الساعة 00:00 م
الأربعاء 15 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مستمرون في رسالتنا الإعلامية رغم الفقد والألم

بالفيديو وائل الدحدوح ناعيًا فلذة كبده: حمزة كان "روح الروح"

حجم الخط
تقرير رفح  (4).jpeg
رفح/ تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء.

"ليس هناك ما هو أصعب من آلام ووجع الفقد، فكيف إذا كان الفقد الولد البكر، فلذة الكبد" بهذه الكلمات نعى الصحفي وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة القطرية في غزة نجله الأكبر حمزة الذي استشهد مع الصحفي مصطفى ثريا جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة كانا يستقلانها جنوب القطاع.

وفي مستشفى أبو يوسف النجار في رفح اصطف الدحدوح وعشرات الصحافيين حول جثمان نجله البكر وسط أجواء من الألم والحزن الشديدين.

ألم الفقد والحزن 

وبكلمات ممزوجة بألم الفقد والحزن وصف الدحدوح نجله البكر قائلًا: "حمزة ليس بضعة مني، حمزة كان كلي. روح الروح وكل شيء في حياتي".

وأضاف "لحمزة ولكل الشهداء نقول إننا على العهد هذه الطريق اخترناها طواعية وأعطيناها الكثير. هذا قدرنا ونحن ماضون ولن نتوقف عن التغطية"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم 93 على التوالي.

وأمام حجرة الوفيات ظل الدحدوح وبناته وأقرباؤه يحتضنون جثمان شقيقهم الشهيد وسط مطالبات للأب المكلوم بأن يحافظ على نفسه ويستمر في فضح جرائم الاحتلال وتعرية إسرائيل أمام المجتمع الدولي.

وانطلق موكب تشييع حمزة الدحدوح من رفح إلى خان يونس حيث دفن جثمانه في مقبرة الشهداء غرب المدينة.

واستهدف الاحتلال عائلة الصحفي وائل الدحدوح في غارة جوية أصابت المنزل الذي نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في 25 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، واستشهد نتيجة لذلك زوجته وابنه محمود وابنته شام البالغة من العمر 8 سنوات وحفيده ابن الشهيد حمزة الذي يعمل إعلاميا في طاقم الجزيرة بغزة.

مشاعر الآب المكلوم 

وتحدث الدحدوح الذي سبق أن أصيب هو الآخر في قصف إسرائيلي من داخل المقبرة للصحفيين عن مشاعره قائلًا: "لا شيء أصعب من آلام الفقد وعندما تتجرع هذه الآلام مرة تلو المرة تكون الأمور أصعب وأشد. لكن ماذا عسانا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل".

وأضاف والدموع تملأ مقلتيه: "هذا خيارنا وقدرنا ويجب أن نرضى به مهما كان، نحن أملنا أن يرضى الله عنا وأن يكتبنا مع الصابرين".

وقال: "نحن مشبعون بالإنسانية وهم مشبعون بالقتل والحقد ولذلك نحن نبكي ونسكب الدموع"، مشددًا في الوقت ذاته على الاستمرار في رسالته الإعلامية وفضح جرائم الاحتلال وتعرية حكومته أمام أحرار العالم.

وأضاف: "قيل في يوم من الأيام بأن حرية الرأي والتعبير وعمل الصحفيين والحصول على المعلومات والصور حتى تصل إلى مستحقيها من المشاهدين والمتلقين مكفول بالقانون الدولي والمواثيق الإنسانية، لكن ما تفعله إسرائيل في غزة ضد الصحفيين هو جريمة حرب سفك لدمائهم الطاهرة". 

وحث الدحدوح دول العالم الحر والمؤسسات الدولية والحقوقية على أن تضع حدًا لجرائم الاحتلال بحق الصحافيين والشعب الفلسطيني. 

وأعرب الأب المكلوم عن أمله أن تكون دماء نجله حمزة آخر الدماء من بين الصحفيين واخر الدماء من بين سكان غزة وأن تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عن إبادة الشعب الفلسطيني.  

ورفع الصحفيون الفلسطينيون في جنازة الشهيد حمزة الدحدوح شعارات تؤكد تضامنهم مع الأسرة ورفضهم لجرائم الاحتلال.

الصابر المحتسب

وقبل استشهاده كتب حمزة مخاطبًا والدة عبر حسابة على تطبيق (انيستا) "إنك الصابر المحتسب يا أبي.. فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت". 

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أعلن في وقت سابق اليوم استشهاد الصحفيين الدحدوح وثريا في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهم في الطريق الواصل بين مدينتي خانيونس ورفح. 

وقال المكتب، في بيان: "ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 109 صحفيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة".

جريمة مكتملة الأركان 

ويدفع الصحفيون الفلسطينيون ثمنا باهظا لتغطية أحداث الحرب في قطاع غزة، التي استشهد وأصيب وفقد خلالها أكثر من 90 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء. 

ووفق منظمة مراسلون بلا حدود فإن عدد الصحفيين الذين استشهدوا في حرب غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية يفوق عدد القتلى في أي نزاع شهده العالم منذ 30 عامًا على الأقل.

وقال رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ياس أبو هين: إن ما يحدث في غزة ضد الصحافيين "جريمة مكتملة الأركان ومجزرة بشعة ضد فرسان القلم والصورة والكلمة". 

وأضاف أبو هين لوكالة سند للأنباء خلال مشاركته في مسيرة التشييع "انظر كيف الصحافيون متضامنون في مصابهم. انظر إلى هذه اللحمة والتحدي إنهم موجوعون طوال الوقت لكنهم لديهم إصرار وعزيمة من حديد للاستمرار في التغطية وفضح العدوان. 

ودعا رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين الإتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب ومنظمة مراسلون بلا حدود إلى اتخاذ خطوات حقيقية لوقف مجزرة الاحتلال بحق الصحافيين والشعب الفلسطيني الذي يذبح منذ 93 يومًا على التوالي.  

وشدد أبو هين على أن اغتيال نجل الدحدوح وزميلة ثريا هو "جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".