الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

موسى مدفع.. سفير فلسطين وممثلها القرآني

حجم الخط
72782_1000_518.jpg
أحمد البيتاوي-وكالة سند للأنباء

قبل خمسة عشر عاماً ومن إحدى حلقات تحفيظ القرآن في مسجد أول سفير في الإسلام مصعب بن عمير في مدينة نابلس، بدأ موسى محمد مدفع مشواره مع كلام الله.

وقتها كان في التاسعة من عمره. واليوم صار الطفل سفيراً لفلسطين وأحد أهم ممثليها في مسابقات حفظ القرآن العالمية.

يحدثنا مدفع عن البدايات فيقول:" في إحدى المرات، ذهبت برفقة والدي إلى رام الله لمشاهدة مسابقة دولية لحفظ القرآن".

ويضيف، "رأيت مشاركين من مختلف دول العالم، منهم الأبيض ومنهم الأسمر، منهم العربي ومنهم الأجنبي، بعضهم كان لا يتقن العربية غير أن لسانهم كان طلقاً بالقرآن أفضل من الناطقين بلغة الضاد".

ويكمل لمراسل "وكالة سند للأنباء": "أعطتني هذه المسابقة دافعاً كبيراً لمواصلة حفظ كتاب الله (...) قلت في نفسي: لمَ لا أكون أحد هؤلاء الحفظة وأُمثّل فلسطين على مستوى العالم؟"

الأول في كرواتيا والثالث في السعودية

ويشير مدفع إلى أنه أتم حفظ القرآن كاملاً قبل الثانوية العامة، وبعد نجاحه في التوجيهي واصل تثبيت الحفظ والمشاركة في مسابقات محلية ودولية.

وعن أهم هذه المسابقات، يقول مدفع: "في العام 2017 شاركت بمسابقة القدس التي أقيمت في المسجد الأقصى، وحصلت على المركز الأول، وفي نفس العام شاركت في مسابقة نظمها ملتقى القرآن في جامعة النجاح وحصلت على المرتبة الثانية".

ويكمل: "قبل هذه المسابقات المحلية شاركت بعدة مسابقات دولية أقيمت خلال عامي 2016 و2017 في تونس ودبي والكويت، لكنني لم أوفق بالحصول على مراكز متقدمة".

ويشير إلى أنه "بعد كل مسابقة كنت أستفيد من تجربتي وأواصل مراجعة ما حفظته وأعقد العزم على تقديم أفضل ما عندي في المرات القادمة".

ويذكر مدفع (22 عاماً) إلى أن مشاركته في مسابقة "كرواتيا" العام الماضي بحضور حفظة من 45 دولة، كانت علامة فارقة في مسيرته، حيث حصل على المركز الأول.

لم تتوقف نجاحات مدفع عند هذا الحدث، حيث حصل قبل عدة أيام على المركز الثالث في مسابقة أقيمت في السعودية لحفظ وتفسير القرآن بمشاركة أكثر من 100 دولة.

عائلة قرآنية

موسى ليس الوحيد الذي يحفظ القرآن في العائلة، فوالده يحفظ هو الآخر أكثر من 25 جزءاً وكذا شقيقه الأصغر، بالإضافة لزوجته التي أتمت حفظ القرآن كاملاً.

يقول الوالد محمد:" يمتاز موسى منذ صغره بذكاء شديد وسرعة كبيرة على الحفظ، طوال مراحل الدراسة كان ابني أحد الأوائل على صفه، وتوّج ذلك بحصوله على معدل 95% في الثانوية العامة".

ويلفت الأب إلى أن موسى اختار التخصص الأدبي؛ لأنه يرغب بدراسة الشريعة الإسلامية، وهو ما كان حيث يكمل اليوم دراسة ماجستير الشريعة في جامعة النجاح.

وحسب والده فإن موسى يظل معتكفاً كل يوم في المسجد من صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، يذاكر دروسه ويراجع حفظه ويختم القرآن مرة كل أسبوع.

وشدد محمد على أن ابنه موسى يستغل ومنذ صغره كل دقيقة من وقته، ويحب إلى جانب حفظ القرآن كرة القدم، حيث كان حارس مرمى نادي مخيم عسكر القديم شرق نابلس.

الحفظ ليس صعباً

وأبدى موسى مدفع انزعاجه من عدم وجود جهات رسمية تدعم تحفيظ القرآن وتشجع الحفظة وتقدم لهم العون المادي والمعنوي.

وينفى أن يُشكّل حفظ القرآن عائقاً أمام التفوق الدراسي، ويؤكد على أن ذلك من شأنه أن يزيد مهارات الحفظ ويقوي اللسان، إلى جانب مرضاة الله التي تعتبر أساس كل تفوق ونجاح.

وينهي مدفع كلامه: "حفظ القرآن ليس بالأمر الصعب، خاصة في مرحلة الطفولة، فالذاكرة في تلك المرحلة تكون قوية ونظيفة".