الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

5 مخابز قصفت منذ بداية العدوان..

"قصفوا المخبز".. عندما يُعجن دقيق غزة بالدم

حجم الخط
مخبز النصيرات.jpg
لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

تحت السماء الملبدة بالطائرات الحربية، بات العمل في مخابز قطاع غزة، رباطٌ من نوع آخر، يحمل فيه العاملون أرواحهم على أكفهم، ويواصلون العمل ليل نهار، لتوفير الحد الأدنى من الخبز، لسد جوع واحتياجات المواطنين في أماكن سكنهم، وللنازحين في أماكن لجوئهم.

"قصفوا المخبز.. قصفوا المخبز" صرخات أطلقها سكان مخيم النصيرات وسط القطاع، بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال "مخبز البنا الآلي"، فجر الأربعاء (18 أكتوبر/تشرين أول الجاري)، والذي يوفر الخبز لنحو 40 ألفًا من سكان المخيم.

فبينما كان عدد من العمّال منهمكين في صناعة الخبز، أمطرتهم الطائرات بحمم حوّلت المكان لكتلة لهب ضخمة، وسط صياح العمّال الذين حوصروا وسط النيران المشتعلة، بعد أن انفجرت أيضًا اسطوانات الغاز التي تشغّل المخبز، والتي يتم الحصول عليها بشقّ الأنفس خلال الحرب.

واستشهد جراء قصف المخبز في مخيم النصيرات، ثلاثة من العمّال، في حين تمكنت طواقم الإنقاذ من إخراج مصابين آخرين حاصرتهم النيران داخله.

خوف ورعب عمّ المخيم، وحزن على عمّال تركوا عائلاتهم ليوفروا الخبز للأهالي والنازحين في مدارس الأونروا، لتختلط دماؤهم برغيف الخبز الذي كان يسد جوع المواطنين في أيام الحرب.

"قصفوا المخبز مقابل بيتنا.. طلع الحريق وصوت العمّال بدينينا يصرخوا ساعدونا ويكبروا، يا قلبي، راح صوتهم انقطع"، هكذا كتبت إحدى المواطنات في المخيم ما شاهدته عند قصف مخبز النصيرات.

حريق مخبز النصيرات.jpg
في حين، يقول المواطن أبو محمد الذي يسكن مخيم النصيرات، إن المخبز يقع وسط المخيم، ويخدم غالبية سكانه البالغ عددهم قرابة 40 ألف نسمة، يضاف إليهم آلاف النازحين من مناطق شمال غزة، ومدينة غزة، وشرق الوسطى، والذين لجئوا للمخيم للاحتماء في مدارس وكالة الغوث وعند أقاربهم.

ويضيف: "مخبز البنا يعد من أكبر المخابز في النصيرات وفي المنطقة الوسطى بشكل عام"، مشيرًا إلى أن هناك مخبزًا آخر في سوق النصيرات يحاول سد النقص والعمل على توفير الخبز للمواطنين.

ويعقّب: "بالتأكيد لن يكون المخبز المتبقي بالنصيرات قادرا على تلبية احتياجات السكان والنازحين"، مشيرًا إلى أن مخبز البنا كان يعمل منذ بداية الحرب بطاقة مضاعفة، وكانت تصطف على جانبيه طوابير طويلة".

ويردد: "كان الحصول على ربطة الخبر أمرا صعبا وبحاجة للاصطفاف في طوابير طويلة لعدة ساعات".

ويكمل: "بعد قصف مخبز البنا، توقف العمل فيه بشكل كامل، لتتضاعف معاناة الناس بشكل أكبر".

وكان المخبز يخصص ربطة خبز واحدة لكل عائلة يوميًا، بوزن 3 كيلو، في ظل شح المواد الخام، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي المتواصل، وعدم توفر الغاز لتشغيل الماكنات وتحضير الخبز والطهي في المنازل.

مخبز النصيرات الآلي.jpg
ويعدّ مخيم النصيرات ثالث أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن سكانه يعيشون ظروفا صعبة، في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع معدلات البطالة، والفقر والتلوث وندرة المياه.

وعلى الرغم من الكثافة السكانية العالية في المخيم، ونزوح الآلاف من المواطنين إليه، إلا أن طائرات الاحتلال استهدفته بعدة غارات منذ بداية الحرب، حيث استهدفت سوق النصيرات قبل أيام، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات.

ولم يكن استهداف سوق النصيرات هو أول استهداف لمصادر الغذاء في القطاع، فقد قصفت طائرات الاحتلال في التاسع من أكتوبر/تشرين أول الجاري، سوق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مخلفة أكثر من 50 شهيدة وأكثر من 250 مصابا.

ويحظر القانون الدولي، حظرًا مطلقًا، تجويع المدنيين كأسلوب حرب، وفق اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب والمؤرخة في 12 أغسطس/ آب 1949.

خمس مخابز تم قصفها..

من جهته، أشار مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إلى أن 5 مخابز على الأقل تم قصفها بمناطق مختلفة في قطاع غزة ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء.

وقال "الإعلامي الحكومي" في بيان مقتضب، اليوم الخميس، إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قصف محيط المخابز خلال اصطفاف عشرات المواطنين على أبوابها.

في حين، وصفت حركة "حماس"، قصف الاحتلال للمخابز في غزة بأنها "جريمة ضد الإنسانية، وتستدعي تحركاً عربياً ودولياً عاجلاً؛ لوقف جرائم الاحتلال ولإدخال المساعدات للمدنيين العزّل".

وأضافت الحركة في بيان تلقته "وكالة سند للأنباء" ظهر اليوم، أن "إقدام الاحتلال الصهيوني على قصف خمسة مخابز ومحيط بعضها الآخر في قطاع غزة، هو إمعانٌ في جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا، وجريمة ضد الإنسانية تهدف إلى قطع إمدادات الغذاء عن شعبنا وتجويعهم وحرمانهم من الحصول على المادة الغذائية الرئيسية".

ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، إلى التحرك العاجل والمسؤول لوقف جرائم الاحتلال التي يندى لها جبين البشرية، وإدخال المساعدات إلى المدنيين العزّل الذين يستهدفهم الاحتلال على مدار الساعة، وفق البيان.

ولليوم الـ13 على التوالي، تستمر طائرات الاحتلال استهداف المدنيين والمنازل والمنشآت المدنية، لتصل حصيلة الشهداء لأكثر من 3785 شهيدا، والمصابين إلى أكثر من 13 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

مخبز.jpg