الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

تحليل تحوّل خطاب نتنياهو.. نزول عن الشجرة وخضوع لتماسك المقاومة

حجم الخط
نتنياهو.jpg
رام الله- وكالة سند للأنباء

تبجح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، بنتيه القضاء على حركة حماس، وإعادة الأسرى والمتجزين لديها في تصريحات وخطابات استعراضية، لكنه ما لبث حتى بدا خانعًا أمام ضربات المقاومة، ووضوح تماسكها وتماسك حاضنتها الشعبية، رغم القصف الوحشي والمجازر.

وفي مشهد بدا وكأنه نزول خجول عن الشجرة، وحفظًا لخط الرجعة عن أهدافه الواهمة بالقضاء على المقاومة في غزة، باتت تصريحات "نتنياهو" تتغير خلال الأيام الأخيرة، ليتحدث عن صفقات تبادل، بعد أن كان يتوعد بالقضاء على حماس وإعادة أسراه، وفق مختصين ومتابعين للشأن الإسرائيلي.

وسبق موقف نتنياهو، الذي جاء السبت في مؤتمر صحفي، حضور جاذب قوي للناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، تحدث فيه عن استعداد الكتائب للمباشرة بصفقة تبادل كاملة أو على مراحل.

والسبت الماضي (28 أكتوبر/تشرين أول الجاري)، أعلن الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، "أبو عبيدة"، أن ثمن العدد الكبير من أسرى الاحتلال لدى المقاومة، هو تبيض كامل السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.

وكشف الناطق باسم "القسام"، النقاب عن اتصالات جرت في ملف الأسرى، مبيّنًا: "كانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق لكن العدو ماطل"، وتابع: "العدد الكبير من أسرى العدو لدينا ثمنه تبييض كافة السجون من كافة الأسرى".

تراجع ملحوظ..

الإعلامي والمختص بالشأن الإسرائيلي ذيب حوراني، يرى أن نتنياهو وأركان حكومته رفعوا سقف مطالبهم منذ بدء المعركة؛ استجابة للغضب الذي أحدثته عملية طوفان الأقصى، بينما تبين له مخاطر الدخول الحرب البرية وكلفتها، إضافة لفهمه أن أمريكا لن تفتح له كل الطرق على حساب ملفاتها الحيوية عالميا كالصين وروسيا وغيرهما.

ويضيف حوراني، في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "نتنياهو المشهور بالمراوغة وحفظ خطوط العودة، بدا متراجعا بخطابه السبت الماضي، والحديث عن مرحلة أولى دون الحديث عن عدد المراحل، بينما ركز على إعادة الجنود بصفقة تبادل، وهو الذي صعد درجات السلم مرة واحدة وتعهد بالقضاء على حماس وإنهائها وتحرير المخطوفين".

ويكمل حوراني: "بدأ خطاب نتنياهو يتغيّر في الأيام الأخيرة، ليعلن اليوم عن استعادة المخطوفين بصفقة تبادل، وتدمير مقدرات حماس وإضعافها، في تراجع ملموس يبقيه على ظهر الشجرة دون النزول لحضيض العزيمة المعلنة في خطابه عقب اللقاء الضاغط من عائلات الأسرى في غزة وتحميله مسؤولية حياتهم وعودتهم".

ويتطرق ضيفنا لإعلان قائد حماس بغزة يحيى السنوار، عن جهوزية حركته لصفقة تبادل، ويوضح: "الرجل استغل الظرف بحكمة ودهاء ليعلن موقفه، وهو ما استدعى الناطق باسم الجيش الاسرائيلي للخروج برد عليه واتهامه القيام بحرب نفسية تضاف للبيان المتلفز القوي لأبي عبيدة".

استحالة تدمير حماس..

من جهته يرى المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد الصرفندي أن تراجع مواقف نتنياهو تعود لنصائح مقربين منه، والوصول لقناعة مفادها أن تدمير حماس شيء من الخيال؛ لأنها فكرة قبل أن تكون تنظيما ومؤسسات وجماهير وجناح عسكري، لذلك رأينا تراجعه عن مصطلحاته التي تؤكد تخلخل القناعات".

