الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

نموذج لما يعانية 1.9 مليون نازح

بالفيديو معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في النزوح: صامدون رغم كل الحزن والآلم

حجم الخط
081223_Rafah_ZU_00(2).jpg
رفح/ خاص وكالة سند للأنباء

انقلبت حياة الفلسطينية دعاء عبد الله رأسا على عقب بعد فقدانها 5 من أفراد عائلتها في غارة شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على منزلها في غزة قبل نزوحها إلى مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة بحثا عن ملجأ آمن لا وجود له فعليا في كل قطاع غزة.

ونزحت عبد الله وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة لمركز إيواء مع ابنتها وأطفالها السبعة إلى رفح، قادمين من مخيم الشاطئ غرب غزة وتقول لوكالة سند للأنباء: "رغم كل الحزن والألم صامدين".

قصف وشهداء ورحلة نزوح

وتوضح عبد الله -وهي كفيفة وتقضي معظم يومها داخل فصل دراسي مع ست عائلات أخرى- أن ما تبقى من العائلة اضطر إلى النزوح بعد القصف الإسرائيلي على منازلهم قبل التوغل البري الذي نفذه جيش الاحتلال في أطراف من مدينة غزة 29 أكتوبر الماضي.

وتشير إلى أن كل أفراد العائلة كانوا متحدين ومتماسكين في البداية، لكن القصف تسبب في استشهاد عائلات بأكملها من جيران أو فقدان جزء من أفراد عائلتها مثلما حدث مع عائلتي.

وغادرت الكفيفة الفلسطينية مدينة غزة بعد 7 أيام من قصفت طائرات حربية إسرائيلية منزلها في رحلة نزوح مروعة بدأت يوم 11 نوفمبر الماضي.

وتقول بصوت متقطع حزين "استشهدت أختي وأولادها حسام وناصر ونور الإسلام، المحتلين الله ينتقم منهم بقصفوا وبقتولوا ويذبحون الناس في غزة".

وتضيف عبد الله -التي نزحت قبل يوم واحد من قصف منزلها-: أنا مرضت ونقلتني سيارة إسعاف لمستشفى الشفاء في الليلة التي قصفوا بيتنا بشكل مفاجئ دون سابق إنذار.

نزوح مجدد

ولا تزل الكفيفة عبد الله تعاني من آلام كلما فكرت في الوقوف على قدميها، وتقول "ذهبت من الشفاء إلى مستشفى الرنتيسي للأطفال وهناك ربنا نجانا أنا وبنتي وأطفالها من الموت المحقق".

وتتابع "بعد الحصار والقصف والاقتحام الإسرائيلي للمستشفى طلبوا منا مغادرة المستشفى عبر شارع الوحد للشجاعية، ومن هناك التوجه إلى جنوب وادي غزة".

وعبرت عبد الله ومن كان معها حاجز عسكري وضعه جيش الاحتلال جنوب غزة حيث يفصل فيه المدينة وشمالها عن الوسط والجنوب.

ويسير الشخص نحو 2 كيلو متر ليصل إلى الحاجز العسكري وبعد دخوله وهو لا يحمل سوى الأغراض الشخصية يعاود السير مرة أخرى لمسافة كبيرة قبل أن يستقل مركبة أو عربة يجرها حمار.

مصممون على الصمود

وتقول عبد الله: حياتنا انقلبت رأسا على عقب ورائحة الموت تنبعث من كل مكان إلا أننا مصممون على العيش.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول، يواصل جيش الاحتلال قصف غزة برا وبحرا وجوا، بينما تلقي طائرات منشورات تطالب السكان بإخلاء منازلهم ما تسبب في استشهاد وإصابة 65 ألف فلسطيني وتشريد 1.9 مليون فلسطيني داخل القطاع.

رحلة معاناة

والشاب حسن الهندي (31 عاما) من تل الهوى جنوب مدينة غزة لم يكن حاله أفضل، حيث نزح مع عائلته من منزلهم في غزة، لكن فقدان شقيقه وابنه في قصف استهدف عمارة سكنية في رفح لجأوا إليها في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ويقول الهندي -يقيم الآن في مخزن أسفل عمارة وسط رفح- لوكالة سند للأنباء: عائلتنا كانت 17 فردا ونزحنا إلى الجنوب مثل الناس لكن أصبحنا الآن 15 فردا.

ويضيف الهندي بصوت متقطع أن والده أخذ العائلة من غزة إلى منزل أصدقائه في تل السلطان غرب رفح بعد ما ألقى الاحتلال منشورات تطالب بإخلاء مدينة غزة، حيث جمعنا أورقنا الثبوتية والأشاء المهمة وبعض الملابس والأغطية الخفيفة في حقائب وأكياس.

ويوضح أن في الليلة الثانية من وصول العائلة إلى رفح قصف الاحتلال العمارة التي لجؤوا إليها ونجا معظمهم لأنهم كانوا في الخارج لحظة الغارة الإسرائيلية.

ويشير إلى أن العائلة عاشت لحظات مروعة عقب القصف "حيث قضى بعضنا ليليته في المستشفى والبقية في الشارع بانتظار الوقوف على مصير المصابين".

ويتابع "أخي سائد مات في العمليات وابنه كنان انتشل في اليوم التالي من تحت الركام جثة هامدة وأمي أصيبت بثلاث شظايا والحمد لله ربنا نجاها".

ووصل عشرات الآلاف من النازحين خلال الأسبوع الماضي إلى رفح ومعظمهم قادمون من مناطق في جميع أنحاء خان يونس.

ونصب نازحون جدد خياما تسلموها من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في موقعين منفصلين للنازحين في رفح اليوم السبت وأمس الجمعة.

وتجاوزت مدينة رفح طاقتها الاستيعابية بكثير ما أجبر معظم النازحين الوافدين حديثا للاستقرار في الشوارع دون ملجأ.

وحسب التقديرات فإن قرابة 1.9 مليون شخص في غزة أو ما يقرب من 85 % من السكان أصبحوا نازحين داخليا.

وتم تسجيل قرابة 1.2 مليون من هؤلاء النازحين في 156 منشأة تابعة للأونروا في جميع أنحاء القطاع منهم حوالي مليون مسجلين في 99 ملجأ للأونروا في الجنوب.