الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

زحف تحت الدبابة واعتلاء جرافة..

"جرأة المقاوم".. احتفاء فلسطيني وصدمة إسرائيلية

حجم الخط
عبوة العمل الفدائي غزة.webp
نابلس- أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

من تحت الأنقاض يطلعون، من بين الركام يخرجون، من بين الدمار ينبعثون، كمقاتل لا يُهزم، كبطل خارق في فيلم سينمائي لا يبالي بانهمار الرصاص ولا يخشَ غزارة القذائف من حوله، ينفذ المهمة، يصيب الهدف ثم يتوارى عن الأنظار، وربما يُستشهد.

في أكثر من شريط فيديو ظهر المقاتل الفلسطيني وهو يصل للدبابة الإسرائيلية يزحف تحتها ويضع عبوة ناسفة، وفي مقاطع أخرى ظهر مقاتلون وهم ينقضون على خيام جنود الاحتلال، ويقتلونهم من مسافة صفر، ويجردوهم من سلاحهم.

تلك المقاطع التي لو لم توثقها الكاميرات، لظن الناس أنها ضربٌ من خيال أو مبالغة بلا دليل، تلك المشاهد التي أذهلت وصدمت كل من عاينها.

بين سعادة غامرة تسللت للمظلومين، وبين حقد ملأ قلوب جنود الاحتلال، فاضطروا لوصفهم بـ "الأشباح الذين لا يُعرف من أين يأتون ولا كيف ينسحبون".

جرأة المقاتل الفلسطيني وشجاعته ليست بالجديدة، فهي قديمة قدم الاحتلال ومنذ نشأته، لكن الجديد هذه المرة توثيقها بالصوت والصورة خلال الحرب الحالية على قطاع غزة.

عبوة العمل الفدائي.jpeg
 

جملة من الأسباب..

وعن هذا الموضوع، يقول الكاتب والمحلل السياسي سري سمور إن "جرأة المقاوم الفلسطيني عالية وكبيرة، يشهد بذلك الجيش الإسرائيلي نفسه، الأسباب الروحانية والتربية العقائدية حاضرة وموجودة بكل قوة، ولا يمكن القفز عنها أو تجاهلها".

ويكمل في تصريح خاص لـ "وكالة سند للأنباء": "إضافة لذلك الإعداد النفسي القائم على تصغير الجندي الإسرائيلي في عين المقاتل الفلسطيني والتقليل من قوته خاصة إذا كانت المواجهة وجهاً لوجه على الأرض".

ويشير "سمور" إلى أن هذا الإعداد الديني والنفسي كان يتم بالتوازي مع التدريب العسكري الشاق والمتواصل.

وتابع: "من الواضح أن حركات المقاومة في غزة، خاصة حماس، استغلت فترات التهدئة لإعداد مقاتليها لهذه المواجهة، من خلال دورات مكثفة سواء داخل القطاع أو خارجه، إضافة لتنفيذ مناورات تحاكي الالتحام المباشر مع الجيش الإسرائيلي".

"في المقابل (يقول سمور) الحياة عند جندي الاحتلال مقدسة، وهو يرى أن دخوله للجيش عبارة عن مرحلة مؤقتة أو جسراً لمهن أخرى، بعكس المقاتل الفلسطيني الذي لا ينظر للأمر على أنه مهنة بل غاية مقدسة لتحرير الأرض، ويعتبر الشهادة مطلباً".

وختم: "الصورة جزء من المعركة ووجود الكاميرات بحوزة المقاتلين أبرز جزءاً بسيطاً من جرأتهم العالية، لكن علينا أن نتذكر أن ما ينشر هو جزء بسيط جداً مما يجري على الأرض كل يوم وكل ساعة".

من مسافة صفر.jpg
 

إرادة جمعية منظمة..

من ناحيته، يرى الباحث المختص بالحركات الفلسطينية ساري عرابي، أن الفلسطيني في كل مراحل النضال أظهر جرأة وشجاعة كبيرة، وهذا مرده لمجموعة من العوامل أهمها إيمانه بأن المقاومة هي الطريقة الأنسب لمواجهة استعمار من هذا النوع.

ويضيف: "جرأة المقاتلين في الضفة ربما لا تقل عن جرأة إخوانهم في غزة، لكن الذي اختلف والجديد هذه المرة هو توفر الإرادة المنظمة الجماعية في القطاع بشكل لم يكن موجوداً بالصورة نفسها طوال تاريخ النضال الفلسطيني".

وأوضح في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء": "إذا توفرت الإرادة والمصداقية توفر الاستثمار في العنصر البشري والموارد والطبيعة ومحاولة تطويعها واستغلال الطاقات الكامنة عند الشباب الفلسطيني".

مشدداً على أن الاستثمار في المقاتل الذي يشتبك مع العدو أهم بكثير من الاستثمار في السلاح وتوابعه من أنفاق ودعم لوجستي وتصنيع وغيره.

ونوه "عرابي" إلى أن الفصيل المقاوم في غزة امتلك هذه الإرادة ووضع قضية تحرير فلسطين مشروعاً وعلى رأس أولوياته، ورتب كل برامجه لتحقيق هذه المشروع.

ووفقاً لقادة أمن الاحتلال، فإن الخطير في جرأة وشجاعة المقاتلين في غزة هو الخشية من محاولة محاكتهم في أماكن أخرى، وتقليدهم لاسيما في الضفة الغربية بعد أن اتضح للفلسطينيين عموماً ضعف ووهن الجندي الإسرائيلي.

وذكر عرابي: "على المستوى الفردي المقاتل في غزة يُلهم المقاتل الفلسطيني في كل مكان، هذا الأمر رأيناه بعد الحرب على غزة 2014 والذي انعكس في هبة 2015 في الضفة، ثم تطور أكثر هذا الإلهام بعد حرب 2021 حيث أصبحت مقاومة الضفة أكثر اتساعاً وتنظيماً".

وختم: "هذه الحرب بالتأكيد سيكون لها ارتدادات على المستوى الفردي المقاوم في الضفة، لكن على المستوى العام فإن الظروف الموضوعية التي توفرت في غزة غير متوفرة حتى اليوم في الضفة، وهي الإرادة الجمعية".

وكان الخبير العسكري فايز الدويري، قد علّق على إحدى فيديوهات كتائب القسام الذي نُشر اليوم الجمعة؛ 29 ديسمبر 2023، قائلًا: "ما شاهدته أقرب إلى أفلام الخيال العلمي، اليوم هو يوم مجزرة الدبابات، رأيتُ مهارة عالية ودقة في إدارة عمل كتائب القسام داخل الميدان".