الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

في غزة .. تكافل تحت القصف والمطر

حجم الخط
مخيمات النزوح.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

رغم الظروف الكارثية التي ألمت بالجميع في قطاع غزة، وانعدام شبه تام للموارد ومخاطر التحرك والتنقل، مع استمرار العدوان الإسرائيلي المدمر منذ 40 يومًا، اختار المئات من النشطاء الانخراط في مبادرات تطوعية للتخفيف من معاناة مئات الآلاف من النازحين وتعزيز قدرتهم على الصمود.

واندفع متطوعون فلسطينيون إلى تقديم أغطية وملابس للأسر النازحة بعد أن ضاعفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة على مدار اليومين الماضيين، همومهم ومتاعبهم التي تفاقمت جراء العدوان المتواصل.

ومع بدء موسم الأمطار ووجود مئات الآلاف من النازحين في مراكز الإيواء تزداد المخاوف من انتشار الأمراض وحدوث فيضانات؛ جراء تراجع أغلب الخدمات البلدية بسبب انقطاع التيار الكهرباء بالكامل علن القطاع منذ 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف الجوي والبحري والمدفعي غير المسبوق على قطاع غزة لليوم الأربعين على التوالي.

ونزحت آلاف الأسر عن منازلها في مدينة غزة وشمال القطاع، بعد تعرضها للقصف الإسرائيلي واستقر بهم الحال لدى أقربائهم أو في مراكز إيواء في جنوب وادي غزة، إلى جانب النزوح الداخلي من البلدات الشرقية إلى وسط محافظات الوسطى وخانيونس ورفح وغربها.

141123_Dair El-Balah_00(30).jpg
 

مبادرات وحملات

 

وقال الناشط محمد صلاح وهو يجمع مساعدات من الأهالي في رفح: "رسالتنا هي مساعدة الناس والوقوف إلى جانبهم في مثل هذه الأوقات العصيبة".

وأضاف صلاح لـ"وكالة سند للأنباء" أنه بادر مع مجموعة من زملائه هذا الأسبوع بتنظيم حملات لجمع الأغطية والملابس الفائضة عن الأسر في رفح من أجل تقديمها للأسر النازحة في مركز الإيواء والخيام التي أقامتها الأونروا للنازحين في جنوب قطاع غزة.

وطاف صلاح وعدد من زملائه على مركز إيواء في رفح وخان يونس وسلموا عددا من الأسر النازحة المتضررة أغطية وملابس وقطع من النايلون.

ووصف الناشط هارون سليمان الذي يقود مجموعة من المبادرين منذ سنوات أوضاع النازحين في جنوب قطاع غزة بـ"المأساوية".

وقال سليمان لـ"وكالة سند للأنباء": "منذ بدء العدوان ونحن نعمل من أجل مساعدة الأسر المتضررة من العدوان لكن حجم الاحتياجات أكبر من طاقتنا".

وأضاف أن مشكلات الحصول على الطعام والشراب والسكان كانت تؤرق النازحين في البداية لكن الآن أصبحت الأمطار والأوبئة "خطرا محدقا بهم".

وعلى مدار الأسابيع الستة الماضية لم يتوقف سليمان عن توفير الاحتياجات الضرورية للنازحين والمحتاجين.

وعن ذلك يقول "الناس للناس، نحن نجمع المساعدات من أهل الخير من داخل غزة وخارجها ونعمل على توزيعها على النازحين والمحتاجين في رفح".

وأضاف أن "الحرب حولت آلاف الأسر التي كانت تقتات من عملها اليومي إلى جحيم وكثير منهم نعمل على مساعدتهم بقدر ما نستطيع".

وفي خان يونس ومخيمات دير البلح والنصيرات والمغازي والبريج تتلقى الأسر مساعدات من قبل الأهالي والناشطين أيضًا.

في المقابل، يشتكي النازحون من الاكتظاظ داخل مراكز الإيواء ونقص الخدمات والطعام والشرب الذي من المفترض أن توفره وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.

 

احتياجات تفوق الإمكانات

 

وتقول الأونروا التي تدير 169 ملجأ في جنوب قطاع غزة إن حجم احتياجات النازحين تفوق قدراتها في ظل القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وفي ملجأ في رفح، أثار المطر هلع النازحين الذين استيقظوا ليجدوا ملابسهم التي علقوها لتجف ليلا قد ابتلت تماما بمياه الأمطار.

وقالت سيدة عرفت نفسها باسم أم يوسف: "هربنا القصف والدمار والموت والمطر نزل وكمل علينا".

وأضاف السيدة التي كانت تنزح المياه من داخل خيمتها التي يقيم فيها 19 فردا "أهل الخير مشكورين قدموا لنا بعض الأغطية والملابس والحمد لله نحن صامدون".

ونزحت معظم الأسر عن منازلها في غزة وشمال القطاع وتركت وراءها كل شيء تقريبا.

وقال عماد مرتجى ويقيم لدى أصهاره في خان يونس "طلعنا من الدار بالملابس التي نرتديها فقط. اليوم بروح على السوق كل يوم من أجل شراء بعض الملابس لأطفالي".

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء فلسطينيين استغاثات لعشرات الأسر التي تقيم داخل خيام في مركز الإيواء في جنوب قطاع غزة.

 

تحذير ومخاطر

 

وحذرت بلدية رفح في بيان صحفي اليوم الأربعاء، من خطورة استمرار هطول الأمطار وما قد يتمخض عنها من فيضانات تغمر مرافق الصرف الصحي، المتضررة جراء القصف وانقطاع التيار الكهربائي.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن قطاع غزة يواجه احتمالات متزايدة لانتشار الأمراض لأن القصف الإسرائيلي عطل النظام الصحي وقلص القدرة على الحصول على المياه النظيفة وتسبب في تكدس النفايات في الشوارع وداخل مراكز الإيواء.

وحذر مدير مستشفى الكويتي التخصصي في رفح صهيب الهمص من خطورة انتشار الأوبئة بين صفوف النازحين بفعل الاكتظاظ وتغير الأجواء المناخية.

وقال الهمص "رصد انتشار حالات إسهال وأمراض ربو بين صفوف مئات الأطفال والمسنين خلال الأيام الأخيرة".

وحظرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الماء والغذاء والدواء والوقود وفرضت إغلاقا شاملا ومشددا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأصبح معبر رفح البري مع مصر هو المنفذ الوحيد لأهالي قطاع غزة على العالم ومن خلاله يتم تزويد القطاع باحتياجاته اليومية.

لكن المعبر بقي مغلقا، إلى أن توصلت السلطات المصرية إلي تفاهمت مع إسرائيل والولايات المتحدة من أجل إعادة تشغيله لإدخال مساعدات إنسانية محدودة يوم 22 أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، يقتصر توزيعها من الأونروا على جنوب وادي غزة، ومخصصة غالبا لمراكز الإيواء الرسمية فيما هناك مئات الآلاف من المواطنين بما فيهم نازحين في منازلهم أو مراكز إيواء غير رسمية.