الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

التهاب الكبد الوبائي وسوء التغذية يهددان النازحين في غزة

حجم الخط
خيام النازحين.jpg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

يعيش مئات الآلاف من النازحين جنوب قطاع غزة معاناة لا توصف، مع استمرار انتشار الأوبئة وقلة الطعام والشراب وسوء أوضاعهم المعيشية، الأمر الذي من شأنه أن يعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى والموت.

وأصبحت المستشفيات في جنوب قطاع غزة قبلة لآلاف المرضى من مختلف الأعمار يوميا، ويصف الأطباء الذين يعالجونهم وسط نقص الإمدادات الطبية الأساسية الواقع بـ "المأساوي وغير المسبوق".

فيروس الكبد الوبائي

وفي مستشفى الكويتي وسط رفح، تلقت الفتاة هند الكردي وهي نازحة من غزة الأسبوع الماضي العلاج من إصابتها بفيروس الكبد الوبائي، لكنها ما زالت تعاني من أعراض المرض الذي يحتاج إلى رعاية طبية وطعام خاص من أجل التعافي.

ولا تخلع الكردي (17 عاما) الكمامة طوال اليوم وخصصت عائلتها التي تعيش في فصل دراسي مع ست أسر أخرى زاوية لعزل ابنتهم التي وقعت ضحية للمرض جراء تلوث الماء والغذاء وعدم توفر ظروف صحية داخل مركز الإيواء الذي لجؤوا إليه قبل شهرين من الآن.

تقول الكردي لوكالة سند للأنباء: إنها عانت خلال الأسبوعين الماضيين من إعياء شديد وتوقفت عن تناول الطعام وأصبح لون عيناها وجلدها أصفر وفي نهاية المطاف فقدت الوعي قبل نقلها للمستشفى ".

وتضيف الفتاة الفلسطينية أنها استفاقت وهي على سرير الاستشفاء في المستشفى حيث مكثت هناك ليومين مع عشرة مرضى آخرين في حجرة لا تزيد مساحتها عن 25 مترا.

وتعيش الكردي في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء وسط رفح مع أكثر من خمسمائة أسرة نازحة حيث تتدلى الملابس من النوافذ وساحة المدرسة بينما يكافح بعض السكان لنزح مياه الصرف الصحي من ساحة المدرسة.

اكتظاظ في رفح

وتعد رفح الآن الملجأ الرئيسي للنازحين، حيث يعيش نحو 1.3 مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية، في أعقاب تكثيف الهجمات الإسرائيلية في خان يونس والنصيرات ودير البلح وأوامر التهجير التي أصدرها جيش الاحتلال باتجاه الجنوب.

ورفع مدينة ساحلية تقع على الحدود مع مصر وتبلغ مساحتها 55 كيلومترا ويقطنها حوالي 300 ألف نسمة، لكن عدد سكانها الآن وصل إلى مليون و300 ألف نسمة وفق رئيس بلديه رفح د. أحمد الصوفي وإحصاءات الأمم المتحدة.

وتقدر الأمم المتحدة أن 1.9 مليون شخص، أو ما يقرب من 90 % من إجمالي سكان غزة، أصبحوا نازحين داخليا، بما في ذلك بعض الذين نزحوا عدة مرات، حيث تضطر العائلات إلى الانتقال بشكل متكرر في القطاع بحثا عن السلامة.

ويعيش ما يقرب من 1.4 مليون نازح في 155 منشأة تابعة للأونروا في جميع محافظات قطاع غزة الخمس.

وقالت والدة الكردي إن ابنتها كادت أن تفارق الحياة من شدة المرض في البداية، لكن مع تلقيها العلاج وعزلها وتوفير أنواع محددة من الأطعمة بدأت تسرد عافيتها من جديد.

كابوس لا ينتهي

ووصفت الأم الفلسطينية الحياة في مركز الإيواء بـ"الكابوس الذي لا ينتهي"، ورغم ذلك أشارت إلى أن عائلتها ستواجه مثل الآخرين تلك الظروف حتى عودتهم إلى منازلهم التي هجروا منها قسرا جراء القصف والقتل الإسرائيلي.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع الأسبوع الماضي من خطورة انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي في صفوف النازحين داخل مراكز الإيواء في القطاع، مع تواصل الحرب الإسرائيلية لليوم 107.

