الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو مع اشتداد الحرب والحصار.. مولدات قديمة تسعف أهالي غزة

حجم الخط
شريف.JPG
غزة – وكالة سند للأنباء

يعمل المواطن زياد الشريف دون كلل أو ملل على إصلاح مولدات كهرباء قديمة، في محاولة منه لمساعدة سكان قطاع غزة على مواجهة أزمة الكهرباء والمياه التي تفاقمت جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع للشهر الثاني على التوالي.

ويستقبل الشريف عشرات المولدات الصغير يوميا في محل أسفل منزله، حوله إلى ورشه لإصلاح تلك المولدات بمقابل رمزي.

وانقطع التيار الكهربائي على عموم غزة يوم 11 أكتوبر 2023، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بسبب نفاد مخزون الوقود وحظر الاحتلال الإسرائيلي توريده إلى القطاع.

وقال الشريف وهو مهندس كمبيوتر واتصالات يقيم وسط قطاع غزة، إن الطلب على إصلاح المولدات قد ازداد بشكل كبير، بسبب انقطاع الكهرباء والحاجة الملحة للحصول على المياه.

وأضاف أن "الناس لجئوا إلى استخدام المولدات القديمة من أجل توفير مقومات للحياة داخل منازلهم".

وأوضح أن إصلاح مولدات الكهرباء القديمة قد يكون أكثر صعوبة من إصلاح مولدات جديدة، حيث قد تكون بعض الأجزاء غير متوفرة، أو قد تحتاج إلى تعديلات لتتناسب مع ظروف العمل في غزة.

وتابع قائلا "أحاول قدر الإمكان استخدام قطع غيار قديمة، ولكن في بعض الأحيان قد يحتاج إلى استخدام قطع غيار مستعملة، أو حتى قطع غيار مصنوعة محليا".

ويواجه الشريف سيلا من "المصاعب" في عمله بينهم عدم توفر قطع الغيار وبيئة مناسبة للعمل لكنه يحاول أن يخدم جميع زبائنه وفق ما يقول.

وبينما يعمل الرجل داخل ورشته التي يتناثر بداخلها مولدات مفككة وأخرى تنظر دورها في الصيانة دوي صوت قصف قريب، وعن ذلك، قال الشريف لوكالة أنباء (سند) "القصف اليوم في كل مكان وبطل يؤثر فينا".

وحولت الغارات الإسرائيلية أحياء كاملة في مختلف أنحاء قطاع غزة إلى كومة من الركام، خلال الشهر الأول من الحرب غير المسبوقة على القطاع.

واستشهد أكثر من 11100 فلسطيني جلهم من النساء والأطفال في آخر تحديث للأرقام الرسمية، حيث أعلنت الصحة اليوم الأحد أنها لا تستطيع متابعة أعداد الشهداء بسبب توقف الخدمات الطبية في مدينة غزة والشمال ومنع الاحتلال المشافي والاسعافات من العمل.

ورغم ذلك، يحاول السكان الاستمرار في الحياة حيث سحب ناصر البحيصي مولدا قديمًا من داخل مخزن في منزلة وأرسله إلى الصيانة من أجل إصلاحه بهدف مليء خزانات المياه فوق سطح منزله الذي يأوي 33 فردًا.

وقال البحيصي ويقطن في مخيم دير البلح وسط القطاع "يمكن أنا أول واحد اشتريت مولدا صغيرا في بداية الأزمة لكن تركته بعد ما صار في كهرباء بديلة".

ويبلغ متوسط احتياجات قطاع غزة من الكهرباء 550 ميغا واطا، بينما كان يتوفر منها قبل إعلان الاحتلال الإسرائيلي الحرب على عزة، نحو 205 ميغاواط.

ومع اشتداد أزمة الكهرباء عام 2010، اضطرت شركة الكهرباء لاعتماد نظام المداورة في إمدادات الطاقة، عبر تشغيلها في أماكن وفصلها عن أماكن أخرى.

ولسد العجز، أقيمت مشروعات خاصة لتوفير التيار الكهرباء داخل الأحياء في قطاع غزة بمقابل 4 شواكل أي ما يعادل دولارا أمريكيا واحدا مقابل كل كيلوت واط من الكهرباء.

وتلك المشروعات اعتمدت على مولدات عملاقة وكانت تستهلك الآلاف من لترات السولار توقفت جراء نفاد الوقود أو تعرضها للقصف الإسرائيلي.

ولكن بعد مرور بضع أيام على العدوان الإسرائيلي الجاري منذ 7 أكتوبر 2023، بدأ الاحتلال استهداف مصادر الطاقة خاصة المولدات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية.

وفي رفح جنوب قطاع غزة، يقضي أشرف حمد ساعات النهار أمام منزله في إصلاح المولدات الكهربائية لجيرانه وأصدقائه.

وقال حمد (52 عاما) وكان يعمل في مخرطة في الأراضي المحتلة عام 1948 قبل اندلاع الحرب "إصلاح هذه المولدات عملية سهلة لمن يتقنها وبعضها لا تعمل لأنها تركت منذ زمن طويل".

ويستأجر بعض السكان في جنوب قطاع غزة المولدات الصغيرة ويشغلونها بعد توصيلها بأنابيب غاز الطهي.

ودفع محمد حمدي أربعين شيكلا (10 دولارات) مقابل استأجر مولد كهربائي من أجل مليء خمسة خزانها على سطح منزله بالمياه.

وقال حمدي ويقطن في خان يونس "في البداية كنت أتناوب مع أشقائي على سحب المياه بالجالونات لمليء الخزانات لكن جزءا كبيرا من المياه كانت تهدر بخلاف المشقة والوقت الطويل لإتمام هذه المهمة الشاقة".

وللفلسطينيين تاريخ طويل مع انقطاع التيار الكهربائي جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ صيف العام 2006.

وخلال سنوات الحصار الأولى امتلكت معظم المنازل مولدات صغيرة تنتج ما بين كيلو وات واحد وخمسة كيلو وات من الكهرباء لمواجهة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عقب أسر حركة حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط يوم 25 يوليو/ حزيران 2006.