الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

التعليم تحت القصف ..

خاص بالصور معلم فلسطني يتطوع لتدريس الإنجليزية للطلبة بمركز إيواء في رفح

حجم الخط
4.jpg
رفح/ تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء 

يخط المدرس طارق العنابي كلمة فلسطين باللغة الإنجليزية أعلى لوح خشبي مثبت على نافذة حجرة، مع بداية كل حصة دراسية للأطفال النازحين في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء في رفح جنوب قطاع غزة.

وخلال الوقت المخصص للتعليم والبالغ ساعتين يوميا وبينهم استراحة لربع ساعة تقريبا، يوزع المدرس الفلسطينيين طباشير بيضاء وملونة وألواح خشبية صغيرة على التلاميذ كبديل لعدم توفر أقلام وكتب دراسية.

مبادرة ذاتية للتعليم

ودأب العنابي على تدريس عشرات التلاميذ النازحين بمبادرة شخصية بهدف مساعدتهم على استعادة مستواهم الدراسي بعد حرمانهم من تلقي التعليم جراء الحرب الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

3.jpg
 

وطوال الوقت يتفاعل المدرس الفلسطيني والتلاميذ وبعضهم يرفع يده وآخرون يتبادلون النظرات، وينسون ما يدور خارج جدران المدرسة المكتظة بمئات الأسر النازحة.

وقابل الأطفال وأهاليهم النازحون من مناطق مختلفة في غزة مبادرة المدرس العنابي التعليمية بحماس وترحيب كبير.

وبدأ العنابي بمجموعة مكونة من عشرة أطفال الشهر الماضي لكن اليوم أصبح عدد الطلبة وأعمارهم بين 8-14 سنة، 30 تلميذا وتلميذة.

محاولة للخروج من جو الحرب

يقول العنابي بعد أن أنهى الحصة الأولى "ما أقوم به هو محاولة لإخراج التلاميذ من أجواء القصف الحرب وتعليمهم اللغة الإنكليزية بشكل تفاعلي".

ويضيف لوكالة سند للأنباء أن في بعض الأحيان يضطر إلى تعليق الحصة الدراسية في حال كانت القصف الإسرائيلي قريبه من المدرسة ".

5.jpg
 

ويتابع" بعض التلاميذ يصرخون عندما يسمعون أصوات القصف وأعمل على تهدئة روعهم ومساعدتهم على استكمال الحصة الدراسية ".

أسئلة في حب فلسطين

ويحرص العنابي على غرس محبة فلسطين وعاصمتها القدس في نفوس الطلبة، ويدون أسئلة باللغة الإنجليزية على السبورة مثل، هل تحب فلسطين؟ ما هي عاصمة فلسطين؟ لماذا يقتل الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين؟

2.jpg
 

ويشير إلى أنه يحاول نقل تفاصيل الحرب إلى التلاميذ باللغة الإنجليزية، ويطالبها بالكتابة عما جري معهم ويقوم بمراجعة ما يكتبون ويصححها بشكل جماعي مع الطلبة.

حصار مر للتعليم

وتسببت الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة في حرمان 625 ألف تلميذ وتلميذة وأعمارهم بين 6-17 سنة من حقهم في تلقي التعليم.

وتقول وزارة التربية والتعليم في غزة إن حوالي 3812 تلميذا و207 من الموظفين التعليميين استشهدوا منذ بداية الحرب حتى الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

1.jpg
 

وتفيد التقارير الصادرة عن الوزارة أن 342 مبنى مدرسي تعرض للأضرار، بينها 70 مدرسة تابعة لوكالة غوث لتشغيل اللاجئين الأونروا.

وقبل الحرب، كان العنابي يتوجه من رفح إلى غزة لتدريس التلاميذ في مدرسة" الحرية "، في حي الزيتون شرقي المدينة، وفي المساء يعطي دروسا خصوصية ويلتقي مع أصدقائه ويشاهد بعض مباريات كرة القدم.

لكن بعد اندلاع الحرب انقلب حياة المدرس العشرين رأس على عقب، فمدرسته دمرت والرحلة من رفح إلى غزة توقفت وكثير من تلاميذه وأصدقائه استهدوا أو أصيبوا أو نزحوا قسرا جراء تلك الحرب.

7.jpg
 

ويوضح العنابي بصوت يغلب عليه الحزن" في بداية الحرب الحياة لم يكن لها معنى لكن بعد أن تحولت المدارس إلى مراكز إيواء قررت أن أبادر لتعليم الطلبة إضافة إلى العمل على إغاثة المحتاجين من النازحين والمفجوعين من الحرب.

اكتظاظ رهيب في رفح

وتجاوزت الملاجئ في رفح طاقتها الاستيعابية بشكل كبير واستقر معظم النازحين الوافدين حديثا في الشوارع والأماكن الفارغة في جميع أنحاء المدينة.

وأصبحت رفح المتاخمة للحدود مع مصر المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، حيث يضطر مئات الآلاف من النازحين داخليا إلى العيش في أماكن مكتظة للغاية وفي ظروف معيشية مزرية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الكثافة السكانية تتجاوز الآن 12,000 شخص لكل كيلومتر مربع، أي بزيادة أربعة أضعاف قبل الحرب على غزة.

6.jpg
 

كما أن ما يقرب من 1.9 مليون شخص من أصل 2.3 مليون نسمة في غزة، أصبحوا نازحين داخليا، بما في ذلك الأشخاص الذين نزحوا عدة مرات.

ويعاني الطلاب وعائلاتهم في المدارس من ظروف اقتصاد وصحية ونفسية هائلة، ويحتاجون إلى دعم ومساعدة هائلة حتى يستعيدوا عافيتهم من جديد.

ويقول عدد من الطلاب إنهم سئموا من الحياة في مراكز الإيواء ويريدون أن يعودوا إلى مقاعد الدراسة من جديد ويتعلمون ليصبحوا صحفيين وأطباء ومهندسين. 

9.jpg
 

وقالت الطالبة سناء عمر بعد أن دونت باللغة الإنجليزية ما جرى معها وعائلتها خلال رحلة نزوحهم قسرا من غزة إلى رفح "الاحتلال قتل أخي وأولاد عمي ودمر بيوتنا ومدرسنا وحول حياتنا إلى جحيم لا يطاق".

وأضافت عمر التي تحلم بأن تصبح صحفية "مع الأستاذ طارق بدأنا نتعلم من جديد ونكتب بالإنجليزية عن جرائم الاحتلال التي لا تتوقف".