الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

استشهد 30 فردًا من عائلته..

بالفيديو فلسطيني يتخلص من ألم الفقد بالترفيه عن الأطفال النازحين

حجم الخط
التقاط.JPG
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

يشغل الفلسطيني قصي عاشور وقته طوال اليوم في الترفيه عن الأطفال النازحين، بعد أن فقد حوالي 30 من أقربائه في بداية الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي.

ونصب عاشور (27 عاما) أرجوحة مثل آخرين من الباعة وسط خيام النازحين غرب رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يتسابق الأطفال على ركوبها وسط أجواء من البهجة والسعادة المرتسمة على ملامح الأطفال.

فقدان مؤلم

وفجع الشاب عاشور فجع باستشهاد 12 من أقربائه دفعة واحدة جراء غارة على منزلهم في رفح أيام الحرب الأولى التي اندلعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي الأسبوع الثاني من الحرب استشهد 18 آخرين من أبناء عموتة أيضا جراء غارتين إسرائيليتين استهدفت منزلين كان يقيمان بداخلهما في دير البلح وسط قطاع غزة.

ومثل معظم الفلسطينيين المكلومين، سيطر الحزن والألم في البداية على عاشور لدرجة أنه توقف عن الخروج من المنزل.

لكن مع مرور الأيام وتحول رفح إلى مركز رئيسي لإيواء النازحين، بدأ الشاب تدريجيا في الخروج من عزلته والنزول إلى الشارع ومعايشة هموم وآلام السكان.

لملمة الجراح

يقول عاشور بينما يتسلق الأطفال لركوب الأرجوحة "جنود الاحتلال قتلوا أختي وأطفالها و3 من أعمامي وأطفالهم دون رحمة أو شفقة. كان الأمر مفجعا في البداية ولم أستطع تحملها".

ويضيف لوكالة سند للأنباء أنه مع مرور الوقت بدأ في لملمة جراحة والخروج إلى الشارع ومقابلة أصدقائه وما تبقى من أقاربه الذي نزحوا إلى رفح.

ويشير عاشور إلى أنه ساعد ما تبقى من أقربائه في نصب خيام لإيوائهم بعد نزوحهم من مدينة غزة ووسط القطاع.

ويوضح أنه كان في السابق يعمل خلال شهر رمضان والعيد في الترفيه عن الأطفال من خلال أرجوحة يمتلكها لكنه باقي العام يتم تخزين تلك الأرجوحة.

ترفيه عن الأطفال

ومع زيادة أعداد النازحين قرر أن يخرجها وينصبها بالقرب من الخيام في محاولة للترفيه عن الأطفال النازحين وتحقيق عائد مادي يعينه على إعالة أسرته.

يقول عاشور بينما يتأكد من تثبيت مقاعد الأرجوحة "طوال اليوم الأطفال يلعبون هنا بعضهم يدفع شيكلا واحدا (الدولار 3.6 شكيل) وآخرون يعلبون دون نقود...".

ويضيف "بعض الأطفال هنا فقدوا آباءهم وأمهاتهم وأشقاءهم وهؤلاء أحرص على عدم خذلانهم وأفعل كلا ما في استطاعتي من أجل إخراجهم من أجواء الزن والفقد التي يعيشونها".

ويتابع "لا أحد يعرف معنى الفقد إلى من عاشه. وربنا ينتقم من اليهود".

مهنة الحلاقة

وبالقرب من أرجوحة عاشور، وضع الشاب وسام الأخرس كرسيا بلاستيكيا حيث يقص شعر الأطفال والكبار بمقابل مادي محدود.

ويقول الأخرس بينما كان يقص شعر طفل انتهى للتو من اللعب "الناس تعبانة كثير. أعمل هنا منذ شهر تقريب. أقص للكبار والصغار ومن معه فلوس ماش، ومن لا يمتلك فلوسا برضوى بحلقه وربنا يعوضنا خيرا".

وارتكبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ 7 أكتوبر الماضي أكثر من 1720 مجزرة بحق الفلسطينيين؛ أدت لاستشهاد 22600 مدني وإصابة 57910 أخريين، بالإضافة ل 7 آلاف مفقود وفق أخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة.

وتسببت الحرب الإسرائيلية بنزوح 1.9 مليون شخص من مناطق سكنهم في قطاع غزة، وسط دمار ضخم قدرته الأمم المتحدة بأكثر من 60 % من المنازل السكنية والبنى التحتية.

ووسع جيش الاحتلال من عدوانه البري في قطاع غزة مع توغل قواته البرية في مناطقي في وسط القطاع ومدينة خان يونس.

لا مكان آمن

ورغم خروج الفلسطينيين عن منازلهم قسرا والعيش في ساحات مفتوحة أو في مراكز إيواء إلى أن أصوات القصف خصوصا خلال أوقات الليل تقذف العرب في قلوب الكبار والصغار.

وقال الحاج بكر شاهين ونزح من مخيم النصيرات إلى رفح هذا الأسبوع "ما في مكان أمن طول الليل أصوات المدافع والقصف لا يتوقف".

ويضيف شاهين الذي كان مع خمسة من أطفاله قرب الأرجوحة "اليوم أطفالي لعبوا هنا ولم يدفعوا أي نقود. ليه الدنيا فيها خير".

وأصبحت رفح مع استمرار تدفق مئات الآلاف من النازحين أكثر كثافة سكانية من العاصمة المصرية القاهرة ومدينة نيويورك الأمريكية.

بلدية رفح

ويقول رئيس بلديه رفح د. أحمد الصوفي إن 750 ألف فلسطيني معظمهم أطفال يعيشون في مراكز إيواء تشرف عليها الأمم المتحدة ولجان محلية وسط ظروف معيشية قاسية وغير إنسانية.

رئيس بلدية رفح.jpg
 

ويضيف الصوفي لوكالة سند للأنباء أن حوالي ربع مليون نازح يعيشون في خيام بينما لا تزال آلاف الأسر الأخرى تعيش في العراء بانتظار حصولها على خيام.

ويوضح أن إدارة البلدية خاطبت الصليب الأحمر ومنظمات دولية من أجل تزويدها بخمسين ألف خيمة بشكل عاجل من أجل إنقاذ الأسر التي تعيش في العراء ولا نزال ننتظر وصولها.

ورفع مدينة ساحلية تقع على الحدود مع مصر وتبلغ مساحتها 55 كيلومترا ويقطنها حوالي 300 ألف نسمة، لكن عدد سكانها الآن وصل إلى مليون و300 ألف نسمة وفق الصوفي وإحصاءات الأمم المتحدة.