لأنه ميزان الحياة، وفي تعافيه يتعافى المرء ويسلم، حددت منظمة الصحة العالمية تاريخ التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر، للاحتفاء باليوم العالمي للقلب كل عام؛ بهدف رفع مستوى التوعية بأمراض القلب، وأسبابها وطرق الوقاية منها.

وتعتبر أمراض القلب، والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات حول العالم، وتُعرف بـ "القاتل الصامت"، فيما بلغت نسبة الوفيات جراء أمراض القلب الإقفارية في فلسطين 22.2% من مجمل الوفيات، خلال عام 2022.

ماذا تقول الأرقام عن مرض القلب في فلسطين؟

أظهر المسح الذي أجرته وزارة الصحة الفلسطينية لعام 2022، أن نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية للفئة العمرية( 40 لـ 69 عاما) في فلسطين، بلغت 11.4% من إجمالي الأفراد.

وتشير أرقام وزارة الصحة التي نُشرت في فبراير/ شباط المنصرم واطلعت عليها "وكالة سند للأنباء"، إلى أنّ 12.4% من إجمالي المصابين بأمراض القلب هم من سكان الضفة الغربية (14.3 ذكور، و11% إناث)، بينما بلغت المصابين في قطاع غزة 9.8% (11.5% ذكور، و6.8% إناث).

أما نسبة الأشخاص الذين لديهم احتمالية الإصابة بأمراض القلب خلال العشر سنوات القادمة، فقد بلغت 17.1% من إجمالي الأفراد في فلسطين، موزعين على الضفة بـ 18.7% ( 25.6% ذكور، و13.6% إناث)، وقطاع غزة بـ 14.7% (17.2% ذكور، و1.4% إناث).

بينما بلغت نسبة الإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم للفئة العمرية 18 لـ 69 عاما في فلسطين، 23% من إجمالي الأفراد، موزعين 28% في الضفة الغربية و17.2% في قطاع غزة.

وبالانتقال إلى الأشخاص الذين لا يمارسون النشاط البدني للفئة العمرية 18 لـ 69 عاما في فلسطين، فقد بلغت نسبتهم حوالي 78.4% من إجمالي الأفراد، منهم 80.9% في الضفة الغريبة و75.3% في قطاع غزة.

أسباب الإصابة والفئات..

رئيس قسم "القسطرة" في مجمع فلسطين الطبي برام الله الدكتور حسام مساد، يعزو ‏أسباب الإصابة بأمراض القلب في فلسطين، إلى عدة عوامل، أبرزها العامل الوراثي وارتفاع الكولسترول والدهون في جسم الإنسان.

ويقول أخصائي القلب والأوعية الدموية في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء": "إن التدخين، وطبيعة المطبخ الفلسطيني والعربي الممتلئ بنسب عالية من الدهون والكربوهيدرات، وزيادة الوزن، وعدم ممارسة الرياضة وقلة الحركة، من العوامل التي تساعد على الإصابة بأمراض القلب".

ويشير إلى وجود أمراض أخرى، تعتبر مساعدة ومحفزة للإصابة بأمراض القلب، مثل مرض السكري، وضغط الدم، وأمراض الكلى، وأمراض الهرمونات مثل الغدة الدرقية، موضحًا: "إذا لم يتم معالجتهم ومتابعتهم بشكل صحيح، سيؤدي ذلك لإغلاق شرايين القلب والقدمين والكلى، ومن ثم الإصابة بمرض القلب".

وتُصاب فئة الذكور عادةً بأمراض القلب من عمر الخمسين عاما فما فوق، بينما تتعرض السيدات للإصابة بهذا المرض في سن الخامسة والخمسين، وفق "مساد".

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة وخصوصا في منطقة البطن، يوضح "مساد" أنها تساهم في الإصابة بأمراض عدة، منها أمراض القلب، حيث تتسبب بارتفاع في الدهون الثلاثية في جسد الشخص الأمر الذي يعرضه للإصابة بها".

ويلفت "ضيف سند"، أن أكثر الفئات المعرضة للإصابة بأمراض القلب هم كبار السن، ولكنه يؤكد أن العديد من الفئات الشبابية بدأت تخوض هذا المضمار مؤخرا في فلسطين.

ويُرجع الطبيب أسباب إصابة فئة الشباب بأمراض القلب، إلى الإدمان على شرب مشروبات الطاقة، وكذلك تعاطي المخدرات، وكثرة التدخين، إضافة الوجبات السريعة وغير الصحية، التي تساهم في زيادة نسبة التراكمات الدهنية بالشرايين.

وعن دور العامل النفسي وضغوطات الحياة في الإصابة بالذبحة الصدرية والجلطات القلبية، يؤكد ضيفنا أنّ المشاكل والضغوطات تمثل عاملًا محفزًا لإصابة الشخص بالذبحة أو الجلطة، خاصة عند الذين يعانون من ضيق في شرايين القلب بالأساس.

نصائح للوقاية..

‏وعن أهم النصائح التي يجب اتباعها للحفاظ على صحة القلب وحمايته من الأخطار التي قد تُهاجمه في أي لحظة، يُشدد ضيفنا على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي، وتناول كمية كافية من الخضار والفواكه، والبروتينات الخالية من الدهون، وتجنب الدهون المتحولة، والدهون المشبعة، والملح، والسكر المكرر.

ونصح أيضًا، بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لتحسين صحة القلب، والإقلاع عن عادة التدخين.

ولكون العامل الوراثي يكون حاضرًا في هذه الحالات، ينصح الطبيب حسام مساد، "بالكشف المبكر عن نسبة الكولسترول والدهون في الجسم، ومتابعة قياسات الضغط بشكل دوري، للأشخاص الذين يوجد في عائلاتهم من أصيب قبله بمرض القلب كالوالدين".

‏وتحدث عن أهمية متابعة الأمراض الأخرى التي تساعد على الإصابة بمرض القلب، مثل السكري والضغط، مشيرًا إلى أنّ الإدارة الصحيحة لهذه الأمراض تسهم في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

‏وبعد عمر 35 عامًا يؤكد ضيفنا على ضرورة بإجراء فحوصات سنويًا، لنسبة الكولسترول، والسكر في الدم، إضافة إلى فحوصات الكلى والدم، كإجراء وقائي للكشف المبكر عن الإصابة بأمراض القلب.

ويهيب "مساد"، بالتوجه للطبيب لإجراء تخطيط للقلب عند الشعور بأي أعراض في صدر الشخص حين بذله أي مجهود، أن يتوجه للطبيب لإجراء تخطيط للقلب، وفحص الجهد وصور مقطعية، أو طبقية الشرايين في حال الحاجة إليها.

ووفق لاتحاد القلب العالمي، فإن الحالات المرضية التي تؤثر على القلب كالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب، تقتل أكثر من 20 مليون شخص كل عام، فيما كشفت البيانات أن 85% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، نتجت عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية.