الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

في يومهم العالمي.. المعلم الفلسطيني يتصدر منصات التتويج العربية والعالمية

حجم الخط
يوم المعلم العالمي
لبابة ذوقان- وكالة سند للأنباء

يعتلون منصات التتويج العالمية، يزينهم علم بلادهم، الذي تحاول "إسرائيل" طمسه ومحو اسم فلسطين كلها عن خارطة العالم، لكنهم تحدّوا الواقع المفروض عليهم تحت الاحتلال، وقلّة الإمكانيات، وتصدّروا المراكز الأولى والمتقدمة في المسابقات العالمية والإقليمية، رافعين بذلك اسم المعلم الفلسطيني عاليًا في كل الميادين.

ولمعت أسماء 7 معلمين ومعلمات خلال السنوات الـ8 الماضية في مسابقة مؤسسة "فاركي فاونديشن" البريطانية المتخصصة بتطوير التعليم، وهم: المعلمة حنان الحروب الحاصلة على لقب أفضل معلم بالعالم عام 2016، والمعلم جودت صيصان، وفداء زعتر، وعبير القنيبي، ورنا زيادة، ونسرين قطينة، ومؤخرًا هذا العام إياد السوقي، وقد تمكنوا من تسطير أسمائهم ضمن أفضل 50 معلمًا بالعالم.

لم تقتصر نجاحات المعلمين الفلسطينيين بتلك المسابقة، بل لمعت لتحظى فلسطين بمراكز متقدمة بمسابقات عالمية وإقليمية أخرى، كجائزة خليفة للمعلم المبدع في دبي، والتي حصلت عليها العام الماضي المعلمة رنا زيادة من غزة، وهذا العام عبير القنيبي من الخليل.

وتزامنًا مع يوم المعلم العالمي، الذي يصادف اليوم الخميس، 5 أكتوبر/ تشرين أول، التقت "وكالة سند للأنباء"، مع معلمين فلسطينيين كانت لهم بصمة خاصة في ميادين عالمية، ولمعت أسماؤهم إلى جانب اسم فلسطين.

وصول عالمي..

شاءت الأقدار أن يتصادف مرور هذه الذكرى، مع تسجيل المعلم الفلسطيني إياد السوقي من جنين، اسمه من بين أفضل 50 معلّمًا في العالم، بالمسابقة التي تجريها مؤسسة فاركي البريطانية كل عام.

ومنذ 19 عامًا، يعمل "السوقي" في مجال التعليم، ويعمل حاليًا مدرسًا للتربية التكنولوجية في مدرسة ذكور جنين الأساسية.

وبمشاعر الفخر يتحدث المعلم "السوقي" عن ترشحه للجائزة: "هذه المرة السادسة التي أقدّم فيها لجائزة أفضل معلم، وتمكنت أخيرًا من الوصول ضمن أفضل 50 معلما على مستوى العالم، من بين 7 آلاف معلم من 131 دولة، بعد أن مرّت طلبات الترشيح بإجراءات تحكيم صارمة جدًا، تلتها مقابلة مع لجنة بريطانية".

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": أنّ "الجائزة تم إقرارها عام 2013، ونُفذّت عام 2015، لكنها اشتهرت وذاع صيتها عند فوز المعلمة الفلسطينية حنان الحروب عام 2016 بلقب أفضل معلم بالعالم".

حنان الحروب.jpg


 

وتترقب فلسطين، المرحلة القادمة من مسابقة "فاركي" التي يتم الإعلان فيها عن أفضل عشرة معلمين في العالم، أملًا بأن يكون "السوقي" بينهم، لينافس على المركز الأول ولقب أفضل معلم.

وبسعادة وثقة يقول: "لا أشارك لأجل الفوز، ولكن حتى تصل أفكاري للعالم، وحتى لم أحصل على اللقب سأقدّم العام المقبل، وأجدد اسم فلسطين بالمسابقة، فهذا أمر مشرف، وفلسطين تستحق منا كل جهد".

ليست هذه المرة الأولى التي يسجّل "السوقي" اسمه عالميًا، ففي عام 2013 حصل على جائزة المعلم الخبير بميكروسوفت، ويعقّب: "حصلت على الجائزة عامي 2013 و2019، وكان يكتب مع اسمي الشرق الأوسط بدلًا من فلسطين، لكني على مدار سنوات أصريت عليهم، وبذلت جهدي لتكتب فلسطين، حتى تم اعتماد ذلك عام 2020 وثبّتنا اسم فلسطين في المسابقة".

إياد السوقي.jpg
 

كما حصل ضيفنا، عام 2014، على جائزة التعليم ضمن مشروع بلجيكي، خلالها كانت شراكة مع 6 مدارس، حصلت حينها كل مدرسة على 10 آلاف يورو أجهزة، ما وفّر بنية تجتية للمدارس في ذلك الوقت، حسب قوله.

وفي عام 2017 فاز "السوقي" بجائزة الإنجاز والتميّز عن مشرروع التعليم التفاعلي، وحصل على المركز الثالث على مستوى فلسطين، بإنتاج 68 كتاب تفاعلي.

أما عام 2019 فقد كان حافلًا بالإنجازات، حيث حصد "السوقي" على عدة جوائز، أحدها كان ضمن العشرة الأوائل في جائزة التعاون، إضافة لحصوله على لقب السفير في عدة منصات دولية بالواقع المعزز.

إلا ان الجائزة الأهم كان فوزه ضمن أفضل 100 معلم بالعالم، في المسابقة التي تجريها منظمة (AKS education) في الهند، عن نشاطه في برنامج رقمنة التعليم الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم، وتم تكريمه هناك.

لم ينحصر جهد المعلم "السوقي" في المشاركة في المسابقات، بل عمل على تأسيسها أيضًا، ففي عام 2019، أسس فريق مايكروسفت الفلسطيني، وبدأ يعمم جائزة المعلم الخبير بمايكروسوفت "مجال التمكين الرقمي".

كما ابتكر "ضيف سند" جائزة البرمجة العالمية، التي تشارك فيه حاليًا نحو 50 دولة، حيث يتم التحضير حاليًا للموسم الخامس للمسابقة.

تميّز بلا حدود..

وإلى جنوب الضفة الغربية، في الخليل، حيث يسطع اسم عبير القنيبي، المعلمة في مدرسة وداد ناصر الدين الثانوية للبنات، صاحبة الهمّة التي لا تخبو، والتي قد يصعب على سطور هذا التقرير سرد إنجازاتها تباعًا، وهي الحاصلة على جوائز عديدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، آخرها هذا العام بحصولها على جائزة خليفة المعلم المبدع في دبي على مستوى الوطن العربي، إضافة لنشرها نحو عشرين بحث علمي.

شقّت "القنيبي" طريقها عام 2012 عندما حصلت على المستوى الرابع على مستوى العالم في مسابقة (intel-ISEF) التي نظمت في أمريكا، وتكرمت على إثرها بوسام التميز والاستحقاق الفضي من الرئيس محمود عباس.

وتحكي لـ "وكالة سند للأنباء" عن نجاحاتها: "كنت أول من حصل على لقب أفضل معلم في فلسطين عام 2016، وفي عام 2017 كنت واحدة من أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم، لدى مؤسسة فاركي البريطانية، وأصبحت بعد ذلك سفيرة تعليم ومحكّمة لدى فاركي".

عبير قنيبي.jpg


وتمكنت "القنيبي" من الحصول على منحة زمالة مبادرة الشرق الأوسط في التعليم من كلية الدراسات العليا في جامعة هارفرد الأمريكية، لتكون أول معلمة فلسطينية تتمكن من الحصول على هذه المنحة.

أما عن مشاعرها وهي تعتلي منصة التتويج في كل مرة، تخبرنا: "في البداية يكون هدف الإنسان وتقدمه لأي مسابقة الفوز، لكن بعد أن تقف على منصة دولية أو إقليمية، فالمشاعر حينها تختلف، لأنك حينها لا تمثل نفسك وإنما تمثل دولتك، فيصبح لديك الرغبة بمواصلة العمل وإحراز الإنجازات كل مرة ليس لأجل الصعود على المنصة، وإنما رغبة داخلية لإيصال بلدك لهذه المكانة".

وتعبر ضيفتنا هذا الوصول جزءًا من الرواية الفلسطينية، مستطردةً: "طالما لدي القدرة لأوصل الفكرة عن المعلم الفلسطيني الأصيل، وهذا التميّز والإبداع، والمعايير لدي كافية لتوصلني، فقد أصبح من الواجب عليّ أن أتواجد في هذه الأماكن، وعلى هذه المنصات".

وتستدرك: "في ذات الوقت، أنا أثبت وجودي كإمرأة فلسطينية، فالمرأة شريكة الرجل في النضال، والتعليم هو جزء من النضال، فنحن نستثمر بالطلاب والعقول، وهذا أغلى استثمار".

وفي يوم المعلم العالمي، توجّه "القنيبي" رسالتها للمعلم الفلسطيني: "ساهم دائما بنفسك بالتطوير المهني، والإيمان بالقدرات، ومتابعة الحداثة والتجديد؛ حتى نستطيع النهوض بمدارسنا ومجتمعنا ووطنا؛ لنكون قادرين سويًا للوصول لهدفنا الأسمى بتحرير فلسطين، وأن نكون دائما صورة مشرقة للمعلم الفسطيني والعربي والعالمي أيضًا".

إنجاز وفخر..

بدوره، يقول رئيس قسم التعليم الأساسي في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية حازم أبو جزر، إن المعلمين الفلسطينيين وصلوا لمواقع متقدمة جدًا في المحافل والمسابقات الدولية، ورفعوا اسم فلسطين عاليًا.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "نفخر بوجود معلمين وصلوا لهذه المراحل المتقدمة على مستوى العالم، ولديهم هذا الكم من الإبداع الذي ينعكس بكل تأكيد على طلابهم، إضافة إلى أن هذا الأمر يحفز معلمين آخرين بأن يبادروا ويحسنوا من أدائهم".

ويردف: "حققنا نتائج أفضل بكثير من دول مستقلة، هذا الصوت أن المعلم الفلسطيني يؤدي رسالته بهذه الصورة المميزة رغم الظروف الصعبة التي نعيشها تحت الاحتلال".