تزداد الأوضاع في قطاع غزة، مع دخول الحرب الإسرائيلية على القطاع يومها الـ 37، تدهورًا مع توقف المزيد من مستشفيات غزة التي باتت منذ أيام في مرمى نيران طيران ومدفعية الاحتلال.

وفي الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد، قصفت قوات الاحتلال مستشفى "مهدي" للولادة في غزة مما أسفر عن استشهاد طبيبين، وأطلقت مسيّرات "إسرائيلية" النار على مجمع الشفاء الطبي.

وأفاد مصدر طبي فلسطيني باستشهاد عدد من الجرحى نتيجة انقطاع الكهرباء عن مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.

استمرار القصف واستهداف النازحين..

واصل جيش الاحتلال، في ساعات مساء اليوم الأحد، قصف مناطق متفرقة في قطاع غزة، لا سيما الشمال وشمال مدينة غزة، تزامنًا مع إطلاق النار على النازحين إلى جنوبي القطاع.

وأطلقت آليات الاحتلال قذائف المدفعية والرشاشات بكثافة في محيط "كابيتال مول"، غرب غزة، ما أدى لاشتعال النيران في عدة أماكن بالمحيط.

واستشهد 19 مدنيًا فلسطينيًا، مساء اليوم، عقب استهداف الطيران الحربي "الإسرائيلي" لمنزل في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وقصف طيران الاحتلال منزلاً في منطقة التوبة شمال قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد مدنيين وإصابة العشرات. ووصل مستشفى الأوروبي عدد من الشهداء والإصابات في قصف منزل لعائلة الزغبي في "إسكان الأوروبي" غزة شرقي خانيونس.

وارتقى عدد من المواطنين شهداء وأصيب آخرون، بقصف طائرات الاحتلال منزلا قرب مدرسة الفخاري التي تؤوي نازحين شرقي خانيونس.

وأفاد مراسل "وكالة سند للأنباء"، بأن عددًا من الأطفال استشهدوا وأصيب العشرات جراء قصف منزل لعائلة الرقب مقابل مقر محافظة خانيونس سابقا. منوهًا إلى أنهم نُقلوا إلى مستشفى ناصر.

واستمرارًا في استهداف النازحين، قال مراسلنا إن عدة مواطنين مدنيون أصيبوا اليوم جراء إطلاق الاحتلال النار على شارع صلاح الدين في قطاع غزة.

استشهاد خدّج وخروج المشافي عن الخدمة..

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، ارتفاع عدد الأطفال الخدّج الذين استشهدوا بسبب انقطاع التيار الكهربائي إلى 3 أطفال حتى الآن في مجمع الشفاء الطبي، مشيرة إلى أن الأطفال الآخرين قد يواجهون الموت في أي لحظة، كما أعلنت عن استشهاد 5 مرضى بالعناية الفائقة بمجمع الشفاء بسبب نقص الأوكسجين.

كما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي 40 نازحا أثناء خروجهم من مجمع الشفاء صباح اليوم، وقصف آبار المياه الخاصة بالمستشفى، وفق المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش.

وأضاف "البرش": "لا نملك غير المياه المالحة والتمر لتوزيعها على المرضى والطواقم الطبية"، مشيرًا إلى أن الاحتلال قصف جميع المباني المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.

من جانبه، قال مدير الإسعاف والطوارئ في مستشفى القدس، إن المستشفى محاصر منذ أسبوع حيث لا تبعد الدبابات الإسرائيلية سوى 20 مترا منه، مشيرًا إلى أن المستشفى خرج عن الخدمة منذ يومين بسبب نفاد الوقود.

وأردف: "الصمت الدولي شجّع قوات الاحتلال على استمرار استهداف الفئات المحمية، ونحن على شفا مجاعة في قطاع غزة والاستهداف الإسرائيلي يمس مقومات الحياة، وقد تكون هذه رسالتنا الأخيرة وقد ننقطع قريبا عن التواصل مع العالم الخارجي".

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن كل مستشفيات شمال غزة خارج الخدمة باستثناء مشفى المعمداني. منوهًا إلى أن "خدمات مشفى المعمداني محدودة".

وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة، بأن الاحتلال يمنع أي حركة لسيارات الإسعاف إلى مجمع الشفاء الطبي. مبينًا: "لدينا أكثر من 100 شهيد ورائحة الجثث تخيم على أقسام مجمع الشفاء".

وأكد: "لا نستطيع نقل الأطفال من الحضانة إلى العناية المركزة بسبب القصف الإسرائيلي، والاحتلال يمنع التحرك بين مباني مجمع الشفاء الطبي".

ونوه إلى أن "قناصة الاحتلال استهدفوا أحد المرضى مباشرة، وهناك جرحى بين الطواقم الطبية والمواطنين".

لافتًا النظر إلى أن "المستشفيات لم تعد قادرة على إجراء العمليات الجراحية وتقديم باقي الخدمات الطبية، تزامنًا مع قصف مكثف على عدد من المستشفيات التي خرجت من الخدمة تماما بعد نفاد الوقود".

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، فجر الأحد، أنها فقدت الاتصالات مع الأشخاص الذين تتعامل معهم في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة. تزامنًا مع ازدياد الوضع الكارثي بالمستشفى إثر انقطاع الكهرباء عنه وتعرضه للاستهداف بشكل متكرر من قبل قوات الاحتلال.

