الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالفيديو مبادرات لتخفيف صدمة العدوان لدى أطفال غزة

حجم الخط
271123_Dair_El-Balah_BT_00(12).jpg
رفح/ خاص وكالة سند للأنباء

وسط فناء مدرسة تحولت إلى مركز إيواء في جنوب قطاع غزة، يواصل ناشطون فلسطينيون إقامة أنشطة تفريغ نفسي للأطفال النازحين بهدف التخفيف من أثار الصدمة الهائلة الذي سببها العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 55 يوما.

وصاحت الناشطة ندى أبو البطيخ في محاولة لجذب انتباه حوالي 60 طفلا كانوا يجلسون على مقاعد دراسية كانت مصفوفة على شكل قوس قزح في مدرسة بئر السبع وسط رفح.

وبين ترديد الأناشيد، وسرد القصص، وتوزيع الهدايا، تنتهي جلسات التفريغ النفسي، وسط أجواء من البهجة والسرور الوقتيه على جباه الأطفال وعائلاتهم.

بث روح الأمل

وهذه الأنشطة من شأنها أن تعيد بث روح الأمل في نفوس الأطفال وحتى الكبار، لكن تأثيرا يبقى محدودا مع اكتظاظ مراكز الإيواء بمئات الآلاف من النازحين وسط سيل من احتياجاتهم التي لا تنتهي.

ودأب أبو بطيخ وفريقه من المتطوعين على تنظيم زيارات ميدانية وإقامة فعاليات تفريغ نفسي للجرحى والأطفال النازحين جنوب وادي غزة.

وتعمل فرق أخرى من المتطوعين لتلبية احتياجات الاسرة النازحة في مختلف مناطق قطاع غزة. 

ووصفت الأنشطة والفعاليات التي ينفذها مع متطوعين في المستشفيات وداخل مخيمات النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، بأنها ما زالت "نقطة في بحر من الاحتياجات الهائلة".

وتحت عنوان حملة "شارك شعبك" تطوف أبا بطيخ وفريق من المتطوعين على المستشفيات والمخيمات بشكل يومي، عقب اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وتقول أبا بطيخ لوكالة سند للأنباء إن فريقها قدم ألاف الهدايا العينية للجرحى في المستشفيات والأطفال في مراكز الإيواء.

وتضيف "خلال أيام التهدئة كثفنا حملات الزيارات للمستشفيات ومراكز الإيواء ورغم ذلك لم نغط جميع المراكز في المدينة".

ووفق اخر بيانات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا فإن أكثر من 900 ألف نازح يقيموا في 99 مرفقا في مناطق وسط القطاع وخانيونس ورفح.

نقطة في بحر الاحتياجات

ويقول مسؤولون في منظمات إغاثية دولية إن الاحتياجات لمساعدة النازحين ضخمة جدا، فيما ما يصل من إمدادات إنسانية يمثل نقطة في بحر الاحتياجات المطلوبة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.7 مليون شخص في غزة أو ما يقرب من 80 % من السكان أصبحوا نازحين داخليا.

وقال الناشط أحمد أبو شاويس من منتدى شارك الشبابي إن أنشطتنا بسيطة وهادفه، ونتطلع من خلالها دعم الجرحى والأطفال وإعادة تأهيلهم بعد صدمة العدوان المروعة.

وأضاف أبو شاويش خلال زيارة فريقه لعدد من الجرحى في مستشفى الشهيد أبي يوسف النجار في رفح "الأطفال الجرحى بحاجة إلى كل شيء تقريبا الآن".
وحوالي نصف سكان غزة هم من الأطفال ومعظمهم لم يجربوا الحياة إلا في ظل الحصار والعدوانات المتكررة مع قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وتقول هبة الجمالي وهي نازحة من غزة بعد أن جمعت أطفالها عقب انتهاء جلسة التأهيل "هذه الأنشطة هي لفتة جميلة من القائمين عليها من أجل الأطفال، قبل يومين كان أطفالي يسألونني متى راح نرجع على المدرسة رغم أننا نعيش فيها".

وتضيف لوكالة سند للأنباء "كنت خائفة جدا من الحرب، واهتزاز البيت المتواصل جعلني أشعر بأنني سأستشهد وأطفالي مثل الأطفال الآخرين، لكننا نجونا من الحرب ولا نريد أن تتكرر مرة أخرى".

وتشكون الجمالي التي نزحت من مدينة غزة وانتهى المطاف بعائلتها في رفح صعوبة الحال داخل المدرسة ورغم ذلك تشدد على صمود عائلتها رغم الخدمات الشحيحة والمحدودة من "مأكل ومشرب".

ويقول الأطباء إن معظم جرحى العدوان الإسرائيلي في غزة هم من الأطفال والنساء.

وتشير أخر إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي وصلت إلى أكثر من 15 ألفا، من بينهم أكثر من 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف امرأة.

إصرار على العودة

ويقول أخصائيون نفسيين إن أطفالا يعانون من صدمة شديدة بفعل جراء القصف غير المسبوق الذي استهدف جميع مناطق القطاع، وأنهم بحاجة إلى علاج نفسي وتأهيل مستمر لتجاوز أثار الحرب المدمرة.

وقال الطبيب النفسي يوسف عوض الله إن "الصدمة الشديدة التي تعرض لها الأطفال ستنعكس على سلوكهم على المدى المتوسط والبعيد، وبعضهم الآن يعانون من تبول لا إرادي وأرق وأحلام مفزعة خلال الليل".

وأضاف من داخل عيادته في رفح لوكالة سند للأنباء "خلال التهدئة عدد كبير من الأسر أحضرت أطفالها إلى هنا (العيادة) طلبا للعلاج ومعظمهم يعانون من الصدمة والفزع من دوي الانفجارات".

وقالت سيدة عرفت نفسها بأم شادي بنبرات متقطعة والدموع تغطي وجهها لوكالة سند للأنباء، "كان نفسي أطفالي ظلوا على قيد الحياة ولعبوا مع الأطفال هنا".

وأضافت السيدة التي كانت تشاهد جلسة التفريغ أن زوجها وثلاثة من أطفالها استشهدوا بينما نجا اثنين أخريين لكنهم يعانان من الإصابة جراء قصف منزلها في حي الرمال في بداية العدوان.

وتابعت "في البداية نزحنا في مدرسة داخل غزة لكن مع توغل جيش الاحتلال للمدينة انتقلت مع أطفالي الجرحى إلى هنا (رفح)".

وعقب انتهاء جلسة التفريغ، ظل الأطفال يرددون بصوت مرتفع سنعود إلى منازلنا وحارتنا ونعمرها من جديد رغم أنف الاحتلال.