الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بفعل مبادرات خيرية

بالفيديو تجارة الماعز صامدة في وجه الحرب والحصار

حجم الخط
خراف.png
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

مع تباشير كل صباح، يعرض فلسطينيون عددًا من رؤوس الماعز داخل "سوق الحلال" في رفح على أمل بيعها والحصول على هامش ربح جيد.

وعلى الرغم من الضرر البالغ الذي لحق بقطاع الثروة الحيوانية في غزة نتيجة للحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 115 يوما، يبقى سوق الحلال في رفح قائما، مثالا على الصمود والاستمرارية في وجه التحديات القاسية.

سوق الحلال

وتعد تجارة الماعز جزءا أساسيا من الاقتصاد المحلي في قطاع غزة، وتمثل مصدر دخل هام للعديد من العائلات وهو ما يدفعها للسعي نحو تحقيق الرزق وتأمين احتياجات أسرهم من خلال مشاركتهم في سوق الحلال.

يقول مربي الماعز حسن عفانة لوكالة سند للأنباء: "تجارة المعاز ما تزال صامدة هنا (رفح) سعر الكيلوجرام بين 6 إلى 7 دنانير أردني".

ويضيف عفانة من وسط مزرعة يمتلكه وسط رفح أن أبرز المصاعب التي تواجه الآن هو عدم توفر طعام المعازل في الأسواق وإن وجد فإن سعره يكون مضاعفا.

ويشير إلى أنه يواجه أزمة نقص طعام المعار من خلال تسويق الفائض منه والإبقاء على الماعز المنتج للألبان.

وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في أسواق قطاع غزة، مع تدمير آلة الحرب الإسرائيلية أجزاء واسعة من مزارع الأبقار والماعز والدواجن في مختلف أنحاء القطاع.

وفي سوق رفح المركز، تباع كيلو لحم الماعز الطازج بين 60 إلى سبعين شيكلا (الدولار 3.8 شيكل) بينما يباع كيلو لحم العجول والأبقار بين 110 120 شيكلا للكيلو الواحد.

أسعار جنونية

وقالت سمية شاهين وهي نازحة من غزة إلى رفح: إن عائلتها توقفت عن شراء اللحوم الحمراء والبيضاء منذ فترة طويلة لكنها تشتري اللحوم المثلجة أحيانا إن وجدت.

وأضاف شاهين لوكالة سند للأنباء أنه مع استمرار الحرب، الأسعار ترتفع بشكل جنوني الأمر الذي يضاعف من مصاعب الحياة التي تعيشها مع أسرتها المكونة من أحد عشر فردا في أحد مراكز الإيواء.

ويعتمد الفلسطينيون على طرود غذائية معلبة تصل من خلال معبر رفح البري، يلقى توزيعها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني موجة انتقادات واسعة من الفلسطينيين.

مبادرات تحيي السوق

وما يبقي سوق "بيع الحلال" فعّالا المبادرات الخيرية التي يطلقها مبادرون وجمعيات إنسانية تنشط في توزيع وجبات طعام بين الحين والآخر للنازحين في المخيمات، الذين بات أغلبهم لا يملك أي أموال.

ويقول مبادرون: إنهم يتلقون تبرعات لذبح عجول وخراف ممن سلم من القصف، ويجري طبخه على شكل وجبات ساخنة توزع للنازحين الذين لم يتناول أغلبهم اللحوم منذ أسابيع طويلة.

ويوجد في رفح ما يقارب 1.5 مليون نازح حاليا بعد أن لجأ إليها عشرات الآلاف من خانيونس مع اشتداد وتيرة القصف وصدور أوامر تهجير جديدة.

وحظرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي توريد أي شحنات من العجول والأبقار إلى قطاع غزة منذ اندلاع الحرب يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. 

وقال مربي المواشي المخضرم حسين أبو جزر: إن معظم الأغنام التي كان يمتلكها في مزرعته نفقت جراء انقطاع توريد الأعلاف اللازمة لطعامها.

ووصف أبو جزر رؤوس المعاز المعروضة بالأسواق بأنها عبارة عن " هيكل عظمي"، وقال: " فيش فيها لحم ورغم ذلك الناس تأتي للسوق وتشتري لتأكل".

ولم يتبق في مزرعة أبو جزر إلا عجل صغير، ويقول الرجل إنه أبقى عليه للذبح على أمل ذبح خلال عيد الأضحى المقبل.
واستهلك قطاع غزة حوالي 17 ألف رأس من الماشية و30 ألف رأس من الأغنام خلال عيد الأضحى الماضي. 

ووفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني فإن جيش الاحتلال تعمد إبادة مزارع الأبقار والمعازف والدواجن بالكامل في شمال القطاع.

تدمير الثروة الحيوانية

وتقول مديرة الإغاثة الزراعية في غزة نهى الشريف: إن "بركسات الثروة الحيوانية كانت هدفا رئيسيا لطائرات الاحتلال، مما أدى إلى نفوق عدد كبير من الحيوانات والطيور".

وتضيف الشريف لوكالة سند للأنباء أن قطاع الثروة الحيوانية تلقى ضربة قاسمة جراء الحرب وحتى أن هناك عشرات المربين الناجين من القصف تركوا أراضيهم إما هربا من الاعتداءات، وإما بسبب التهجير القسري الذي تفرضه قوات الاحتلال.

وقبل الحرب كانت سلطات الاحتلال تخصص يومين أسبوعيا لتوريد ألفي رأس من العجول والأبقار إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

كما كانت تورد السلطات المصرية أكثر من ألف رأس من الأغنام إلى غزة من خلال معبر رفح البري.

ولا توجد إحصاءات ترصد مختلف الخسائر التي عانت منها الثروتان الزراعية والحيوانية داخل قطاع غزة، الذي يشهد حربا إسرائيلية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكثر "دموية وشدة" في القرن الواحد والعشرين.