الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

كتائب القسّام ورسائل القوّة في صفقة تبادل الأسرى

حجم الخط
القسام يسلم أسرى الاحتلال للصليب الأحمر.png
رام الله| غزة - وكالة سند للأنباء

منذ اليوم الأول لمعركة "طوفان الأقصى"، يتوعّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بـ "القضاء" على حركة حماس، وإعادة الأسرى والمحتجزين لديها بالقوّة؛ لكنّ نجاح كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بإتمام صفقة تبادل الأسرى بعمليةٍ مُنظمة وإنسانية عَكَسَ التراجع الإسرائيلي الكبير.

ويرى مختصّون ومراقبون في أحاديثٍ منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ صفقة تبادل الأسرى في الدفعات الأربعة، أظهرت مدى قوّة وثبات "كتائب القسّام"، وصورة الإنجاز التي حققتها، وإجبارها العدو على التراجع؛ في رسائلٍ تحمل بين طيّاتها دلالاتٍ عدّة.

ودخلت التهدئة الإنسانية حيّز التنفيذ صباح يوم الجمعة الماضي؛ 24 تشرين ثاني الجاري، رافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من كتائب القسّام والمقاومة الفلسطينية وكذلك الاحتلال طوال فترة التهدئة.

وكان من إحدى بنودها، الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كلّ أسير "إسرائيلي" واحد من أسرى الاحتلال في قطاع غزّة.

صورٌ من الثبات والسيطرة..

يقول المحلّل السياسي جهاد حرب في حديثه مع "وكالة سند للأنباء"، إنّ الطريقة التي تمّت بها عملية تبادل الأسرى تعكسُ صورًا عدّة عن قوّة حركة "حماس" وثباتها، وتحملُ رسائلًا مُتعدّدة، منها للمجتمع الإسرائيلي.

ويوضح "حرب" أنّ سلامة المحتجزين وكيفية تعامل عناصر "القسّام" معهم، والرسالة التي كتبتها إحدى الأسيرات الإسرائيليات لامتنانها على تعاملهم مع ابنتها؛ تُبيّن أن حماس "ليست حركة وحشية ومُتشدّدة، ولا تُشبه داعش".

ويستدرك: "إجبار القسّام الحكومة الإسرائيلية في اليوم الثاني على الالتزام بالاتفاق بعد محاولات الإخلال به، وإخراج الدفعة الثالثة من الأسرى من قلب مدينة غزّة التي فيها وجود للاحتلال؛ يحملُ رسالةً أنّها ما زالت تُسيطر ولديها القدرة على التجوال بشكلٍ مُريح".

وحول طريقة إخراج "أسرى الاحتلال" من أماكنٍ غير معروفة وشعبية، وتسليمهم بطريقةٍ مُنظمة، وسط هتاف المواطنين وبهجتهم، يؤكّد "حرب" أنّ هذا المشهد يعكس قُدرة "القسّام" على إدارة الشأن، وأنّ الغزّيين لا يُحمّلونهم مسؤولية التدمير الهائل والقتل بقدر ما يُحمّلونه للاحتلال.

وينوّه أنّ هذه المسائل تبعثُ رسائلًا للمجتمع الإسرائيلي، بأنّ "عودة الرهائن لن تنجح سوى بالتفاوض وعمليات التبادل، وأن استمرار الحرب على القطاع سيؤدي لموتهم أو عدم معرفة أماكن تواجدهم أو رفاتهم، كما حدث مع الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي سقطت طائرته عام 1986، ولا زالت إسرائيل تبحث عن رفاته".

هرميةٌ تنظيمية ثابتة

من جانبه، يرى المختص في الشأن العبري عصمت منصور، أنّ "إسرائيل تراجعت عن الأهداف التي وضعتها للحرب، والتي كان جزءٌ منها عدم دفع أيّ ثمنٍ مُقابل عودة الأسرى الإسرائيليين، وإعادتهم بالقوّة دون التعاطي مع حماس واجتثاثها".

ويُشدّد على أنّ "كتائب القسّام أثبتت قُدرتها على الحفاظ على الأسرى المحتجزين لديها بعد 50 يومًا من الحرب الوحشية، ونجحت بإتمام الصفقة في عمليةٍ سلسلة فيها الكثير من القوّة والانضباط والدقّة والالتزام بالمواعيد".

ويلفتُ "منصور" في حديثه مع "وكالة سند للأنباء" أنّ هذه الصفقة، أظهرت أنّ "الهرمية التنظيمية للمقاومة لا زالت كما هي، وأن بُنيتها العسكرية لم تتضرّر كما أشاع الاحتلال عن انهيارها".

لماذا في مدينة غزّة؟

وفي اليوم الثالث من الهُدنة، سلّمت كتائب القسّام، الدفعة الثالثة من المحتجزين في مدينة غزة شمالي القطاع، تحديدًا وسط "ميدان فلسطين"، وأمام النصب التذكاري المعروف بـ "قبضة المقاومة"، التي يُعلّق عليها اسم "شاؤول آرون"، وهو جندي من جيش الاحتلال أَسَرَته "القسّام" في عام 2014.

وحسب "ضيف سند" فإنّ ظهور عناصر "القسّام" بأسلحتهم ومركباتهم بشكلٍ علني في قلب مدينة غزّة، التي أعلن الاحتلال سيطرته عليها خلال الحرب، أظهر مدى قوّتهم وثباتهم، وأدى لصدمةٍ كبيرة في الإعلام الإسرائيلي.

ويشرح: "تسليم الرهائن أمام هذا النصب يبعثُ رسائلًا للاحتلال مفادها أنكم كما لم تستطيعوا إعادة أسراكم المختطفين خلال كلّ هذه السنوات الطويلة؛ فإنّكم لن تُعيدوا الأخرين إلا من خلال صفقة، وأنّ سيطرتنا لا زالت موجودة، ونتحرّك بحريّةٍ تامة".

ويتنبأ أن "يتمّ تمديد الصفقة يومين إضافيين، بعد الستّة أيام؛ لأن حكومة الاحتلال أعلنت استمرار احتجاز المقاومة عددًا من الأطفال والنساء بعد انتهاء مُدّة الهدنة".

ويُخلّص "منصور" أنّ "إسرائيل" متّجهة نحو جولة قتال جديدة شرسة، ولن تتوقف إلا بعد استنفاذ هذا الخيار، وإدراكها أنه فشل تمامًا، وبعد أن تدفع الثمن، وتتعرّض لضغطٍ دولي.