الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

خاص بالصور والفيديو شهادات حية.. صحفيو غزة في دائرة الاستهداف المباشر على الحدود

حجم الخط
استهداف الصحفيين
غزة - وكالة سند للأنباء

كعادتهم، يتعمد جنود الاحتلال الإسرائيلي حجب الحقيقة وإطفاء النور أمامها لمنع ظهور بشاعة إجرامهم، معتمدين في ذلك على استهداف الصحفيين، الذين لا يفارقون الميدان لتغطية الأحداث ونقل الحقيقة كما هي للعالم.

وتصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية، عمليات استهداف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال تغطيتهم للمسيرات التي شهدتها الحدود احتجاجًا على الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك.

وأصيب 15 صحفيًا خلال تغطيتهم لتلك الأحداث 12 منهم بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وثلاثة بإصابات مباشرة بقنابل الغاز، خلال تغطيتهم لمظاهرات سلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

استهداف مباشر..

الصحفي في وكالة المنارة للإعلام فادي الدنف، كان من بين المصابين خلال تغطيته للمسيرة على قرب الحدود الشرقية، يوم الأحد الماضي، حيث استهدفه جنود الاحتلال بشكل بقنابل الغاز بشكل مباشر.

ويحدثنا "الندف" عن تفاصيل ما جرى: "أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي قنبلتي غاز مسيلة للدموع نحوي، تمكنت من تفادي الأولى، ولكني لم أتمكن من تجنّب الثانية فأصابت قدمي".

ويكمل: "كنا في بداية تجهيز العمل للخروج ببث مباشر بالصوت والصورة، لكن الاحتلال أصابني بشكل مباشر فور وصولي للحدود، وأُصبت في منطقة الركبة بقنبلة غاز، وهو ما سبب آثارًا جانبية وحروقًا".

378262882_639921018248798_7729857082642096177_n.jpg
 

ويشير "الندف"، إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين بشكل متكرر، مضيفًا: "في كل مسيرة لا بد أن يصاب صحفي أو صحفيَين، وقبل ذلك استشهد زملاء لنا وهم ينقلون الصورة الحقيقية للعالم".

ويستطرد: "الاحتلال يسعى لإعاقة عملنا الصحفي ومنعنا من نقل جرائمه بحق شعبنا للعالم، لكننا مستمرون وسنظل ننقل الصورة رغم الاعتداءات"، مطالبًا المجتمع الدولي "بحماية الصحفيين الفلسطينيين، وأن يحقق في هذه الجرائم".

377881412_314720661103436_1656293536912221299_n.jpg

378105931_686688779654214_1478785567787574863_n.jpg
 

ترهيب للصحفيين

من جانبه، يشير نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين تحسين الأسطل، إلى أن الاستهدافات التي يتعرض لها الصحفيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي قرب الجدار العازل متكررة وليست الأولى.

ويوضح "الأسطل": "الهدف من هذه السياسة الإسرائيلية هو منع العالم من رؤية الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد شعب فلسطين، والتضييق على الصحفيين ومنعهم من تغطية تلك الجرائم".

ويلفت ضيفنا، إلى أن الاحتلال يتعمد التعرض للصحفيين بشكل مباشر، وأن هذه الحوادث ليست استثناءً، بل هي جزء من سلوكه المتكرر في محاولة للنيل من الصحفيين وعرقلة عملهم.

وأصاب الاحتلال الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين، 15 صحفيًا في غزة، "أُصيب 12 منهم بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، بينما تعرض 3 صحفيين للإصابة المباشرة في القدم واليد جراء إطلاق قنابل الغاز عليهم، كما أُصيب صحفي رابع هو أشرف أبو عمرة يوم الجمعة الماضي، وفق "الأسطل".

ويلفت إلى أن الصحفي المصاب أشرف أبو عمرة، يتلقى العلاج في الخارج نظرًا لخطورة حالته، حيث تم استهدافه بشكل مقصود ومباشر.

ويبيّن، أن نقابة الصحفيين حذرت الاتحاد الدولي للصحفيين، والمنظمات الصحفية والدولية، من خطورة الاعتداءات على الصحفيين، وأبلغوا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن هذه الجرائم.

وينوّه "الأسطل" إلى أن نقابة الصحفيين أصدرت تقريرا يحتوي على أكثر من 450 انتهاكًا تم توثيقها منذ بداية العام وحتى اللحظة.

ويُضيف: "لا توجد دولة في العالم تتعرض لهذا الحجم من الاعتداءات على الصحفيين (..) هذا النوع من الهجمات هو جزء من سياسة ممنهجة ومقصودة يتم من خلالها استهداف الصحفيين".

ويطالب "ضيف سند"، بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين ووقف هذه الجرائم وملاحقة قادة الاحتلال الذين يقفون وراء تنفيذها.

وأد الحقيقة..

من جهته، يقول الباحث الحقوقي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان محمد أبو هاشم، إن استهداف الصحفيين الفلسطينيين في غزة "أصبح جزءاً من السياسة الإسرائيلية".

ويضيف "أبو هاشم" في حديثه لنا، أن الهدف الأساسي من استهداف الصحفيين، هو "وأد الحقيقة ومنع نقل الانتهاكات الجسيمة الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى العالم الخارجي، مشيرًا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين تكررت عشرات المرات في السنوات السابقة.

ويصف "أبو هاشم" هذه الانتهاكات بأنها "مخالفات جسيمة لالتزامات إسرائيل الدولية بموجب القانون الدولي الإنساني وحقوق الانسان، وقد تصل إلى درجة جرائم الحرب، لذلك يجب على محكمة الجنايات الدولية محاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة".

ويبيّن، أن "المحاولات مستمرة من قبل الجهات الفلسطينية المختصة لنقل حقيقة ما يجري في المنطقة، لفضح الجرائم الإسرائيلية والعمل على وقفها".

ويكمل "أبو هاشم": "المجتمع الدولي يقف صامتاً أمام انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، على الرغم من أهمية دورهم في ردع ومحاسبة إسرائيل".

ويرصد مركز حقوق الانسان انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين، لنشرها على نطاق واسع بلغات مختلفة، لإيصال الحقيقة وإيقاف الجرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وفق ضيفنا.

ويختم بالقول: "الاحتلال الإسرائيلي متغطرس، ولا يكترث بالقوانين الدولية، وبالتالي مازالت الجرائم مستمرة ضد الصحفيين الفلسطينيين، بالرغم من الجهود المستمرة".