الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

المسعفون ورجال الدفاع المدني .. أبطال على خطوط النار في غزة

حجم الخط
071123_Dair El-Balah_NAA_00(38).jpg
رفح- خاص وكالة سند للأنباء

يضع رجال الإسعاف والدفاع المدني في غزة أرواحهم على أكفهم منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ لتلبية نداءات الاستغاثة على مدار الساعة وإنقاذ الجرحى والمحاصرين بين الركام وتحت أنقاض المباني المدمرة.

وبينما يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته غير المسبوقة على قطاع غزة لليوم الـ 47 على التوالي، يندفع المسعفون دون كلل إلى أماكن القصف وينتشلون الشهداء والجرحى ويعملون لساعات على سحب العالق أسفل الأنقاض، فيما انفطرت قلوب العديد منهم باستشهاد عائلاتهم أو أفراد منهم.

وفي نقطة الإسعاف والطوارئ وسط رفح جنوب قطاع غزة لا تتوقف نداءات الاستغاثة من مختلف المناطق طلبا للنجدة.

لحظات رعب وقلق

ويقول رئيس قسم الإسعاف والطوارئ في جهاز الدفاع المدني محمد الحاج يوسف: "منذ بداية العدوان لم نتوقف عن أداء واجبنا ومهمتنا الإنسانية في إنقاض الجرحى والعالقين رغم استهدفنا من قبل طيران الاحتلال، وقلة الإمكانات".

ويضيف يوسف الذي عاصر حروب الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ عام 2008 "أحيانا لا أرى عائلتي بالأسبوع، فعملنا يحتاج إلي يقضه ومتابعة مستمرة في ظل هذه العدوان الذي يخلع القلب".

والتحق يوسف بجهاز الدفاع المدني عام 2008، ويصف الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة ب "المحرقة".

ويوضح في حديثة لوكالة سند للأنباء أنه في بعض الأحيان يشجع المسعفون بعضهم البعض من أجل الوصول إلى المناطق الخطرة في ظل القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف في كل أماكن القطاع ".

ويشير إلى أن المسعفين يعيشون أثناء تنفيذ المهمات لحظات رعب وقلق خشية تعرضهم لقصف إسرائيلي مباشر كما حدث مع زملائهم الآخرين.

ويواجه المسعفين "صعوبة في توفير المعدات اللازمة لمركباتهم، فالأوكسجين، مثلا وإن كان متوفرا في المستشفيات، إلا أن الوصول إليها لتعبئته ليس بالأمر السهل في ظل هذا العدوان الهمجي" بحسب ما يقول يوسف.

ووفق رئيس قسم الإسعاف والطوارئ في جهاز الدفاع المدني فإن المسعفين يعملون بأقل الإمكانات وبعضهم لا يجدون الوقت للاستحمام أو العودة إلى منازلهم ولقاء أفراد أسرهم، ويقول" في أي لحظة يمكن أن يتعرض أي مكان للقصف وبالتالي يجب أن يكون المسعف في عين المكان المستهدف في أسرع وقت ممكن ".

واستشهد ثلاثة مسعفين في شمال قطاع غزة مساء أمس الثلاثاء ليرتفع عدد المسعفين من جهاز الدفاع المدني الفلسطيني الذين قضوا خلال محاولته إنقاذ الآخرين إلى 22 مسعفا وأصيب أكثر من 70 آخريين بجروح منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

فرحة غير مسبوقة

وعندما تهاجم طائرات الاحتلال المنازل والأحياء السكنية ومركز الإيواء وحتى المستشفيات تتطاير الشظايا وينبعث دخان كثيف ويجد المسعف نفسه عرضة للإصابة والاختناق وحتى الموت، وفق رئيس قسم الإسعاف والطوارئ في جهاز الدفاع المدني.

ويوضح يوسف أنه في إحدى المهمات غرب رفح تعرض المنزل المقصوف لغارة ثانية قبل لحظات من وصول المسعفين إلى المكان، وقال: "لولا عناية الله لاستشهد جميع أفراد الطاقم".

وينبه إلى أنه ومع أعداد الإصابات غير المسبوق وقلة الإمكانية، نقلنا 7 جرحى وأحيانا 10 جرحى في سيارة واحدة.

ولا تتوقف مأساة المسعفين عند هذا الحد بل إن بعضهم لا يجد ماء أو غذاء، ويشير يوسف إلى أنه في بعض المهام تحتاج إلى ساعات طويلة من التنقيب والبحث تحت الأنقاض من أجل العثور على مصابين أو عالقين.

ويضيف "في مهمة في تل السلطان غرب رفح استمر عملنا 6 ساعات متواصلة وبالنهاية تم سحب طفلة على قيد الحياة من أسف ركام المنزل ".

وتابع "كانت فرحة الفريق غير مسبوقة رغم استشهاد 9 مواطنين جلهم من النساء والأطفال والدمار والخطر المحدق في ذلك المكان ".

انقطاع الاتصال عن غزة

ويؤكد يوسف أن رسالة الدفاع المدني هي إنسانية بالدرجة الأولى وهدفها إنقاض حياة الإنسان لكن الاحتلال الإسرائيلي المجرم لا يحترم أي قوانين في عدوانه الهمجي وغير المسبوق على غزة.

ويقول: "في بعض المناطق تعرض اثنان من زملائنا للاختناق ولم نجد شربة و-بحمد الله- استفاقا بعد وصولهم إلى المستشفى وتلقيهم الرعاية الطبية اللازمة ".

وعانى المسعفون والدفاع المدني في الوصول إلى الأماكن التي تتعرض للقصف خلال فترات انقطاع الاتصال عن غزة.

وعن ذلك يقول يوسف: "كنا نتحرك وفق صوت القصف والدخان المتصاعد من المكان وأحيانا بعد الاستعلام من المدنيين الذين نقلوا الشهداء والجرحى من تلك الأماكن ".

ويضيف "على الرغم من أن جهاز الدفاع المدني هو جهاز مدني متعلق بمنظومة الحماية المدنية في مختلف أنحاء العالم إلا أن الاحتلال لا يتوقف عن استهدافه وملاحقته ".

إسقاط القوانين والبروتوكولات 

وارتفع عدد الشهداء من الكوادر الطبية إلى 205 بعد استشهاد ثلاثة أطباء في قصف إسرائيلي على مستشفى العودة في غزة مساء أمس الثلاثاء، فيما استشهد 64 صحفيا حتى الآن.

كما ارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي تجاوزت 14 ألف شهيد وأكثر من 6 آلاف مفقود وفق إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وفي مدينة غزة وشمال القطاع حيث يتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ثلاثة أسابيع، اتهم الناطق باسم الدفاع المدني الرائد محمود بصل جيش الاحتلال بتعمد استهداف المسعفين وطواقم الدفاع المدني ومنعهما من الوصول إلى الجرحى والمصابين كما يحدث في مخيم جباليا حاليا.

وقال الرائد بصل لوكالة سند للأنباء إن جيش الاحتلال" تعمد "إطلاق النار على منزل كنا نحاول إغاثة سكانه تحت الأنقاض وسط مدينة غزة.

وأضاف" لقد أسقط جيش الاحتلال كل قوانين والبروتوكولات خلال عدوانه الهمجي على غزة ".