وأظهرت صور من داخل المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الظروف القاسية للتعامل مع مصابين وصلوا من مخيم جباليا بعد تعرض منزلهم للقصف من قبل الاحتلال.

بدوره، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الأطفال الرضع في مستشفى القدس بغزة يعانون من الجفاف بسبب نفاد الحليب.

ونوهت المديرة التنفيذية الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إلى أن التقارير عن وفاة أطفال رضع في مجمع الشفاء الطبي جراء انقطاع الكهرباء تثير قلقا عميقا.

قال مصدر طبي فلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بئرا وخزانات المياه في مجمع الشفاء الطبي في غزة. تزامنًا مع حصار واستهداف متكررين للمستشفى الذي تؤوي ساحته آلاف النازحين ويعد الأكبر في قطاع غزة.

استهداف المدنيين..

وفي الجانب الآخر، واصلت قوات الاحتلال استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، وأوقعت غارات جوية نفذها طيران الاحتلال الحربي على أحياء سكنية شمال وجنوب قطاع غزة أكثر من 20 شهيدا.

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 11100 شهيد، بينهم أكثر من 8000 طفل وسيدة، في حصيلة غير نهائية.

وأفادت مصادر محلية، أن طائرات الاحتلال استهدفت منزلًا لعائلة النجار في بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، ما أدى لاستشهاد 13 مواطنًا و27 إصابة، إضافة لاستهداف منزل عائلة بريم في البلدة ذاتها.

كما ناشد مواطنون الصليب الأحمر للوصول إلى شهداء وجرحى في "بلوك 12" في مخيم الشاطئ، بعد استهدافه.

وفي ساعات صباح اليوم، استشهد مواطن فلسطيني وأصيب عدد آخر، في استهداف "إسرائيلي" لمنزل عنان البرش في جباليا البلد.

وشّنت طائرات الاحتلال وزوارقه الحربية غارات مكثفة على عدد من المناطق والأحياء في محافظة غزة، واستهدفت غارة إسرائيلية منزلًا لعائلة النخالة وسط مدينة غزة.

وقصف طيران الاحتــــلال بعدة غارات المناطق الشرقية في خانيونس، ومنزلًا لعائلة أبو شاب في منطقة زنة العواصية ببني سهيلا.

ووصلت العدد من الإصابات (من قصف بني سهيلا) إلى مشفى ناصر، وسط مناشدات بضرورة توجه سيارات الإسعاف للمكان.

وشنّ طيران ومدفعية الاحتلال، في الساعات الأولى من فجر اليوم، قصفا عنيفا على مواقع عدة في قطاع غزة.

واستشهد 18 فلسطينيا في قصف إسرائيلي استهدف منازل مأهولة في منطقتي الفالوجة وسوق معسكر جباليا شمالي قطاع غزة. يأتي ذلك في ظل غارات إسرائيلية متواصلة على مختلف أنحاء القطاع المحاصر.

وذكرت مصادر صحفية وطبية، أن مئات العائلات الفلسطينية المحاصرة داخل منازلها في الأحياء السكنية التي تشهد توغلات إسرائيلية بمدينة غزة، وجهت مناشدات للمنظمات المعنية، وخاصة منها الصليب الأحمر الدولي، لإخراجها.

وأضافت المصادر أن هذه العائلات لديها مصابون بعضهم استشهد نظرا لعدم إمكانية علاجهم، حيث لا تستطيع سيارات الإسعاف التحرك من المستشفيات إلى الأحياء السكنية التي تشهد قصفا وتوغلا من جانب قوات الاحتلال.

وأسفرت غارة لطيران الاحتلال على منزلٍ مأهول في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين.

وأفاد سكان محليون باستشهاد 9 مواطنين مدنيين ووقوع عدد من الجرحى في غارة إسرائيلية على منزل لعائلة العسكري في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة.

ونوهت المصادر إلى استشهاد عدد من المواطنين وجرح آخرين في غارة إسرائيلية على منزل لعائلة الرنتيسي في مخيم الشابورة في رفح جنوب قطاع غزة.

كما استشهدت مواطنة وأصيب آخرون في غارة على منزل لعائلة أبو عبدة في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وأعلن مجمع الشفاء الطبي، استشهاد طفل ثان داخل الحضانات في قسم الأطفال الخدّج، بعد توقف المولد الكهربائي وخروج المجمع عن الخدمة، في الوقت الذي يواصل فيه طيران الاحتلال استهداف المجمع، حيث قصف بئر المياه والخزانات التابعة له، وأطلقت طائرات مسيّرة النار على المجمع ومحيطه.

وتواصلت الغارات المكثفة من طائرات الاحتلال وزوارقه الحربية، والتي استهدفت عددًا من المناطق والأحياء في محافظة غزة.

وقصف طيران الاحتلال الحربي منزلًا لعائلة "أبو شاب" في منطقة زنة العواصية ببني سهيلا، ما أدى لاستشهاد طفل ووصول عدد من الإصابات إلى مشفى ناصر، تزامنًا مع مناشدات بضرورة توجه سيارات الإسعاف للمكان.

وقال مراسل "وكالة سند للأنباء"، إن عددًا من المواطنين استشهدوا وأصيب آخرون جراء قصف استهدف منطقة الصحابة وغرب مدينة غزة، ومركبات الإسعاف لا تتمكن من الوصول للمكان.

ونوه إلى أن مدفعية الاحتلال أطلقت قذائف صاروخية تزامنًا مع إطلاق قنابل إنارة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.