ما أسباب انتشار التهاب الكبد الوبائي؟

وقال مسؤول الطب الوقائي في وزارة الصحة في غزة غسان وهبة لوكالة سند للأنباء: إنه تم رصد انتشار التهاب الكبد الوبائي من نوع (A) في أماكن النزوح في قطاع غزة.

وأضاف وهبة أن "انتشار المرض نتيجة الاكتظاظ وتدني مستويات النظافة في أماكن النزوح بمختلف مناطق قطاع غزة ".
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن" الالتهاب الكبد A، هو التهاب يصيب الكبد ويمكن أن يسبب مرضا تتراوح شدته بين الخفيف والخطير ".

وقالت المنظمة عبر موقعها الإلكتروني إن العدوى بفيروس التهاب الكبد A تنتقل عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوثة أو المخالطة المباشرة لشخص مصاب بالعدوى.

ووفقا للمنظمة تواجه مستشفيات قطاع غزة كذلك تحديات نقص الطاقم الطبي، بما يشمل الجراحين المتخصصين وجراحي الأعصاب وطاقم العناية المركزة، فضلا عن نقص الإمدادات الطبية مثل التخدير والمضادات الحيوية وأدوية تخفيف الآلام والمثبتات الخارجية.

مستشفى غزة الأوروبي

وفي مستشفى غزة الأوروبي جنوب شرق مدينة خان يونس التي تشهد توغلا بريا إسرائيليا منذ الأول من ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، تزدحم أسرة الاستفتاء بعشرات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والالتهاب الصدرية.

وفاقم نقص الادوية والمستلزمات الطبية الطارئة وتكدس المرضى والجرحى في المستشفيات أوضاعهم وعائلاتهم الذين اتخذوا من ممراتها وساحاتها مساكن لهم.

وروت سيدة عرفت نفسها باسم أم محمد وهي تجلس على سرير طفلها المريض في مستشفى غزة الأوروبي أن عائلتها واجهت صعوبات الحياة خلال محنة النزوح والبرد من غزة إلى مخيم البريج وسط القطاع.

وقالت أم محمد إن ابنها أصيب بالتهابات وصديد في الصدر جراء البرد والصقيع خصوصا أنها كانت تعيش في غرفة دون نوافذ أو باب وسط نقص الأغطية والطعام والشراب.

وأضافت أنه مع استمرار جيش الاحتلال بإجبار السكان على النزوح إلى الجنوب وصلت عائلتها إلى رفح الشهر الماضي حيث عانى طفلها من إعياء شديد وارتفاع في درجات الحرارة حيث تم نقله في البداية إلى مستشفى أبو يوسف النجار وخضع لعملية جراحية صغرة هناك ومن ثم جرى نقله إلى مستشفى غزة الأوروبي لاستكمال العلاج.

ووصفت الحكيمة هويدة قديح وتعمل في قسم الأطفال في مستشفى غزة الأوروبي الوضع في القسم ب" الكارثي والكابوس المستمر "، جراء استقبال أطفال مصابين بسوء التغذية، وأمراض الجهاز التنفسي.

وقال قديح وكالة سند للأنباء: "في القسم الذي اعمل فيه يوجد 30 طفلا وفي أقسام الأطفال الأخرى يوجد هناك عشرات الأطفال المرضى الآخرين".

وأضافت، أن علاج هؤلاء الأطفال كانت يستغرق في السابق من يومين إلى ثلاثة أيام لكن الآن بعض الأطفال يمكثون لأكثر من أسبوع دون تحس وذويهم لا يستطيعون توفير الأدوية لأطفالهم لنفاذها من الأسواق.

وعزت الحكيمة الفلسطينية تدهور أوضاع الأطفال إلى حرب التجويع التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين بمختلف فئاتهم إضافة إلى الحصار المشدد والقيود المفروضة على وصول الإمدادات الطبية والأدوية النوعية اللازمة لعلاج تلك الأمراض.