الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

بعد بدء سريان التهدئة..

بالفيديو نازحون يعودون لمنازلهم في غزة وسط آمال بوقف شامل للعدوان

حجم الخط
8.jpeg
غزة - وكالة سند للأنباء

عاد الآلاف من الفلسطينيين إلى منازلهم في المناطق الحدودية شرق وشمال قطاع غزة اليوم الجمعة، مع دخول أول اتفاق تهدئة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

وطوال الأسابيع الماضية احتمال هؤلاء في المدارس والمستشفيات بعدما أجبروا تحت وطأة القصف والتدمير الإسرائيلي على إخلاء منازلهم في واحدة من أكبر عمليات التهجير القسري خلال مدة قصيرة طالت 1.7 مليون فلسطيني بما يعادل 80 % من سكان القطاع.

عودة وأمل

وقفز مواطنون فلسطينيون في مركبات أو على عربات تجرها حيوانات أو سير على الأقدام من أجل العودة إلى مناطق سكناهم في شمال ووسط وجنوب القطاع بينما استغل آخرون التهدئة لتأمين حوائج عائلاتهم.

وأعرب كثير من الفلسطينيين التقتهم وكالة سند للأنباء عن أملهم في أن تصمد الهدنة ويتم تمديدها وإنهاء الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقبل دقائق من سريان الهدنة، خرج وسام صلاح (44 عاما) مع أسرته المكونة من تسعة أفراد من أحد مراكز الإيواء في رفح وتوجه إلى منزله في مخيم البريج وسط القطاع.

وقال صلاح لوكالة سند للأنباء "بعد معاناة شديدة وأيام صعبة، الناس بدأت مع التهدئة تعود لتفقد منازلهم وممتلكاتهم وأقربائها".

وأضاف "أن وأسرتي نازحين في رفح منذ شهر تقريبا... اليوم سنعود إلى منزلنا وإن شاء الله تستمر الهدنة".

وجاء اتفاق التهدئة الذي ينص على وقف الأعمال العسكرية على مدار أربعة أيام متواصلة برعاية قطرية ومصرية ودعم أمريكي، بعد سبعة أسابيع من العدوان المتواصل على القطاع.

ويتضمن الاتفاق إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة مقابل الإفراج عن 150 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
خروقات إسرائيلية وإصرار فلسطيني

ولا تزل الخروقات الإسرائيلية للتهدئة محدودة حتى الآن، وتمثلت في إطلاق النار في الأطراف الشرقية لخانيونس ورفح، وبعض أحياء غزة وشمالها، وقتل اثنين من المواطنين وإصابة آخرين خلال محوالتهم العودة إلى منازلهم في غزة.

وألقت طائلات الاحتلال الإسرائيلي منشورات وسط القطاع وجنوبه تطالب السكان بعدم العودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، بدعوى أنها منطقة أعمال حربية.

وقال السائق محمد حجازي من رفح لوكالة سند للأنباء إنه نقل خلال الساعات الأولى للتهدئة أكثر من عائلة من رفح إلى منطقة وادي غزة.

وحجازي واحد من بين مئات السائقين الذين اضطروا إلى استخدام زيت الطهي من أجل الاستمرار في العمل لتأمين نقل الفلسطينيين خلال أوقات الحرب والسلم.

ووفق ما أفاد نازحون وشهود عيان فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه النازحين المتوجهين إلى مدينة غزة وشمال القطاع.

وقال السائق حجازي إن أحد زبائنه أصيب بطلق ناري لحظة وصوله إلى مفترق الشهداء (نتساريم) لكن آخرين تشبثوا بالأمل من أجل العودة إلى منازلهم في غزة.

وأضاف "ما في سولار ولا أي إمكانات للحياة بكفي حرب وقصف وتدمير".

وتسببت الحرب والحصار الإسرائيلي المشدد بتدهور الوضاع المعيشية في قطاع غزة، إذ اضطر السكان إلى استخدام الحطب لطهي الطعام وغلي الماء قبل شربة.

ووضع إبراهيم الزيني خمس أنابيب غاز على عربة يجرها حصان وتوجه إلى محطة محروقات شمال رفح، لكن وجد أمامه طابور طويل من السكان ينتظرون الحصول على غاز الطهي الذي حرموا منه منذ بداية العدوان.

يقول الزيني "بدنا (نريد) غاز وبدنا طحين وبدنا لوازم كثيرة في ظل القصف والعدوان الذي لا يرحم".

مساعدات لا تكفي احتياجات غزة

ودخلت إلى غزة أول دفعة من غاز الطهي مكونة من 84 ألف طن و130 ألف لتر من المحروقات لأول مرة بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ صباح اليوم.

ويقول مسؤولون حكوميون في غزة إن المساعدات القادمة من خلال معبر رفح مع مصر لا تزال محدودة وغير كافية لاحتياجات أهالي القطاع.

وصرح المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود هشام عدوان للصحفيين في معبر رفح بأن المساعدات والمحروقات التي بدأت بالوصول إلى غزة لا تكفي خمس احتياجات سكان القطاع.

وعاش المواطنون الفلسطينيون أسابيع قاسية وسط القصف المروع والحصار المشدد وبعضهم لم يجد لأيام كسرات الخبز أو ماء صالح للشرب.

دمار هائل

وكشفت الساعات الأولى للتهدئة حجم الدمار الهائل الذي أحدثه آلة الحرب الإسرائيلية في القطاع لا سيما في مدينة غزة ومخيمات مثل الشاطئ وجبالي وبلدة بيت لاهيا في شمال القطاع.

وأظهرت مقاطع فيديو بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مئات الفلسطينيين وهو يسيرون في طرقات محطة ووسط مئات المنازل المدمرة في مدينة غزة وشمال القطاع.

ودمّر العدوان أكثر من 46 ألف وحدة سكنية كليا، وألحق دماراً جزئيا بـ 234 ألف وحدة سكنية في حصيلة غير نهائية وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

وتمكن المئات من الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم في بلدة بيت حانون التي تعرضت لسيل من الغارات الجوية في بداية العدوان.

وكانت بلدة بيت حانون أول البلدات التي تتوغل فيها قوت الاحتلال البرية، لكنها تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية وفق ما أظهرت مقاطع فيدو بتها المكتب الإعلامي لكتائب القسام خلال العدوان.

والحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 هي الأعنف على الإطلاق بعد سلسلة حروب كان أطولها في عام 2014.

وقال مسن عرف نفسه باسم أبي محمد وهو يجلس على أطلال ركام منزله "اليهود بدمروا ونحن نعمر ولن نستلم ولن نتخلى عن أرضنا".