بعد أكثر من 20 ساعة من اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المجمع الطبي، فجرت خلاله العديد من المباني ومستودع الأدوية والأجهزة الطبية، وأحدثت تخريبا في القبو، واعتقلت العديد من النازحين والمرضى، والموظفين انسحبت تجر أذيال الخيبة والفشل، محاولة مداراتها بمسرحية مفضوحة.

وأقرت القناة 13 العبرية بـ "فشل استخباراتي قاتل خلاف ما كان متوقع.. مستشفى الشفاء خالية من الأعمال العسكرية".

وطوال الأسابيع الماضية، ضخمت إسرائيل مجمع الشفاء الطبي، وحولته بدعايتها الكاذبة من مؤسسة طبية إلى قاعدة عسكرية زعمت أنها تستخدم مقرا لقيادة حماس وكتائب القسام.

وقبل ساعات من اقتحام المجمع الطبي، تعالت دائرة التلفيق الإسرائيلي والأمريكي، حتى وصل بهم الأمر إلى الادعاء بأن المجمع الطبي يستخدم لاحتجاز أسرى الاحتلال.

الفضيحة المدوية كانت بعد الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال التي حاولت مداراة فضيحتها بعرض عدد من الأسلحة الفردية وصندوق تمر، وهو ما أثار حالة من السخرية الجديدة مما يعرضه الاحتلال.

إفلاس

ووصفت الفصائل الفلسطينية حديث الاحتلال عن العثور على أسلحة بمستشفى الشفاء بالإفلاس.

وقالت الفصائل الفلسطينية في بيان لها: إن ما نشره الاحتلال بشأن العثور على أسلحة في مستشفى الشفاء إفلاس وفشل وعجز.

وتساءلت عن عدم استجابة الأمم المتحدة بإرسال فريق إلى مجمع الشفاء للتأكد من خلوه من الأسلحة.

وأكدت أن المشافي مخصصة فقط للعمل الصحي ولم تستخدم لأي أغراض تتنافى مع هذه المهام.

مسرحية هزلية

يقول الدكتور باسم نعيم، القيادي في حركة حماس: "كنا نتوقع هذه المسرحية الهزلية التي جرت في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة".
وأضاف نعيم في تصريحات صحفية: "الادعاءات الصهيونية بشأن مستشفى الشفاء مسرحية هزلية".
وأكد استقبال أي لجنة دولية محايدة للاطلاع على الأوضاع في المستشفيات.

وأشار إلى أن المستشفيات يقيم فيها 70 ألف من الذين نزحوا من بيوتهم نتيجة العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل على غزة؛ فليس من المعقول إدارة عمل عسكري مقاوم منها.
وقال نعيم: "ونحن قلنا منذ البداية أننا لا نستبعد قيام جيش الاحتلال الصهيوني الإرهابي بإحضار الأسلحة ووضعها في مجمع الشفاء".
وشدد على أن الأدلة التي عرضها جيش الاحتلال الإرهابي سخيفة ولا قيمة لها.
وقال: العدو الصهيوني الإرهابي فشل مجددا في إثبات ما يدعيه منذ أسابيع، مشددا على أن هدف العدو الصهيوني هو الضغط على المستشفيات والكوادر الطبية وتهجير السكان.

استخفاف إسرائيلي

الاستهزاء بما عرضه الاحتلال الإسرائيلي لم يقتصر على الفلسطينيين، فقد أشعل غضب الإسرائيليين، وفق ما تابعته وكالة سند للأنباء.

ووصف الإسرائيلي بيرسيك ما حدث بأنه :فشل استخباراتي كبير، مضيفا: "قالوا لنا إن مركز حماس موجود وهناك أنفاق. كل ما وجدوه هو بعض الأسلحة، وربما هم من وضعوها للتغطية على هذا الفشل".

أما ايشيريوس بروتيكتيد فقد قال: "كنا بانتظار رؤية الأنفاق والمدينة التي عرضوها وليس مجموعة من الأسلحة الصدئة".

وسبق أن نشر جيش الاحتلال مادة فيلمية ممنتجة فنيًّا لأنفاق وغرفة قيادة أسفل المجمع الطبي زعم أنها تحاكي ما هو موجود على أرض الواقع، وهو ما ثبت أنه مجرد أكاذيب.

بدوره، وصف الإسرائيلي كينو الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال بأنه "ضعيف جدا وبدون صوت يحوي لابتوب وأقراص كان عليهم أن يبدعو أكثر".

وقال إسرائيلي آخر، أنه كان عليه (الناطق باسم جيش الاحتلال) أن يتعلموا من أبو عبيدة، الذي تحظى خطاباته الملتفزة بمتابعة واسعة وثقة ومصداقية بما يذكره.

انسحاب جزئي

وقال مصدر داخل مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، الأربعاء، إن قوات الاحتلال سحبت بعض آلياتها من المستشفى، وأبقى عددا من الجنود داخله.

وأضاف المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن "هناك بعض الجنود داخل المبنى، تزامنا مع توقف لإطلاق النار وهدوء حذر".

وأشار إلى أن "الموجودين بالمستشفى لا يتمكنون من الخروج، نتيجة إطلاق النار على أي شيء متحرك".

وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "اعتقل عددا من النازحين والمرضى وأهاليهم (لم يذكر عددهم)، واقتادهم إلى جهة مجهولة".

وأوضح أن "قصفا إسرائيليا طال أحد أقسام المجمع من الجهة الجنوبية الغربية قرب مبنى الولادة، ولم نستطع تحديد الهدف بدقة، بسبب عدم القدرة على التحرك أبدا".

وعن أعداد الموجودين داخل المجمع، قال المصدر إن "العدد يصل إلى نحو 700 مريض وجريح، و650 فردا من الطواقم الطبية، وألف نازح".