الساعة 00:00 م
السبت 11 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر

خاص بالصور والفيديو شاهدة على صبرا وشاتيلا.. رحاب كنعان تروي تفاصيلها المرعبة

حجم الخط
رحاب كنعنان
غزة - وكالة سند للأنباء

أكثر من أربعة عقود مرّت، لكنها لم تكن كفيلة لمحو مشاهد الرعب التي عاشتها السيدة رحاب كنعان من ذاكرتها بعد أن نجت من مذبحة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 1982.

ووافق أمس السبت (16 أيلول/ سبتمبر) الذكرى الـ 41 للمجزرة، التي وقعت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين غربي العاصمة اللبنانية بيروت، واستمرت على مدار ثلاثة أيام وليال، بمساعدة ميليشيا لبنانية مسلحة موالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وراح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى والمفقودين.

نجت رحاب كنعان من المذبحة، لكنها لم تنجو من المشاهد التي لا تزال عالقة في ذاكرتها عن تلك الأيام العصيبة التي عاشتها، فحالة الرعب والقتل التي عاشتها مع عائلتها آنذاك، تسبب بفقدانها لانها وابنتها، لتعلم فيما بعد باستشهاد الابن، أما ابنتها التي ظنت أنها استشهدت هي الأخرى، علمت بوجودها حية بعد 22 عامًا من المذبحة!

379400227_678162730915389_485986982868391510_n.jpg

379603077_855225039546663_5414862671567506961_n.jpg
 

تعود "كنعان" بذاكرتها لعام 1982، وتروي لنا: "بعد اجتياح إسرائيل للبنان في ذلك العام، صدر قرار بخروج المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يحمون المدنيين في المخيمات، وهذا القرار ترافق مع وعد من جانب القوى الدولية الأوربية بحماية الفلسطينيين المدنيين بعد خروج المقاتلين".

وتتابع: "المجزرة لم تكن نتيجةً للصدفة، بل كان هناك تخطيط مسبق لها، حيث تركت القوات الدولية المنطقة قبل موعدها بأسبوع، وإسرائيل سيطرت على المنطقة وحاصرتها".

تفاصيل مروعة..

ومع فجر السادس عشر من أيلول/ سبتمبر 1982، بدأت المجزرة، وعن تفاصيلها المروعة تحدثنا "كنعان": "دخل القتلة المنطقة والناس كانوا نائمين، وبدؤوا بقتل المدنيين من النساء والأطفال والرجال باستخدام السلاح الأبيض دون أن يصدر أي صوت، فشعر الناس بحركة غريبة، واعتقد الكثيرون أنها عملية ينفذها الجيش الإسرائيلي دون أن يدركوا أن القتلة كانوا من حزب الكتائب اللبناني، بإشراف إسرائيلي".

وتكمل: "خرج عدد من الرجال ليبلغوا الجيش الإسرائيلي بعدم وجود أي مقاومة مسلحة أو مسلحين في المنطقة، إلا أنهم لم يعودوا بعد ذلك، فخرج وفد من النساء أيضًا ليؤكدوا عدم وجود مسلحين في المكان، ولكنهن أيضًا اختفين، ولاحقًا بشكل مأساوي، تم اكتشاف وفاتهن".

وتشير إلى أنّه "بعد اتضحت الصورة للأهالي وأن هناك مجزرة ترتكب بحقهم، هرع الناس للهروب من المخيم، لكنهم اصطدموا بحصار الجيش الإسرائيلي لمخيمي صبرا وشاتيلا، حيث منعهم من الخروج، وإطلاق النار على الفارين مما أجبرهم على العودة".

379665418_1482566099196691_8548086095179617250_n.jpg

379563346_328113013055260_3475452618091198620_n.jpg
 

مجزرة مخطط لها..

في بادئ الأمر كان الفلسطينيون في المخيم يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي هو من ينفذ الهجوم وليس حزب "الكتائب اللبنانية"، لكن بعد فترة، عرفوا الحقيقة بعد أن نادى المهاجمون بمكبرات الصوت يطالبون اللاجئين بالخروج إلى ساحة المخيم، مما دفع السكان إلى الاستجابة والخروج حاملين راية بيضاء للإشارة بأنهم مدنيون غير مسلحين.

بألم وحرقة تكمل سرد تلك الوقائع: "حينما تجمع الناس في الساحة واكتشفوا أن المهاجمين من حزب الكتائب اللبنانية بحراسة الجيش الإسرائيلي، انهارت قواهم وهنا بدأت المذبحة، قتلوا السكان بما فيهم الأطفال، وبقروا بطون النساء، وفقأوا العيون، وربطوا الرجال بسيارات وسحلوهم (..) كانت إسرائيل مُجهّزة كل أدوات المجزرة".

أما الرجال فقط تم فصلهم وأخذهم نحو منطقة المدينة الرياضية، حيث كانت القبور محفورة وجاهزة ودفنوهم أحياء، لتستمر عمليات القتل والتنكيل لأربعين ساعة والعالم غائب لا يتدخل، تبعًا لضيفتنا.

وتستطرد: "صحفي ياباني كان الوحيد الذي استطاع دخول المخيم، شاهد طفلًا أشار له بأنهم يذبحون الناس، ثم وجد عائلة مذبوحة، فبدأت الأخبار تنتشر عن وجود مجزرة، وهنا بدأت الكتائب بتسريع المجزرة أكثر وأكثر".

وتقول: "الخسارة كانت مؤلمة جدًا، فقد استشهد ما يقارب 5 آلاف شهيد واختفاء 7 آلاف آخرين".

379377598_848067623436136_6883426533331184931_n.jpg
 

لقاء ابنتها ميمنة

خسارة "كنعان" لم تنتهي مع انتهاء المجزرة، وهي الأم التي أفقدتها المذبحة طفليها، وعما حصل تحكي: "بعد المجزرة ذهبتُ المخيم للبحث والاطمئنان على ابني وبنتي، لكني لم أستطع أن أدخل، وقال لي الناس أنهم هربوا أو ضمن المفقودين، ولاحقًا التحقت بزوجي الذي كان في تونس وخرج مع المقاتلين قبل حدوث المجزرة".

عادت "كنعان" بعد أربع سنوات مرة أخرى إلى لبنان، تبحث عن أولادها، لكنها لم تجدهم، لتعود مرة أخرى لتونس، وبعد فترة، فوجئت بوجود اسم ابنها في مجلة "فلسطين الثورة"، ضمن قائمة الشهداء، وهو ما جعلها تعتقد أن ابنتها ميمنة أيضًا شهيدة.

لكن، وبعد 22 عامًا حدث ما لم يكن متوقعًا، فقد علمت "كنعان" أن ابنتها لا تزال على قيد الحياة، من خلال اتصال هاتفي، وكان المشهد الصعب الذي بثته آنذاك قنوات تلفزيونية عربية.

تصمت برهة، قبل أن تكمل حديثها بألم: "ربي كتب لي عمرًا طويلًا، حتى أظل أذكر الضمير العالمي بجرائم الاحتلال، وسأظل ما دمت حيّة أذكّر العالم بالمجازر الإسرائيلية التي وقعت في لبنان وخاصة صبرا وشاتيلا".

وتكمل: "نريد أن يتحاكم القتلة، حتى لو ماتوا، نريد معاقبة الكيان المحتل بالكامل، لأنه هو المسؤول عن هذه المجزرة، ونطالب أن يكون هناك عدالة لمحاكمة من ارتبكوا هذه الجريمة".

379645194_251977904487833_2477505858563693964_n.jpg

379621392_743591514184412_8073308365731517371_n.jpg