قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن "عجلة الحياة متوقفة تماماً" في قطاع غزة، نتيجة الحرب العدوانية الوحشية، والخسائر المادية الهائلة التي خلفتها آلة الحرب "الإسرائيلية".

ونوه المكتب الإعلامي في المؤتمر الصحفي اليومي، مساء اليوم الثلاثاء، إلى أن 2.4 مليون فلسطيني يعيشون ظروفاً غاية في الصعوبة في قطاع غزة. مبينًا أن الحرب "الإسرائيلية" طالت كل مناحي الحياة.

وأوضح: "كان يصل قطاع غزة قبل شن الاحتلال الحرب الوحشية 600 شاحنة يومياً، ومع بدء الحرب لم يدخل القطاع ولا حبة قمح واحدة عبر المعابر، ومع دخول الهدنة الإنسانية بدأ يدخل يومياً عشرات الشاحنات".

وبيّن المكتب الإعلامي، أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى إدخال 1000 شاحنة من المساعدات والإمدادات الحقيقية الفعلية، وكذلك مليون لتر من الوقود يومياً حتى نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه نتيجة الجريمة الدولية التي ارتكبها جيش الاحتلال في القطاع.

وجاء في المؤتمر: "إننا أمام كارثة إنسانية حقيقية تَكشَّفت فصولها مع دخول الهدنة الإنسانية، حيث هدم جيش الاحتلال 300,000 وحدة سكنية، بينها 50,000 وحدة سكنية بشكل كلي، و250,000 وحدة بشكل جزئي".

واستطرد: "تأتي هذه الكارثة بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار وفقدان مئات عشرات آلاف الأسر لمنازلهم ومساكنهم".

ولفت النظر إلى أن جيش الاحتلال ما زال يمنع النازحين من محافظات شمال وادي غزة والمتواجدين في محافظات جنوب وادي غزة من العودة إلى منازلهم ومدنهم وبلداتهم.

وحول خسائر القطاع الصحي، نبه المكتب الإعلامي إلى أن الاحتلال دمر وقصف وقام بتفجير واستهداف المستشفيات والمراكز الصحية.

وتابع: "أصبح 26 مستشفىً و55 مركزاً صحياً خارج عن الخدمة تماماً، واستهدف 56 سيارة إسعاف، وقتل 207 من الأطباء والممرضين والمسعفين، وقام باعتقال مجموعة من الطواقم الطبية".

وأكد: "هذا يؤكد على المخطط المدروس والمقصود بالقضاء على القطاع الصحي بشكل كامل وبغطاء من المجتمع الدولي خاصة في محافظتي غزة وشمال غزة بهدف تهجير أهلنا وشعبنا في نكبة جديدة".

وطالب الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر، وبشكل عاجل وفوري، بإدخال مستشفيات ميدانية مجهّزة بالأجهزة الطبية حتى تحاول إنقاذ عشرات آلاف الجرحى والمرضى الذين ذاقوا الويلات خلال الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة.

واستدرك: "كذلك تحويل آلاف الجرحى من أصحاب الإصابات الخطيرة إلى المستشفيات في الدول العربية والإسلامية لتلقي العلاج". داعيًا للعمل الجاد على إعادة ترميم وتأهيل المستشفيات في إطار إعادتها إلى الخدمة.

انتشال شهداء جُدد..

وقال إن طواقم الدفاع المدني ما زالت تنتشل عشرات الشهداء من تحت الأنقاض ومن الشوارع والطرقات بالطرق اليدوية والبدائية.

وأوضح: "تم انتشال 160 شهيداً خلال الـ 24 ساعة الماضية، وهو ما يزيد أعداد الشهداء عن 15,000 شهيد، بينهم أكثر من 6,150 طفلاً، وأكثر من 4,000 امرأة، ومازال قرابة 6,500 مفقودٍ؛ بينهم أكثر من 4,700 طفلٍ وامرأة".

ولفت النظر لأهمية وضرورة إدخال مئات المعدات والآليات لصالح جهاز الدفاع المدني وطواقم الإغاثة والطوارئ حتى يتمكنوا من انتشال مئات جثامين الشهداء التي مازالت تحت الأنقاض، ورفع الركام.

وحذر "المكتب الإعلامي"، العالم بأن كارثة بيئية وإنسانية وصحية ستضرب قطاع غزة. موضحًا: "جميع المرافق متوقفة تماماً على قضية إدخال الوقود إلى قطاع غزة".

وطالب، كل الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر بالضغط من أجل إدخال الوقود إلى المستشفيات والمراكز الطبية وإلى طواقم الدفاع المدني والإغاثة والطوارئ.

وحمّل، الاحتلال والمجتمع الدولي؛ وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن الجرائم الوحشية البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة. مطالبًا بوقف الحرب الإجرامية فوراً.

ودعا إلى إدخال المساعدات بشكل فوري وعاجل، وعدم المماطلة وإدخال بعض المساعدات التي هي عبارة عن ذر للرماد في العيون.

وشدد على ضرورة وضع خطة إنقاذ عربية وإسلامية عاجلة من أجل إيجاد حلول إنسانية سريعة تعمل على إيواء أكثر من ربع مليون أسرة فقدت وتضررت منازلها داخل قطاع غزة بفعل الحرب "الإسرائيلية" الوحشية.

وطالب كل الصحفيين والإعلاميين والمتضامنين الأحرار والمؤسسات الإعلامية المختلفة من كل العالم إلى القدوم لقطاع غزة والاطلاع عن كثب ورصد حجم الدمار الهائل وآثار الجرائم والمجازر "الإسرائيلية" البشعة.