ويشدد الصرفندي، خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، على أن الحل الأمثل لنتنياهو كان الخطاب الواقعي، وإعلانه السبت وهو دليل انتقال من حالة الغضب ورفع الشعارات الواقعية".

وحول استعادة الأسرى لدى المقاومة، يرى "ضيف سند"، أن الخيار المتوفر للإسرائيلي من البداية هو استخدام القوة، ومع تبيّن العكس، بقي خيار صفقة التبادل على وقع غياب إمكانية تحقيق الأهداف المعلنة من البداية.

أهداف واهمة..

من جهته، يشير المختص في الشأن الإسرائيلي معتصم سمارة، إلى أن نتنياهو اكتشف أن الميدان غير قادر على تحقيق أهدافه الواهمة، فتصاغرت مطالبه ليتراجع للوراء، في ظل ضبابية رؤيته من سيناريوهات أمريكية تمنحه شيكا مفتوحا في الحرب".

ويضيف سمارة في حديثه لنا: "جاء خطاب أبو عبيدة الأخير، ومظاهرات عائلات الأسرى ومطالبهم أثناء اللقاء معه، وزخم المظاهرات الدولية ضد العدوان، ترافق مع لمزه بتحول المواقف الدولية قبل ثلاثة أيام، وقوة المقاومة واستعدادها وصبر حاضنتها الشعبية، فبات يدرك خشية سحب البساط من تحت قدميه ما دعاه لتغيير مواقفه".

ويلتقي سمارة مع سابقيه، بقوة بيانات "أبو عبيدة" و"السنوار" لإكمال سلسلة الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وارباك الحكومة، بغياب الحسم بالدخول البري والنتائج العكسية للقصف الجوي الوحشي، وهو ما حوّل قناعات نتنياهو بالتوجه نحو الصفقة وتغيير المصطلحات، وفق قوله.

ويخلص سمارة بالقول: "إن الصفقة ليست نزهة وترف بالوقت، بل تحتاج لمفاوضات وتهدئة يرافقها زيادة الضغط الخارجي على إسرائيل، وضغط المقاومة الفلسطينية لتحقيق إنجازات تتفق مع حجم التضحيات المبذولة".

أسباب داخلية وخارجية..

بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي برهان السعدي إن خطاب "نتنياهو" السبت الماضي، كان لافتا بتراجعه عن مطالبه الأولى ومصطلحاته العالية، عازيا ذلك لعدة أسباب داخلية وخارجية.

ويضيف السعدي في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن "الدور القوي للمقاومة والمواجهة العسكرية المتوقعة بالخسارة ووجود خلافات في المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية وردات الفعل الشعبية العربية والعالمية الضاغطة، كانت كفيلة بالضغط على نتنياهو وحكومته للتراجع في المطالب الأولى والنزول لسقف أقل منها".

ويردف: "هناك تهديدات من قوى إقليمية فاعلة لتجاوز إسرائيل للخطوط الحمراء، كايران وتركيا، جعل نتنياهو وأركان حكومته يفكرون بالابتعاد عن فتح جبهات أخرى عكسية النتائج".

ويشير السعدي إلى أن هناك ترتيبات إقليمية لصفقة مصغرة تم التوافق بشأنها سبقتها إسرائيل بالهجوم المكثف الوحشي لتغيير مطالب المقاومة تحت النار، رافقها محاولات الدخول البري، لكنها منيت بالفشل الذريع، وأعقبها التصريحات المدروسة لـ "أبو عبيدة" و"السنوار"، وسبقها الإعلان في موسكو عن إمكانية إطلاق أسرى يحملون الجنسية الروسية، كل ذلك كان له الدور الضاغط على الكيان، تبعًا لقوله.

ويختم السعدي بالقول: "حان وقت النزول عن الشجرة، والخضوع لمطالب المقاومة والشعب الفلسطيني، المعتمدة على القوة في الميدان، وفرض الوقائع، عكس مفهوم إسرائيل للقوة المستندة للغرب الاستعماري والسلاح".