإجبارهم على الهجرة من المكان.

إلى جانب ذلك، يتعرض رعاة الأغنام بشكل يومي للاعتداء الجسدي والطرد من أماكن الرعي، وسرقة المواشي، ‏إضافة لتعرض طلاب المدارس للهجوم من قبل المستوطنين، وفق ضيفنا.

التجمعات البدوية بالنقب.jpg
 

وعما يتعرض له سكان التجمع، يروي لنا: "تعرض طفل عمره 10 سنوات للضرب المبرح من قبل المستوطنين، مما استدعى إلى نقله للمستشفى لتلقي العلاج، ‏إضافة لتعرض مدرسة التجمع إلى الاعتداءات بشكل متعمد".

كما يستهدف المستوطنون مدرسة التجمع، ويفسدون ممتلكاتها، وفي كل مرة يقوم الأهالي بإصلاح ما أفسدوه ودمروه، لكن المستوطنون يعاودون الكرة.

ويشير "المليحات"، لقيام المستوطنين بنصب الكمائن بجانب البيوت بالتجمع خلال الليل، إضافة إلى تفتيشات الجيش التي يقوم بها بشكل استفزازي لتفتيش السكان ومنازلهم.

ويُضيف أن المستوطنين خلال السنوات الماضية سيطروا على ما يقارب من 50 – 60 ألف دونم من أراضي تجمع عرب المليحات، الأمر الذي حرم السكان من استغلال هذه الأراضي في رعي أغنامهم.

التجمعات البدوية بالقدس.jpg
 

وفي سبيل الضغط أكثر عليهم، تتعمد سلطات الاحتلال والمستوطنين قتل المواشي في التجمع، لخلق بيئة طارد للسكان، ودفعهم للهجرة والبحث عن مصدر رزق آخر.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، حيث يجري جيش الاحتلال تدريبات عسكرية بالقرب من التجمع، دون أن يخطر الأهالي بذلك، ما يؤدي لإصابة بعض المواطنين بالرصاص المباشر، أو الإضرار بممتلكات المواطنين.

‏ويستهدف الاحتلال بالدرجة الأولى، التجمعات في منطقة في وسط الأغوار، وبالقرب من مدينتي رام الله والقدس، وفق "مليحات"، منوهًا إلى أن التجمعات البدوية شهدت 700 انتهاك منذ بداية عام 2023 حتى نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي، منهم 160 انتهى كان بحق تجمع عرب المليحات.

ويردد ضيفنا: "لا يملك أهالي التجمع سلاحا تجاه اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه سوى الصمود"، محذرا من أنّ هذه المضايقات قد تدفع أهالي التجمع إلى الهجرة، أسوة بتجمع عين سامية التي تهجرت قسرًا بسبب ضغوطات الاحتلال.

التجمعات البدوية في فلسطين.png
 

معاناة التجمعات البدوية

من جهته، يقول منسق وحدة البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي‏ رائد موقدي، إن التجمعات البدوية تتوزع بالضفة الغربية على 160 منطقة، ويعتمدون على الرعي والزراعة كمصدر أساسي لمعيشتهم، ويتخذون بيوتا من الخيش والصفيح مسكنا لهم".

ويوضح في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "يعيش أهالي التجمعات حياة معقدة في ظل انتهاكات الاحتلال المستمرة في حقهم، ومصادرة سلطات الاحتلال جزءًا كبيرا من أراضيهم".

ومنذ عام 2018 يستهدف الاحتلال تلك التجمعات بإنشاء البؤر الاستيطانية الرعوية بالقرب منها، مثل تجمعين سامية ومنطقة المعرجات في الأغوار، بهدف زعزعة الوجود الفلسطيني، والسيطرة على المراعي الفلسطينية والموارد الأساسية.

ويسعى الاحتلال لإصدار أكبر قدر من الإخطارات للعديد من المنشآت داخل التجمعات البدوية، مثل مدرسة عين الكعابنة في تجمع عين سامية التي هدمها الاحتلال، وفق "موقدي".

‏وتتبع سلطات الاحتلال سياسة إسرائيلية متكاملة تقودها ما تسمى بهيئة الادارة المدنية، من إخطارات للمساكن وتهجير للمواطنين إلى جانب البؤر الرعوية الاستيطانية التي تهدف إلى زعزعة الصمود الفلسطيني.

انتهاكات

ومؤخرًا، سيّجت سلطات الاحتلال آلاف الدونمات من مناطق رعوية كبيرة في منطقة وادي الفاو، مرورا بمنطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية، وأعلنتها منطقة مغلقة، لا يسمح الفلسطينيين باقتراب منها.

ويبيّن "موقدي" أن الاحتلال يخطط من خلال مصادرة أراضي التجمعات البدوية لربط المستوطنات القريبة من بعضها البعض، ما دفع العديد من العائلات للنزوح عن التجمعات لحماية أرواحهم.

ويلفت "ضيف سند"، لقيام قوات الاحتلال بهدم مدرسة عرب الكعابنة في تجمع عين سامية بعد إخطارها مع عدة مرات، إضافة إلى إغلاق المراعي والاعتداءات اليومية عليهم ما دفع أهالي التجمع للنزوح من أرضهم.