الساعة 00:00 م
الجمعة 10 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

استشهدت على سرير الشفاء بمشفى ناصر

بالفيديو الطفلة دينا أبو محسن .. قذيفة إسرائيلية تدمر أحلامها وتلحقها بعائلتها الشهيدة

حجم الخط
دينا1.jpg
خانيونس - وكالة سند للأنباء

بالكثير من الطموحات والأمل حاولت الطفلة دينا أبو محسن (13 عاما) التغلب على جروحها وبتر ساقها، وفقدان والديها واثنين من أشقائها، بيّد أن كل أحلامها تلاشت بفعل قذيفة إسرائيلية ألحقتها بقافلة الشهداء.

بعد 51 يومًا من إصابتها واستشهاد والديها وشقيقيها رحلت الطفلة دينا أبو محسن (13 عاما) مساء أمس الأحد شهيدة في قصف إسرائيلي جديد استهدفها هذه المرة وهي على سرير الشفاء داخل مجمع ناصر الطبي في خانيونس.

دماء على سرير الشفاء

قذيفة مدفعية كبيرة الحجم، أطلقتها دبابات الاحتلال التي تتوغل في الأطراف الشمالية لخانيونس، تجاه مجمع ناصر الطبي، الواقع في المخيم؛ لتستهدف قسم الولادة في مستشفى مبارك للأطفال داخل المجمع الطبي، وتسقط على الغرفة التي تتلقى بها الطفلة دينا أبو محسن العلاج، حيث كانت تحاول التعافي من إصابتها السابقة.

وقال الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة: إن الطفلة دنيا ارتقت شهيدة في استهداف قوات الاحتلال مجمع ناصر الطبي عندما كانت تعالج في المستشفى نتيجة إصابتها في استهداف سابق بخان يونس أدى إلى بتر ساقها.

وأشار إلى أن الشهيدة الطفلة فقدت والدها وأمها واثنين من أشقائها، خلال قصف أحد المنازل بحي الأمل بخان يونس قبل أسابيع.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو من داخل المجمع الطبي دماء ودمارا داخل مشفى الأطفال والولادة بفعل القصف الإسرائيلي.

الإصابة الأولى

وأصيبت الطفلة دينا، بجروح وبتر في ساقها اليسرى، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف شقة سكنية لجأت إليها وأسرتها في حي الأمل في خانيونس في 27 أكتوبر الماضي، وأدى في حينه لاستشهاد 6 من عائلتها، منهم والديها واثنين من أشقائها، ونجت هي وشقيقين أصغر منهم، ولكنهم أصيبوا بجروح متفاوتة.

وفي مقابلات صحفية سابقة، روت كيف حدث القصف الإسرائيلي الأول، عندما استيقظت من نومها على قصف جوي استهدف شقة جيرانهم، ثم جاء والدها ووالدتها ليحضناها، وبعد لحظات تجدد القصف ولم تستفيق منه إلا لاحقا داخل المستشفى.

وقالت: في البداية حاولوا إخفاء خبر استشهاد والديّ، وأبلغوني أنهم في مكان آخر، ولكن لاحقا علمت بذلك وكان حزني شديدا، ولكن الحمد لله على كل حال، واكتشفت أنني فقدت ساقي، وبقيت أنا وشقيقتي وشقيقي وهما أصغر سناً مني.

وعائلة الطفلة كانت تسكن في بلدة القرارة شرق خانيونس، ونزحت مع الالاف إلى منزل أقاربها في حي الأمل بخانيونس، ليلاحقها القصف في المرة الأولى، ويلاحقها في المرة الثانية داخل مستشفى ناصر.

أحلام متلاشية

ورغم هول ما أصابها من فقدان للعائلة، وفقدان ساقها، بقيت دينا متمسكة بالأمل ومواصلة الحياة وعبرت عن ذلك في العديد من المقابلات الصحفية، وقالت: إنها تحلم أن تصبح طبيبة لتحقق أحلام والديها، وتحقق حلمها بمساعدة أطفال بلدها.

كل هذه الأحلام تلاشت الليلة الماضية، بفعل قذيفة مدفعية إسرائيلية أصابتها وهي على سرير الشفاء.


حزن كبير أصاب باقي ذويها، والصحفيين الذين أجروا مقابلات معها، واستذكروا كيف كانت تحكي طموعها وملامح الحزن لا تغادر ملامحها.

مجزرة كان يمكن أن تحدث في مستشفى ناصر لو انفجرت القذيفة الضخمة، ولكن لطف الله وقدره اختار الطفلة دنيا لتلحق بوالديها وشقيقيها الشهداء، وتبقى شاهدة على دموية الاحتلال الذي يستبيح كل شيء دون أي مبرر.

ويشن جيش الاحتلال حملة وحشية على قطاع غزة شملت جميع المستشفيات، حيث تعرضت لعدوان بالقصف والحصار منذ السابع من أكتوبر، ما أدى لخروج معظمها عن الخدمة. 

ويواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة جواً وبراً وبحراً منذ 72 يوماً ما أسفر عن استشهاد أكثر من 19 ألفاً جلهم من النساء والأطفال، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 52 ألفاً  في حصيلة غير نهائية، بينما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.